المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مفكرة مكائد النساء



المراسل الإخباري
06-05-2022, 06:54
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png حكاية (كيد النسا كيد جبّار) حكايةٌ شعبيةٌ جميلة أوردها عبده خال في أساطيره، وتُصوّر لنا المأساة التي عاشتها نساء إحدى القرى بسبب وجود رجل غريب الأطوار، يُذكرنا بشهريار، ينتهج أسلوباً غريباً في تعامله مع النساء، إذ كان الرجل مزواجاً ينام مع زوجته ليلتها الأولى «وفي الصباح يفتعل معها خصومة ثم يقوم بقلع عينها اليمنى ويطلقها»، وبسبب سلوكه الوحشي أصبحت «نصف نساء القرية عوراوات» إلى أن تصدّت له فتاة ذكية تزوجته بعد إعداد سلسلة من المكائد الانتقامية لبنات جنسها، ويُصاب الرجل نتيجة المكائد بالجنون وتستولي زوجته الأخيرة على أمواله وتبني لها ولكل واحدة من ضحاياه بيتاً ليعشن في سعادة غامرة.
حكايات مكائد النساء من الحكايات التي تتميز بوفرتها وتنوعها في تراثنا الشعبي، كما يتميز نمط منها بتأكيده على أن «كيد النساء» ليس مجرد حِيَلٍ بارعة تلجأ لها المرأة للانتصار على خصومها أو للخروج من المآزق أو للحصول على ما تشتهي، بل هو «سر» خفي ينبغي للرجل أن يجتهد في البحث عن حلّه مهما كلّفه الأمر. وعندما يجهل هذا السر فمن الأجدر به أن يحتاط كما فعل بطل حكاية (من مكايد الزوجة لأقارب زوجها) في أساطير الجهيمان، إذ كان يرفض رفضاً تاماً فكرة الزواج قبل أخته مُعللاً ذلك بالخوف عليها من «مكائد النساء». أما بطل حكاية (شاب لم يتزوج حتى عرف مكايد النساء) فكان من الرجال القلائل الذين أدركوا خطورة مكائد النساء، لكنه توهّم أن المكائد عِلمٌ يُكتسب ولا بُد من شدّ الرحال للحصول على ما يُشبه الشهادة العليا في «مكائد النساء». فعندما عرض عليه والده الزواج من امرأة ذات حسب ونسب وجمال رد عليه: «إنني أعرف أن النساء عندهن مكر ولديهن مكائد، ولذلك فإنني لا أرغب في الزواج حتى أعرف بطريقة عملية مكر النساء وحبائلهن حتى لا أقع في شيء منها!». ثم سافر من بلد إلى بلد حاملاً معه مُفكّرةً دوّن فيها الكثير من حيل النساء التي اختبرها بنفسه، وعند عودته تزوج من الفتاة التي اختارها والده، ثم بنى لها «منزلاً منفرداً محاطاً بسور عال ومركب عليه باب من حديد ليس له إلا مفتاح واحد»، لكن ذلك كله لم يكن كافياً لإخضاع زوجته التي عرفت سبب حصاره لها واستطاعت بالحيلة إثبات فشل رحلته التعليمية وفشل جميع إجراءاته للسيطرة عليها، وما كان منه في ختام الحكاية إلا أن طلب عمالاً «كلفهم بهدم السور وخلع باب الحديد ودفع مفاتيح الدار إلى زوجته»!
ما أكثر الحكايات الشعبية التي صوّرت استخدام المرأة للمكائد كسلاح فعّال يُسهلُ لها تحقيق الانتصارات الساحقة على خصومها الذين لا نبالغ إذا قلنا بأن الرجل هو أضعفهم، لكن حكاية واحدة من بين تلك الحكايات هي التي تكشف لنا عن السر الذي سيُساعد الرجل على إبطال مكائد المرأة، وسأعود للحديث عن تلك الحكاية وعن ذلك السر بإذن الله.




http://www.alriyadh.com/1954552]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]