المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدفعة القوية



المراسل الإخباري
06-17-2022, 12:10
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
ليس بخافٍ على أحد ما أحدثته بلادنا من تغيير وجهة نظر العالم تجاه سياساتنا ونهضتنا وما يحدث من تغيير في كل شيء مع الحفاظ على الهوية والأصالة وهي موازنة صعبة إلا أنها حدثت وباقتدار. فالرد الذي هو باتساع القاعدة يجب أن يتماس مع قياداته تماساً يكون على مستوى تلك المشقة التي يبذلها الوطن والقادة...
لعلنا جميعاً -إن لم يكن أغلبنا- نتساءل عن هذه الحركة الكبيرة في التنمية في بلادنا وبشكل خاص في المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ودول التعاون الخليجي على سبيل المثال، حيث نشهد هذا الحراك الكبير وتلك النهضة الواسعة التي لم تشهدها البلاد منذ قبل!
ولعل البعض يتساءل عن قوة هذه النهضة والمشاريع الواسعة بتعددها منقطع النظير في ذات الوقت الذي يشهد فيه العالم أزمته الاقتصادية وأخباراً تهدد العالم بقدوم مجاعات عالمية؟ وجدير بالذكر أن جميع البلاد العربية قد تعرضت إلى هزات عنيفة في ضوء ما أسموه بالربيع العربي الناتج عن مشروع الفوضى الخلاقة التي من أهم بنودها هو الهدم (هدم كل شيء) تحطيم كل القيم والتاريخ والاقتصاد والبنية التحتية وكل مقومات البلاد من خلال إحداث ثورة عارمة لا تبقي على شيء وهذه النظرية التي دعت إليها كونداليزا رايس في الشرق الأوسط هي مستقاة بطبيعة الحال من النظرية التفكيكية والتي كان أهم بنودها هدم التاريخ وكسر الكاريزما وكل ما احتوته نظرية الفوضى الخلاقة التي لم تعد بخافية على أحد!
كل ذلك لم يكن بالعمل اليسير في محاولة ليس استعادة التنمية والإصلاح وإعادة البناء فحسب وإنما في إحداث نهضة كبيرة وعالم جديد من التطور الذي يستلزم مسايرة الدول العظمى والوقوف معها على نفس السطر. كل ذلك ومع كل ما حدث يبدو أمراً شبه مستحيل للعين الباحثة عن طرائق متجددة تلبية لهذا الطلب الشاق، وبناء عليه رأينا أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- ودول التعاون جميعها بقيادة جميع حكامها بالإضافة إلى جمهورية مصر الحبيبة بقيادة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي يفتحون لنا عالماً جديداً ومبهراً يُحدث الدهشة للعالم أجمع نتاج ذلك الشغف الكبير في السباق المحموم على مضمار العالم الكبير والمتقدم.
وكان هذا هو حلم كل عربي عبر سنين طوال، إلا أنه بفضل الله ثم بفضل قياداتنا المستنيرة الشغوفة بتقدم أوطانها تحقق الحلم ورفعت راية النهضة الحرة الوثابة ليس لأبناء الوطن العربي فحسب وإنما لكل العالم أجمع.
وعلى هذا كان لزاماً علينا نحن أصحاب الأقلام وحملة الرؤوس المستنيرة أن نعمل على إيقاظ الوعي وجعل الفرد يعي ما يحدث بأنه قنديل في سماء الهوية والعروبة أمام الدول كافة، وليس بخافٍ على أحد ما أحدثته بلادنا من تغيير وجهة نظر العالم تجاه سياساتنا ونهضتنا وما يحدث من تغيير في كل شيء مع الحفاظ على الهوية والأصالة وهي موازنة صعبة إلا أنها حدثت وباقتدار. فالرد الذي هو باتساع القاعدة يجب أن يتماس مع قياداته تماساً يكون على مستوى تلك المشقة التي يبذلها الوطن والقادة، هذا التعاون في حمل المسؤولية لا يضاهيه شيء إلا الجهاد بالنفس وبالمال في سبيل رفعة الوطن وتحقيق الرؤى، حفظ الله قادتنا وحفظ بلادنا وأتم هذه المساعي التي نحمد الله أننا رأيناها ونحن على قيد الحياة
ولذلك كان لزاماً علينا بل وعلى كل الدوائر المعرفية إثارة الوعي بأطرافه الثلاثة (الوعي الممكن، الوعي المتاح، الوعي القادم) والتي تؤدي بدورها إلى الوعي التام بحسب نظرية لويسيان جولدمان الاجتماعية، هذا الوعي بأقطابه الثلاثة يشكل سياجاً منيعاً للبنية الاجتماعية وبناءً عليه للدولة ومؤسساتها. هذا الدور الذي يجب على الدوائر المعرفية القيام به هو ما ينير العقلية التفاعلية بين المجتمع والمؤسسات.
ذلك أن المؤسسات تعمل بنظريات اقتصادية قد لا يدركها فرد الشارع العادي، والذي يجب أن نقوم نحن بعملية إيقاظ الوعي لديه، ذلك لأن الحال ليس ككل حال والظروف ليست ككل الظروف نظراً لما ذكرناه سلفاً والتكاتف والتماس بين القاعدة والمؤسسات هو ذلك الإطار الدافع وهو عماد ما يسمى بنظرية القوة الدافعة، التي بمقتضاها تعمل المؤسسات.
هذه النظرية هي من نظريات التنمية الاقتصادية التي قام بها روزنشتاين رودان (Rosenstein Rodan) والتي طرحها عام 1943 والتي تنص على أن "عمليات النمو والتنمية والتطوير هي عمليات ليست سهلة بطبيعتها بل تمر بالعديد من العقبات والتذبذبات الهائلة وغير المستقرة أثناء القيام بتنفيذها".
هذه الصعاب وتلك العقبات التي تصاحب تفعيل النظرية لا تواجه المؤسسات فحسب وإنما يواجهها كل أفراد المجتمع إن جاز التعبير وهو ما يجب أن يدركه الفرد حين انخراط المؤسسات في القيام بالدفعة القوية التي هي بدورها تتلامس مع اقتصاد الأفراد أنفسهم حيث تحاول المؤسسات إحداث شيء من التوازن بين الفرد والمؤسسة حتى لا يشعر بتلك الضغوط والعقبات ومن هنا يتم التلامس -بعد الوعي الممكن والوعي القائم- مع جميع مؤسسات الدولة وخاصة بعدما حدث للعالم من أوبئة ومن حروب ومن أزمات اقتصادية وليتم التعاضد التام مع مقتضيات التطوير والنهضة والتقدم؛ وفقاً لنظرية روزنشتاين رودان؛ دورنا نحن في عملية إيقاظ الوعي الممكن والقائم، وهو الهدف المنشود لتحقيق الإنجاز والرؤى المستقبلية بإذن الله.




http://www.alriyadh.com/1956788]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]