تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : في رحاب الرياض



المراسل الإخباري
06-09-2022, 20:08
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png نعم، ولا يعجبّنَ قارئي أَن يكون عنوانُ مقالي اليوم هو ذاته عنوان زاويتي الأُسبوعية كلَّ خميس لصفحة "حروف وأَفكار".
فأَنا اليوم أَكتُب من الرياض في رحاب الرياض بعد غيابي عنها سنواتٍ طويلةً كنتُ فيها مرتين ضيف "مهرجان الجنادرية".أَعود إِليها اليوم فإِذا بها أَزهى نضارةً وبهاءً، مُزدادةً صبًا مع السنوات، مواكبةً العصر في السنوات، مسابقة إِياه في التقدُّم ومنافسة السنوات. وهذه علامة المدن الكبرى التي تجعلها إِدارتُها في تطوُّر دائم، في تقدُّم دائم، في رؤْية متجددة دائمة، وقرأْتُ على ملامح المدينة جميعها أَصداء "رؤْية 2030" التي تحُثُّ خطاها كي تبلغ عام 2030 وهي أَتَـمَّت وعدَها يإِنجاز "الرؤية"، كي تبدأَ من جديد بالتخطيط حتمًا لـ"رؤْية" أُخرى تتحقَّق في نبذة مقبلة من الزمن.
وما أَراه في مفاصل المدينة -من حركة عمرانية وتجديدية وفواصل عصرية وتقنية وتكنولوجية وإِلكترونية- يشي بأن المملكة ليست فقط سيدة أَبراج العالم، بل ستبلغ هيبتُها أَن يلتفت العالم إِليها إِكبارًا ولفتة تشبُّه.
يأْتي بي إلى الرياض اليوم عمل فني كبير من تراث السعودية وأَدبها وإِرثها التاريخي، هي التي لا تني تكتشف في قلب أَرضها كنوزًا من العصور السالفة تفتح صفحات خالدةً من سطوع التاريخ.
من هذه الكنوز: العمل المسرحي الكوريغرافي الذي ستشهده في الرياض صالةُ مسرح جامعة الأَميرة نورا في خمسة عُروض أَوَّلُها مساء غدٍ الجمعة وأَخيرُها مساء الثلثاء المقبل. والموضوع؟ قصة الحب العذري الخالد بين الشاعر جميل بن معمَّر وابنة قبيلته عُذرة: الصبية بُثَيْنَة بنت حيان. ولا أُفصِّلها لعلْمي أَنْ ليس في المملكة، ولا في مدى العالم العربي مَن لا يعرف قصة هذا الحب وما نجمَ عنه من أَحداث وشِعر. تلك الرواية التاريخية صاغها الفنان اللبناني المبدع عبدالحليم كركلَّا في عرض مسرحي راقص موسيقي غنائي تمثيلي بديع الشكل والمضمون.
من العُلا حيث نسَج القدر قصة جميل وبُثَينة، انطلق كركلَّا في نسْج عمله المسرحي، بدءًا من كتاب كبير مفتوح أَمام نخبة ثقيفة من الطلاب الجامعيين، يروحون يطَّلعون من الراوي على ما في صفحاته من روائع الحضارة العالمية والشعوب الساطعة التي بنَت تلك الحضارة، حتى إِذا وصل الراوي إِلى الحضارة العربية، توقَّف عند حضارة المملكة العربية السعودية وما فيها من معالم تراثية وعلامات حضارية وأَعلام خالدين، وفصَّل أُسطورة حب في العُلا هي قصة جميل وبُثَينة، وما كان له وما كان لها وما كان لهما في طريق الحب من صعوبات وآلام. من هنا انطلق كركلّا في عمله المسرحي، وإِلى هنا يغلق الكتاب أَمام الطلّاب الذين يندهشون لجمال هذه القصة المؤَثرة بتفاصيلها المتتالية، بين لقاء جميل وبثينة للمرة الأُولى في وادي بغيض وما كان بينهما، وما كان من رواسب بسبب تَشَبُّبِه ببثَينة، وتزويجها نُبَيه من قبيلة الأَحَبّ، وتشرُّد جميل إِلى بلاد الشام وسواها، يأْسًا ونواحًا على خسارته بُثَيْنة، حتى وفاته شريدًا في مصر.
إِنها صياغة مشهدية ممتعة جاء بها كركلَّا من بلاد الأَرز إِلى ديار المملكة السعيدة، ترفُدُها كوريغرافية مذهلة الجمال من أَليسار كركلَّا، وإِخراج باهر بأَعلى تقْنيات الإِخراج وأَحدثها من إِيفان كركلَّا، وغناء ممتع من السيدة هدى حداد (شقيقة السيدة فيروز)، والفنانة الجزائرية أَمل بوشوشة، وفرقة رقص وتمثيل من نحو 100 عنصر، في عمل مسرحي راقصٍ باهر مشهديًّا وتمثيليًّا وغنائيًّا على أعلى المعايير العالمية.
هذا هو فرحي اليوم أَن أَكتب من الرياض في رحاب الرياض الجميلة.




http://www.alriyadh.com/1955349]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]