المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطبيب مشغول



المراسل الإخباري
06-05-2022, 00:35
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png اليوم بدا على السطح الكثير من التوترات والمؤثرات في العلاقة بين الطبيب أو الكادر الصحي بصفة عامة والمريض، محورها الخلل في العلاقة أو ما يطلق عليه علمياً العلاقة مع المريض، وتطورت العلاقة إلى الأسوأ لدرجة أننا بدأنا نسمع مرضى وذويهم يعتدون على الأطباء والكادر الصحي، ويلجؤون إلى وسائل الإعلام والتواصل لإيصال شكواهم ومعاناتهم، إلى جانب طوابير من المواعيد والأخطاء الطبية وزحلقة الحالات، فلماذا وصلنا إلى هذا الحد من التطرف في العلاقة؟ وكيف ستكون النتائج العلاجية عندما لا يقبل أحد الطرفين الآخر أو يشك في قدراته وأخلاقياته المهنية؟
اليوم، ماذا يبقى للمريض من وقت ورحابة صدر إذا تشتت المعالج بين عمله الحكومي والعمل في القطاع الخاص وحضور المؤتمرات؟ وكم يبقى للأبحاث والإبداع وتطوير المهنة؟ وكم يبقى لبيته ونومه وعلاقاته الاجتماعية وتطوير ذاته؟ وكيف يتحمل جسمه هذه الضغوط والاجتهادات في آخر المطاف؟ ماذا نتوقع منه كبشر بعد ذلك؟
اليوم، الضغط الذي يمارسه بعض الأطباء على أنفسهم وتزاحم الوقت لديهم يؤثر على دقة التشخيص والعلاج، ويخلق حالة من عدم الوصول للخدمة بسبب قوائم الانتظار الطويلة.. علماً أن هناك معايير للوقت الذي يجب أن يمضيه أو يُنصح أن يمضيه الطبيب مع المرضى، وأيضاً من متطلبات أخلاقيات المهنة الليونة والإنصات لشكوى المريض والتخفيف عنه، وإعطاؤه الوقت الكافي في التشخيص والكشف والعلاج والمتابعة، لذا نسمع عن شكوى من بعض المرضى أن الطبيب أو الطبيبة غير مبالٍ أو لم يسمع شكواه، أو أن الطبيب أو الطبيبة حاد الطباع أو عصبي أو متوتر.
اليوم، معادلة الكسب المادي والممارسة الطبية معادلة صعبة في الأصل في جميع دول العالم، والتوازن فيما بينهما صعب أيضاً، وعادة من يمتهنون مثل هذه المهن يذهبون إليها على أنها مهن لا تُكسب كبقية المهن، وما يُبذل فيها من مجهود علمي وتدريبي لا يقارن بأغلب المهن، إلا أنهم على يقين بأنهم نذروا أنفسهم للعمل الإنساني، بل أضافوا إليه العمل التطوعي، كأطباء بلا حدود.. وغيرها من النشاطات التطوعية.
اليوم، عندما تكون المعادلة ليست مجرد كسب مادي طبيعي لتحسين الحياة ورفاهيتها بل تتجاوز إلى استثمار وسباق محموم لجمع المال ومجهودات متناثرة ومبعثرة في كل مكان وفي كل وقت على حساب العلاقة مع المريض، فإني أخشى أن يكون الموضوع قد تجاوز الممارسة الإنسانية إلى موضوع آخر؟ وعندما يرى طالب الطب أستاذه بهذه الصورة المادية على حساب الجانب الإنساني، وأنه مشغول عن تعليمه وعن مرضاه واختار سكة ''أنه مستثمر وليس طبيباً''، فكيف ستكون مخرجات كليات الطب والعلوم الصحية؟! وعلى أي مفهوم يتربى طالب طب المستقبل؟ هل سيتعلم أنها مهنة إنسانية أم أنها مهنة تكسب ''فلوس''؟




http://www.alriyadh.com/1954427]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]