المراسل الإخباري
06-13-2022, 16:41
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png أسوأ ما يمكن أن تلزم به نفسك من مبادئ: الكمالية.
الكمالية أن تصر على الكمال الأخلاقي لنفسك ولغيرك، لا ترضى بأقل من ذلك في سلوكك وأخلاقك، يجب أن تلطف بالجميع، إن فعلتَ أو قلت شيئا غير مثالي مزقت نفسك باللوم، إن أخللت ببعض الالتزامات الشرعية نحرت نفسك بخزيٍ لم يأمرك الله به ولا حثك الرسول عليه، إن اتبعت شهوة رأيت نفسك ليس مذنباً فحسب بل أخبث إنسان في محيطك، حتى إن البعض ييأس وكأنه قتل بشرا!
الكمالية أن تطلب الكمال من المجتمع أيضا، إن رأيت وقاحة أو ظلما ينهار عالمك، لا تتصور أن يغشك شخص، أو يتلفظ عليك بكلمة نابية، أو يقتل بريئا، تسمع بهذه الأشياء وتقرأ عنها لكن بنوع من البرود والابتعاد لأنها تبدو "نظرية"، ليس الخبر كالمعاينة، فإن حَصَلَت حولك أو لمستها بنفسك كانت صدمة، نفسيتك تتحطم، إيمانك يتزعزع، تهاجمك الأسئلة: "لماذا حصل لي ذلك وأنا شخص مثالي؟ بل لماذا تحصل هذه الأمور في العالم أصلاً؟ يفترض ألا تحصل!"
الكمالية من أسوأ ما يمكن أن تزرع في ابنك، بل أراها أقرب إلى جناية! تأمره بمحاسن الأخلاق، وهذا حَسَن، لكن يصل ذلك إلى أن تنهره أن يستخدم حتى أي كلمة بذيئة، هذا جيد مبدئياً، لكن ماذا يفعل لو سمع بذاءات شائعة بين الناس؟ يُصدَم ويتقزّز وينزعج. بعض المجتمعات تزرع ما ترى أنه فضيلة في الابن وهي حياة الكمالية الأخلاقية الخالصة، وعليك أن تتجنب ليس فقط النقائص الأخلاقية بل كل الطرق التي تؤدي لها، بل كل الممرات التي تؤدي إلى الطرق، بل كل الأزقة التي تؤدي إلى الممرات، بل حتى فناء بيتك الذي يطل على الممر يجب أن تبتعد عنه وإلا فالويل لك!
الكمالية أن تدرك هذه المصائب في نفسك وبيئتك لكن ترفض حتى نقاشها أو إظهارها لأنك تصر أن المجتمع كامل ولا يجب الإخلال بمظهره حتى لمداواة أدوائه، وتنفي كل هذه الحوادث أو تهمشها ليستشري الداء أكثر، ويُظهر المبتلون الكمال والنقاء بينما يعانون من سطوة نزوات لا تتركهم في الخفاء ولا يستطيعون منها فكاكا، ولا يجرؤ على التصريح بها حتى لطلب المساعدة لأنه سيتعرض للتشنيع، حلقة مفرغة شبيهة بالمصاب بالاكتئاب، عليه أن يتعامل مع البلاء بالسر لأنه لو أظهر ذلك أو تكلم أنه يزور الأخصائي النفسي لأتاه التشنيع والسخرية والاحتقار، فالمرض عيب وعلاجه عيب كما يرى السفيه.
لسنا كاملين، والكمالية سبيل إلى معاناة شديدة تستمر عشرات السنين، لا تقل لي "أعرف ذلك"، تقولها بلسانك لكن أفعالك وصوت عقلك الداخلي يقول العكس!
http://www.alriyadh.com/1956068]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
الكمالية أن تصر على الكمال الأخلاقي لنفسك ولغيرك، لا ترضى بأقل من ذلك في سلوكك وأخلاقك، يجب أن تلطف بالجميع، إن فعلتَ أو قلت شيئا غير مثالي مزقت نفسك باللوم، إن أخللت ببعض الالتزامات الشرعية نحرت نفسك بخزيٍ لم يأمرك الله به ولا حثك الرسول عليه، إن اتبعت شهوة رأيت نفسك ليس مذنباً فحسب بل أخبث إنسان في محيطك، حتى إن البعض ييأس وكأنه قتل بشرا!
الكمالية أن تطلب الكمال من المجتمع أيضا، إن رأيت وقاحة أو ظلما ينهار عالمك، لا تتصور أن يغشك شخص، أو يتلفظ عليك بكلمة نابية، أو يقتل بريئا، تسمع بهذه الأشياء وتقرأ عنها لكن بنوع من البرود والابتعاد لأنها تبدو "نظرية"، ليس الخبر كالمعاينة، فإن حَصَلَت حولك أو لمستها بنفسك كانت صدمة، نفسيتك تتحطم، إيمانك يتزعزع، تهاجمك الأسئلة: "لماذا حصل لي ذلك وأنا شخص مثالي؟ بل لماذا تحصل هذه الأمور في العالم أصلاً؟ يفترض ألا تحصل!"
الكمالية من أسوأ ما يمكن أن تزرع في ابنك، بل أراها أقرب إلى جناية! تأمره بمحاسن الأخلاق، وهذا حَسَن، لكن يصل ذلك إلى أن تنهره أن يستخدم حتى أي كلمة بذيئة، هذا جيد مبدئياً، لكن ماذا يفعل لو سمع بذاءات شائعة بين الناس؟ يُصدَم ويتقزّز وينزعج. بعض المجتمعات تزرع ما ترى أنه فضيلة في الابن وهي حياة الكمالية الأخلاقية الخالصة، وعليك أن تتجنب ليس فقط النقائص الأخلاقية بل كل الطرق التي تؤدي لها، بل كل الممرات التي تؤدي إلى الطرق، بل كل الأزقة التي تؤدي إلى الممرات، بل حتى فناء بيتك الذي يطل على الممر يجب أن تبتعد عنه وإلا فالويل لك!
الكمالية أن تدرك هذه المصائب في نفسك وبيئتك لكن ترفض حتى نقاشها أو إظهارها لأنك تصر أن المجتمع كامل ولا يجب الإخلال بمظهره حتى لمداواة أدوائه، وتنفي كل هذه الحوادث أو تهمشها ليستشري الداء أكثر، ويُظهر المبتلون الكمال والنقاء بينما يعانون من سطوة نزوات لا تتركهم في الخفاء ولا يستطيعون منها فكاكا، ولا يجرؤ على التصريح بها حتى لطلب المساعدة لأنه سيتعرض للتشنيع، حلقة مفرغة شبيهة بالمصاب بالاكتئاب، عليه أن يتعامل مع البلاء بالسر لأنه لو أظهر ذلك أو تكلم أنه يزور الأخصائي النفسي لأتاه التشنيع والسخرية والاحتقار، فالمرض عيب وعلاجه عيب كما يرى السفيه.
لسنا كاملين، والكمالية سبيل إلى معاناة شديدة تستمر عشرات السنين، لا تقل لي "أعرف ذلك"، تقولها بلسانك لكن أفعالك وصوت عقلك الداخلي يقول العكس!
http://www.alriyadh.com/1956068]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]