المراسل الإخباري
06-14-2022, 03:07
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
إن المشاعر ذات مرونة وطواعية إلا عند من يتسلط عليها ويجعل لها طريقاً واحداً إجبارياً تسير فيه فلا فرح يهزه ولا حزن يخزه!! وهي حالة مرضية غالباً، والمشاعر تستطيع أن تقود صاحبها وقد تجعله يغير طريقه ويستبدل وجهته أو يتراجع عن قراره..
عجيبة هي المشاعر، فهي وإن كانت عملية عقلية متشابكة مع الحالة النفسية وإثارة الجهاز العصبي ومتأرجحة بين العقل والقلب إلا أننا لا نشعر بكل ذلك لدرجة أننا قد نغير مشاعرنا بقرار ما مهما كان بسيطاً كذاك الذي يشعر بضيق ويأس فيقرر أن يخرج ليمشي بضع خطوات فتتغير مشاعره للأفضل.
إنها عملية سهلة صعبة دقيقة جداً وحساسة جداً ومعقدة جداً تتخفى وتظهر واضحة وغامضة حتى أن العلماء عندما أرادوا أن يضعوا لها تعريفاً تفرقت بهم السبل فكل واحد منهم نظر لها من الجانب الذي يعنيه بحكم التخصص، أما نحن فلا نميل إلى الجانب العلمي لفهمها فنتعامل معها بما تمليه علينا المواقف التي نمر بها أو نعيشها من خلال رواية أو قصيدة أو مقال أو أغنية أو لحن يبث شعوراً ما حين تغذي فينا تلك الفنون الجانب الجميل المفرح أو الكئيب المحزن.
وهذا ما ألاحظه عندما أكتب مقالاً يحرك مشاعر الناس فتكون رسائل الإعجاب أكثر من أي مقال آخر وكان آخرها مقال الأسبوع الماضي (رسائل لم تصل) وقد كان لأحد التعليقات أثره على مشاعري عندما ذكرت لي صاحبة التعليق حكاية عن الرسائل التي لم تصل وهي حكاية لا نتخيل أنها تحدث إلا في الأفلام فإحدى قريباتها من السيدات الكبيرات سافر أحد أبنائها إلى أميركا في بدايات الابتعاث القديم وأعجبه الحال وقرر ألا يعود وانقطعت أخباره ورسائله تدريجياً فأوذيت مشاعر الأم حتى ترفق بها ابنها الآخر وصار يقرأ لها رسالة مرة كل شهر وكأنها وصلت من أخيه فتهدأ الأم وتستكين مشاعرها حتى اكتشفت بأن الرسائل المنتظرة لم تكن تصل وإنما رضيت بالبديل الذي يزيح غشاء وحشة المشاعر في غيابه وعندما مرضت السيدة المرض الذي توفيت على أثره قالت لابنها: كنت أعلم منذ زمن بأنك أنت من تكتب تلك الرسائل، يا له من جمال ونبل في الروحين الأم والابن الذي ترفق بها فكلاهما لم يرد أن يجرح مشاعر الآخر وكأن كل واحد منهم وضع ضمادة على قلب الآخر أو ناوله قرصاً مسكناً للألم يخفف حدة ألم الفقد والتخفيف عن الآخر من الإحساس بالمشاعر المرهقة للروح يا له من جمال ونبل!
إن ولادة المشاعر الجميلة في النفس ما هي إلا وسيلة من وسائل الراحة النفسية ولذا نعمد إلى توليدها ونفتح لها الأحضان حين نعمد إلى قراءة أو استماع ما يفسح لها لكي تتربع في دواخلنا ولهذا كان الناس وما زالوا يطربون مع الأغاني والقصائد حتى وإن لم يعيشوا التجربة فيكفيهم تقمص الحالة وهم في غاية النشوة والسعادة أو العكس وفقاً لما استمعوا إليه أو قرؤوه وأحياناً يكفيهم اللحن مغبة حزن الكلمات فتتراقص أجسادهم على الموسيقى لتتولد مشاعر الفرح غير المتصنع في لحظتها حتى لو كان الجسد ضعيفاً وقد شاهد كثير منا ذلك الرجل المسن الذي أغراه أحد أحفاده ليقوم من كرسيه المتحرك ويشارك الجميع الرقص فتحركت أقدامه بتحرك مشاعره ليرقص وينتشي فتغيب مشاعر التركيز على ألم الجسد بين أمواج مشاعر الفرح ولهذا يرقص الناس على موسيقى الكلمات الحزينة لأن الموسيقى سبقت الكلمات في تحريك المشاعر فلا يأبهون بألم مشاعر من كتب القصيدة فالغلبة لمشاعر بهجتهم باللحن، مع أنهم لو قرؤوا الكلمات لبكو حزنا عليه! عندما سمعت كلمات أغنية:
إجا الليل شيخلصه الليل
راح أسهر ودمعي إيسيل
وجاري من الونين إيشيل
ياليل شبيا ما أنامك
وأصب إدموعي قدامك
عليا شاد أحزامك
نجمه تسولف النجمة
على قلبي وكثر همه
شوقت تكضين يالظلمة
وعليا جروحي ملتمه
ضحكت ساخرة من تمايل أجساد الناس على حزن موجع كهذا! ولكنها المشاعر التي تبثها الموسيقى!
وكثيرة هي الأحزان التي نتراقص عليها لتغيب عن لحظتنا.
إن المشاعر ذات مرونة وطواعية إلا عند من يتسلط عليها ويجعل لها طريقاً واحداً إجبارياً تسير فيه فلا فرح يهزه ولا حزن يخزه!! وهي حالة مرضية غالباً، والمشاعر تستطيع أن تقود صاحبها وقد تجعله يغير طريقه ويستبدل وجهته أو يتراجع عن قراره..
اللي غرب نفسه سافر من آلام المشاعر
واللي نفسه يعشيها ثاني هي، هي المشاعر
واللي دارى بابتسامة من عينيه مر المشاعر
واللي نفسه قصاد حبيبه يبان عليه حبة مشاعر
آه يادي المشاعر
اللي بيفكر يفارق بس لولا المشاعر
واللي سامح حد جارح راضي ذل المشاعر
واللي إيده في إيد حبيبه بس مش حاسس مشاعر
واللي راجع بعد لما انتهى وقت المشاعر
http://www.alriyadh.com/1956198]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
إن المشاعر ذات مرونة وطواعية إلا عند من يتسلط عليها ويجعل لها طريقاً واحداً إجبارياً تسير فيه فلا فرح يهزه ولا حزن يخزه!! وهي حالة مرضية غالباً، والمشاعر تستطيع أن تقود صاحبها وقد تجعله يغير طريقه ويستبدل وجهته أو يتراجع عن قراره..
عجيبة هي المشاعر، فهي وإن كانت عملية عقلية متشابكة مع الحالة النفسية وإثارة الجهاز العصبي ومتأرجحة بين العقل والقلب إلا أننا لا نشعر بكل ذلك لدرجة أننا قد نغير مشاعرنا بقرار ما مهما كان بسيطاً كذاك الذي يشعر بضيق ويأس فيقرر أن يخرج ليمشي بضع خطوات فتتغير مشاعره للأفضل.
إنها عملية سهلة صعبة دقيقة جداً وحساسة جداً ومعقدة جداً تتخفى وتظهر واضحة وغامضة حتى أن العلماء عندما أرادوا أن يضعوا لها تعريفاً تفرقت بهم السبل فكل واحد منهم نظر لها من الجانب الذي يعنيه بحكم التخصص، أما نحن فلا نميل إلى الجانب العلمي لفهمها فنتعامل معها بما تمليه علينا المواقف التي نمر بها أو نعيشها من خلال رواية أو قصيدة أو مقال أو أغنية أو لحن يبث شعوراً ما حين تغذي فينا تلك الفنون الجانب الجميل المفرح أو الكئيب المحزن.
وهذا ما ألاحظه عندما أكتب مقالاً يحرك مشاعر الناس فتكون رسائل الإعجاب أكثر من أي مقال آخر وكان آخرها مقال الأسبوع الماضي (رسائل لم تصل) وقد كان لأحد التعليقات أثره على مشاعري عندما ذكرت لي صاحبة التعليق حكاية عن الرسائل التي لم تصل وهي حكاية لا نتخيل أنها تحدث إلا في الأفلام فإحدى قريباتها من السيدات الكبيرات سافر أحد أبنائها إلى أميركا في بدايات الابتعاث القديم وأعجبه الحال وقرر ألا يعود وانقطعت أخباره ورسائله تدريجياً فأوذيت مشاعر الأم حتى ترفق بها ابنها الآخر وصار يقرأ لها رسالة مرة كل شهر وكأنها وصلت من أخيه فتهدأ الأم وتستكين مشاعرها حتى اكتشفت بأن الرسائل المنتظرة لم تكن تصل وإنما رضيت بالبديل الذي يزيح غشاء وحشة المشاعر في غيابه وعندما مرضت السيدة المرض الذي توفيت على أثره قالت لابنها: كنت أعلم منذ زمن بأنك أنت من تكتب تلك الرسائل، يا له من جمال ونبل في الروحين الأم والابن الذي ترفق بها فكلاهما لم يرد أن يجرح مشاعر الآخر وكأن كل واحد منهم وضع ضمادة على قلب الآخر أو ناوله قرصاً مسكناً للألم يخفف حدة ألم الفقد والتخفيف عن الآخر من الإحساس بالمشاعر المرهقة للروح يا له من جمال ونبل!
إن ولادة المشاعر الجميلة في النفس ما هي إلا وسيلة من وسائل الراحة النفسية ولذا نعمد إلى توليدها ونفتح لها الأحضان حين نعمد إلى قراءة أو استماع ما يفسح لها لكي تتربع في دواخلنا ولهذا كان الناس وما زالوا يطربون مع الأغاني والقصائد حتى وإن لم يعيشوا التجربة فيكفيهم تقمص الحالة وهم في غاية النشوة والسعادة أو العكس وفقاً لما استمعوا إليه أو قرؤوه وأحياناً يكفيهم اللحن مغبة حزن الكلمات فتتراقص أجسادهم على الموسيقى لتتولد مشاعر الفرح غير المتصنع في لحظتها حتى لو كان الجسد ضعيفاً وقد شاهد كثير منا ذلك الرجل المسن الذي أغراه أحد أحفاده ليقوم من كرسيه المتحرك ويشارك الجميع الرقص فتحركت أقدامه بتحرك مشاعره ليرقص وينتشي فتغيب مشاعر التركيز على ألم الجسد بين أمواج مشاعر الفرح ولهذا يرقص الناس على موسيقى الكلمات الحزينة لأن الموسيقى سبقت الكلمات في تحريك المشاعر فلا يأبهون بألم مشاعر من كتب القصيدة فالغلبة لمشاعر بهجتهم باللحن، مع أنهم لو قرؤوا الكلمات لبكو حزنا عليه! عندما سمعت كلمات أغنية:
إجا الليل شيخلصه الليل
راح أسهر ودمعي إيسيل
وجاري من الونين إيشيل
ياليل شبيا ما أنامك
وأصب إدموعي قدامك
عليا شاد أحزامك
نجمه تسولف النجمة
على قلبي وكثر همه
شوقت تكضين يالظلمة
وعليا جروحي ملتمه
ضحكت ساخرة من تمايل أجساد الناس على حزن موجع كهذا! ولكنها المشاعر التي تبثها الموسيقى!
وكثيرة هي الأحزان التي نتراقص عليها لتغيب عن لحظتنا.
إن المشاعر ذات مرونة وطواعية إلا عند من يتسلط عليها ويجعل لها طريقاً واحداً إجبارياً تسير فيه فلا فرح يهزه ولا حزن يخزه!! وهي حالة مرضية غالباً، والمشاعر تستطيع أن تقود صاحبها وقد تجعله يغير طريقه ويستبدل وجهته أو يتراجع عن قراره..
اللي غرب نفسه سافر من آلام المشاعر
واللي نفسه يعشيها ثاني هي، هي المشاعر
واللي دارى بابتسامة من عينيه مر المشاعر
واللي نفسه قصاد حبيبه يبان عليه حبة مشاعر
آه يادي المشاعر
اللي بيفكر يفارق بس لولا المشاعر
واللي سامح حد جارح راضي ذل المشاعر
واللي إيده في إيد حبيبه بس مش حاسس مشاعر
واللي راجع بعد لما انتهى وقت المشاعر
http://www.alriyadh.com/1956198]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]