المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القيادة على طريقة ماتسوشيتا



المراسل الإخباري
05-27-2022, 04:37
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png كيف سيتصرف المدير إذا أخطأ سائقه الطريق وتسبب في تأخره عن اجتماع مهم؟ في الواقع حصلت هذه الحادثة مع السيد (ماتسوشيتا كونوسكيه) مؤسس ومدير شركة باناسونيك والذي يضرب به المثل في الإدارة باليابان. نتيجة خطأ من السائق في الطريق تأخر مدير باناسونيك ساعة كاملة عن اجتماعه مع أحد الزبائن المهمين لشركته. لم يخف المدير غضبه وامتعاضه من الغلطة الكبيرة. في اليوم التالي أصدر السيد (ماتسوشيتا) بياناً شديد اللهجة ووزعه على جميع موظفي الشركة يؤكد على ضرورة احترام المواعيد وعدم التأخر في المهام مع قرار صارم بحسم راتب شهر كامل. وكانت المفاجأة أن الذي تم حسم راتبه ليس السائق بل مدير الشركة نفسه (ماتسوشيتا)!
وعند سؤاله عن سر هذا القرار أجاب بأنه هو المسؤول لأنه لم يضع نظاماً إدارياً يفرض على السائقين التأكد من الطرق مما كان سيقلل من فرصة حصول مثل هذه الأخطاء. أما الشيء الذي لم يذكره السيد (ماتسوشيتا) هو أن تطبيق هذا العقاب الذاتي سيكون حافزاً للموظفين بالشركة بأن قائدهم يتحمل أخطاءهم ويطبق على نفسه نفس المعايير مما سيدفعهم للبذل والإنجاز!
وننتقل إلى عام 1970م حين استضافت أوساكا المهرجان الثقافي العالمي (Osaka Expo) للمرة الأولى بتاريخ اليابان وشاركت دول كثيرة وشركات بتخصيص أجنحة لعرض منتجاتها الثقافية والتقنية. وعلى غير عادته تأخر السيد (ماتسوشيتا) في الحضور وبدأ الموظفون في البحث عنه ليجدوه واقفاً بين جموع الناس التي اصطفت في الطوابير لدخول جناح شركته باناسونيك. وحاول الموظفون إقناعه بالدخول مباشره كونه رئيس الشركة إلا أنه رفض تماماً. وبعد وصوله إلى المدخل أصدر (ماتسوشيتا) توجيهاته إلى الموظفين بإعداد مراوح ورقية وأكياس ورقية مطبوع عليها شعار الشركة حيث لاحظ أن الناس المصطفة كانت تشتكي من حرارة الجو وصعوبة حمل الأشياء والمنتجات في أيديها. هذا القرار كان بمثابة دعاية كبيرة للشركة في المهرجان وقتها حينما كان الزوار يحملون الأكياس ويستخدمون المرواح التي تحمل شعار باناسونيك. والمهم هو أن هذه الفكرة جاءت من احتكاك المدير المباشر بالناس والنزول لأرض الميدان. ولمؤسس باناسونيك السيد (ماتوسوشيتا) مقولات ونصائح إدارية مهمة حتى في مجالات الحياة العادية ومنها:
طريقة الأمس لن تصلح اليوم فلا بد من تحديثها، وطريقة اليوم لن تجدي نفعاً في الغد فلا بد من تطويرها.
لدي ثلاث نقاط قوة: لم أذهب إلى المدرسة، وكنت أعاني المرض ولم أكن بارعاً في اتخاذ القرارات. لهذا اضطررت إلى أن أطلب من الناس أن يعلموني ويساعدوني وبذلك استطعت أن أنجح!
المنافسة ضرورية، ولا بأس من المواجهة ولكن من الجميل أن تمتلك قلباً محباً حتى لأعدائك.
أصحاب الرؤية الضيقة لن يضيعوا الطريق على أنفسهم فقط بل سيطال أذاهم الآخرين.
تستطيع تسلق الجبل من الغرب ومن الشرق أيضاً.، إذا ما غيرت الاتجاه فستنفتح لك الطرق الجديدة.
إذا خدمك أحدهم بعشرة فردها إليه بأحد عشر. تلك الزيادة البسيطة هي التي تقود المجتمعات للنمو والتطور.
وأكاد أجزم بأن من أهم أسرار نجاح هذا الرجل التقدير والاحترام المتبادل بينه وبين موظفيه. فقد كان دائماً يقول بكل فخر لموظفيه: «إذا سألكم أحد ماذا تصنع شركتكم فأجيبوه بأنها تصنع الرجال!». نعم فهؤلاء الرجال هم من وراء جميع منتجات وخدمات الشركة. وباختصار، إذا ما أردت أن تعرف سر نجاح الشركات والمنظمات والدول، فابحث عن القيادات الملهمة من أمثال (ماتسوشيتا كونوسكيه)، فهم من يصنعون المستقبل ويكتبون التاريخ.




http://www.alriyadh.com/1953019]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]