المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مستقبل المركبات الكهربائية



المراسل الإخباري
06-13-2022, 02:58
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png أصبحت المركبات الكهربائية هدفًا لكثير من الدول المصنعة والمنتجة للسيارات كتقنية جديدة وحديثة في صناعة المركبات وأملاً فيما سيتمخض عنه هذا النوع من المركبات من آثار إيجابية في الحفاظ على سلامة البيئة من جهة والتوفير في تكلفة الوقود من جهة أخرى. وعندما تتطور هذه المركبات لتؤدي نفس الدور الذي تقوم به المركبات التقليدية التي تعمل بالوقود التقليدي (البنزين) فستكون منافسًا قويًا ربما سيحد من إنتاج تلك المركبات التقليدية مستقبلا والاتجاه نحو صناعة المركبات الكهربائية واستخدامها بديلاً عنها.
ولعل من أبرز سلبيات المركبات التقليدية لهو التأثير على الغلاف الجوي المحيط بكوكب الأرض وعلى ثقب طبقة الأوزون فيه وتوسيع دائرته بشكل مقلق مما دفع المهتمين بحياة الإنسان وصحته وبمقومات البيئة وسلامتها في معظم دول العالم نحو إيجاد حلول توقف من اتساع هذا الثقب ومنع حدوث كارثة لهذا الكوكب الأرضي بابتكار نوع جديد من المحركات يعتمد بشكل مباشر على الطاقة النظيفة والتقليل قدر الإمكان من الاعتماد على الوقود الأحفوري (البنزين) الذي ينبعث منه غاز ثاني أوكسيد الكربون المسؤول الأول عن التلوث والتسمم وتآكل طبقة الأوزون ذات الأهمية في حماية الأرض من أشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة، لذا تم التفكير والتوجه نحو استخدام محركات كهربائية تميزها كثيرًا على نظيرتها المركبة التقليدية التي تعتمد على الوقود التقليدي حيث ليس لها عوادم ينبعث منها غازات وأبخرة سامة وملوثة كما تفعل الأنواع الاخرى من المحركات، لذا فهي تعتبر الصديق الأمثل للطبيعة والبيئة وصحة الإنسان، وبالتالي فهي تساعد في الحفاظ على ثقب الاوزون وعدم تآكله واتساعه.
إلى جانب ما سبق ذكره، فإن المركبات التي تعتمد على المحركات الكهربائية لا تسبب ايَّ أضرار للغلاف الجوي، لذلك فستساعد المركبات الكهربائية الإنسان أيضًا في الحفاظ على صحته، لأنه عندما يقوم باستنشاق الغازات السامة الصادرة عن المركبات العادية التي تعتمد على الوقود التقليدي، وتحديدًا غاز ثاني أوكسيد الكربون فسوف يؤثر ذلك بشكل مباشر على جهازه التنفسي الأمر الذي سيزيد من نسبة تفشي الأمراض الصدرية وانتشار الأوبئة في المجتمعات الحضرية نتيجة لزيادة نسبة التلوث والغازات السامة في الغلاف الجوي. ولن تتوقف مزايا الاعتماد على المركبات الكهربائية عند حد الانسان فحسب، بل ستتعدى ذلك إلى النباتات؛ فتبدأ الأشجار في النمو والتكاثر، وهذا أمر إيجابي للهواء وزيادة نسبة الأكسجين وتقليل درجة حرارة الجو في فصل الصيف.
وعلى الرغم من بدء الاعتماد على الطاقة النظيفة في تشغيل بعض المعدات والآلات الهامة، إلا انه على أيَّة حال لا يمكن الاستغناء عن الوقود التقليدي (البنزين) بشكل كلي أو على الأقل في وقتنا الحاضر، وصحيحٌ أن احتياطيات البترول في باطن الأرض لدينا مرتفعة ولله الحمد وبعيدة عن الانخفاض أو التلاشي بيد أن استهلاكه وبشكل غير منظم ومنتظم قد يؤدي إلى نضوبه في المستقبل، وهذا أمر غير محبب على الاطلاق، لأننا ربما سنجد لاحقًا وبمرور الوقت مشتقات واستخدامات للبترول قد لا يكون لها ضرر مبباشر على الإنسان والبيئة.
ولدينا في المملكة سيساهم تصنيع المركبات الكهربائية في تطوير صناعات أخرى مصاحبة لها مثل صناعة البطاريات وقطع غيارها وصيانتها، وقد قطعت المملكة مراحل مهمة في تنويع مصادر الاقتصاد خاصة بعدما أكدت الشواهد والوقائع أن المركبات الكهربائية أكثر ملاءمة للبيئة وأقل استهلاكًا للوقود. لذا يعتبر إنشاء مركز تصنيع مركبات كهربائية في المملكة متماشيًا مع الاستراتيجية الهادفة إلى تنويع القاعدة الاقتصادية، وبالأخص تنمية وتنويع القطاع الصناعي كجزء من رؤية المملكة 2030، وبرنامج تطوير القطاع الصناعي وتوسيع قاعدته وذلك من أجل تمكين هذه الصناعة الجديدة من التوسّع والانتشار في المملكة حيث تتميز أيضًا بكونها من صناعات المستقبل الأكثر تقنية وجدوى، كما يؤكد صندوق الاستثمارات العامة أن استثماره في مجموعة ليوسد (Lucid Group) الأميركية لصناعة المركبات الكهربائية في إنشاء أول مصنع خارجي لها في المملكة العربية السعودية يعكس استراتيجيته في الاستثمار في الفرص المستقبلية التي توفر نموًا في العوائد والذي يعد خطوة نحو تنويع العائدات للصندوق السيادي السعودي وللمملكة ككل، ومن المتوقع أن ينتج هذا المصنع ما يصل إلى 150 ألف سيارة سنويًا وقد استفاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي من الاستثمار مبكرًا فيها، إذ يمتلك نحو 62 % من أسهمها، وتعتزم مجموعة ليوسيد بدء تصنيع سياراتها في السعودية في مطلع عام 2024، بعد أن تقدمت بطلب لاعتماد الطراز، وهذا بالطبع يتماهي مع جهود المملكة الرامية إلى تحقيق التنويع الاقتصادي، والتحول من استهلاك الوقود التقليدي إلى الطاقة النظيفة المستدامة، وهذا بالطبع يستلزم توفير برامج تدريبية متخصصة للمواطنين السعوديين تعمل على صقل وتطوير مهارات القوى العاملة، إلى جانب ذلك ذكرت الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة أنها استقبلت عدة طلبات من مصنعي المركبات الكهربائية للحصول على "شهادة اعتماد طراز لمركبة كهربائية"، وفقاً لمتطلبات اللائحة الفنية للمركبات الكهربائية، مشيرة إلى إصدارها شهادة اعتماد لطراز واحد حتى الآن، وقالت "المواصفات"، إنه تم السماح باستيراد المركبات الكهربائية وشواحنها بصورة تجارية، شريطة أن يتم إصدار شهادة اعتماد الطراز السعودية للطرازات المستهدفة قبل بدء عملية الاستيراد.
وعلى أية حال، فمن السابق لأوانه القول بأننا نستطيع الاعتماد بشكل كلي ومباشر على المركبات الكهربائية في وقتنا هذا، ولكن ما يمكن ان نجزم به أنه بإمكان شركات المركبات أن تقوم بتصنيع سيارات هجينة خلال هذه الفترة، مما سيشكل مرحلة انتقالية بين المركبات التقليدية والمركبات الكهربائية.
جامعة الملك سعود




http://www.alriyadh.com/1955843]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]