المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفضاء المسموم



المراسل الإخباري
06-09-2022, 20:08
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png يعيش العالم -راهناً- لحظة صدام غير مسبوقة ومشرعة على مآلات مخيفة، ففضلاً عن الحروب المفتوحة والنزاعات المزمنة، يلوح في الأفق صراع أمر وأدهى، وهو الصراع القيمي والثقافي، إذ إن الصدام عندما يكتسي بعداً عقائدياً أو قيمياً فإنه يكون أعمق تأثيراً وأشد خطراً، ويفتح باباً عريضاً لتهب منه رياح الشرور وأقبح نوازع النفس البشرية، وهو صراع لن يربح فيه أحد، وسيخسر الجميع وأولهم مشعلو الحرائق ذاتهم.
لذا يبدو مثيراً للعجب بل للغضب، ما يجري في العالم اليوم من سعي دؤوب وتعبئة غير مسبوقة لنشر قيم شاذة، وتكريس مفاهيم تصطدم بمعتقدات الشطر الأكبر من شعوب العالم، بل إنها في الواقع تصطدم بالفطرة السوية للبشر، وتحطم منظومة القيم الجامعة لمعظم سكان المعمورة، لحساب أفكار مريبة وقيم فاسدة يعتنقها تيار في الغرب يسعى لخلق عقيدة جديدة، تعارض كل المبادئ الطبيعية في حياة البشر، وتهبط بالقيمة الإنسانية إلى الدرك الأسفل.
في هذا السياق لا يختلف دعاة «الدين الليبرالي» الجديد وقيمه المهترئة، عن محاولات الإساءة للمقدسات والرموز الدينية التي يرتكبها بعض الموتورين شأن المتطرف نافين كومار، فكلاهما يسهم في إشعال حرائق الكراهية، وتعزيز الانقسام في العالم، ما يشكل وقوداً للحروب والصراعات التي لا تنتهي، وكلاهما يمكن تحييد خطرهما بترياق واحد، ألا وهو احترام الآخر وقيمه ومعتقداته، وتكريس الوعي بحتمية الاختلاف والتباين بين الحضارات والأمم المختلفة، وعدم محاولة فرضها تحت أي مسمى، ووفق أي مبررات، إذ إن محاولة فرضها وتعميمها على مجتمعات مختلفة هو وصفة لتكريس العداء وتعميق الكراهية، ولن تسفر هذه المحاولات إلا عن خلق عالمين متنافرين وشعوب تزدهر فيها كراهية الآخر والارتياب فيه.
على الصعيد الفردي يبقى على الأسرة دور متعاظم في حماية النشء من هذه الأفكار الدخيلة، لا سيما في ظل هذا الفضاء المفتوح للمعلومات والأفكار، وتحصينهم من هذه الرسائل المسمومة التي لا يترك ناشروها وسيلة لبثها عبر أي وسيلة ابتداء من الإنتاج الموجه للأطفال، إلى مجالات الرياضة والثقافة وغيرها.




http://www.alriyadh.com/1955338]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]