المراسل الإخباري
06-18-2022, 09:49
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png يستغرب المرء هذه الأيام إذا رأى غربياً يُنصِف الإسلام، لكن هذا ما يفعله الأمريكي مارك غراهام في كتابه "هكذا صنع الإسلام العالَم الحديث"، ويقول فيه إن التاريخ الذي يُدرَّس في مدارس الغرب هو التالي: في زمن العصور المظلمة (وهو وقت يشير غالباً إلى الفترة بين القرن الخامس إلى الخامس عشر ميلادي) كانت أوروبا تعيش وقتاً عصيباً، فالقبائل الهمجية من الفايكينغ نهبت وغزت السواحل وانتشر الفساد في أوروبا تحت الأنظمة الإقطاعية وضاعت علوم اليونان إلا قليلاً منها والتي حفظها الرهبان الإيرلنديون، وبعدها بقليل توحَّد الأوروبيون أثناء الحروب الصليبية حرروا بيت المقدس من المسلمين، ورغم أن الحملات انتهت بالفشل في نهايتها إلا أن الصليبيين تمكنوا من إعادة الكثير من الأشياء المهمة من علوم اليونان والرومان التي احتفظ بها المسلمون والتي ظلت مكبوتة عندهم تنتظر ورثة أفلاطون وأرسطوا ليحرروا إرثهم الضائع، وهكذا أدّى المسلمون هذه المهمة النبيلة وانتهى دورهم التاريخي فعادوا لخيامهم وإبلهم وتخلفهم بينما انطلقت أوروبا لتبدأ عصر النهضة وتسود العالم.
يقول غراهام إن هذا الفهم خاطئ، والكتاب يحفل بالكثير من الإنجازات والاختراعات الإسلامية، منها ما حصل بعد معركة طلاس وهي أول وآخر معركة بين المسلمين والصينيين في جمهورية قرغيزيا، انتصر المسلمون وكان الخليفة آنذاك أبا جعفر المنصور، وأحد الأسرى قرب مدينة سمرقند كان يمتهن صنع الورق، ورأى المسلمين أهمية هذا الشيء فبدؤوا فوراً في اتخاذه طريقة لتسجيل المعلومات والوثائق بينما كان الأوروبيون في جهل ضخم، والقلة القليلة من الإيرلنديين الذين حاولوا نقل معلومات يونانية لم يعرفوا إلا الكتابة على جلود الحيوان. جلس هؤلاء الرهبان الإيرلنديون على مخطوطاتهم وأخفوها قدر الاستطاعة بينما أثناءها كان في بغداد سوق الورّاقين وهو أشبه شيء بدار نشر، فيه أكثر من مئة محل، بعضها يحوي أكثر من ألف كتاب، وكان أكثر الناس يجتمعون في هذا السوق وينغمسون في عالم من الحضارة والثقافة لم ير العالم مثلها. في هذا السوق كان الوراق ينسخ الكتب للزبائن بمقابلٍ مالي، وأيضاً يُملي الزبون الكتاب شفهياً والوراق يكتب الكتاب الجديد. كانت الدولة الإسلامية تنشر من الكتب في السنة الواحدة آنذاك أكثر مما تنشر مدينة نيويورك اليوم!
وبقدر ما يسعدنا أن نرى شخصاً ينصف تاريخنا، سيستاء لو رأى الكثير منا اليوم وقد ترك الكتب وانغمس في الجوال.
http://www.alriyadh.com/1956961]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
يقول غراهام إن هذا الفهم خاطئ، والكتاب يحفل بالكثير من الإنجازات والاختراعات الإسلامية، منها ما حصل بعد معركة طلاس وهي أول وآخر معركة بين المسلمين والصينيين في جمهورية قرغيزيا، انتصر المسلمون وكان الخليفة آنذاك أبا جعفر المنصور، وأحد الأسرى قرب مدينة سمرقند كان يمتهن صنع الورق، ورأى المسلمين أهمية هذا الشيء فبدؤوا فوراً في اتخاذه طريقة لتسجيل المعلومات والوثائق بينما كان الأوروبيون في جهل ضخم، والقلة القليلة من الإيرلنديين الذين حاولوا نقل معلومات يونانية لم يعرفوا إلا الكتابة على جلود الحيوان. جلس هؤلاء الرهبان الإيرلنديون على مخطوطاتهم وأخفوها قدر الاستطاعة بينما أثناءها كان في بغداد سوق الورّاقين وهو أشبه شيء بدار نشر، فيه أكثر من مئة محل، بعضها يحوي أكثر من ألف كتاب، وكان أكثر الناس يجتمعون في هذا السوق وينغمسون في عالم من الحضارة والثقافة لم ير العالم مثلها. في هذا السوق كان الوراق ينسخ الكتب للزبائن بمقابلٍ مالي، وأيضاً يُملي الزبون الكتاب شفهياً والوراق يكتب الكتاب الجديد. كانت الدولة الإسلامية تنشر من الكتب في السنة الواحدة آنذاك أكثر مما تنشر مدينة نيويورك اليوم!
وبقدر ما يسعدنا أن نرى شخصاً ينصف تاريخنا، سيستاء لو رأى الكثير منا اليوم وقد ترك الكتب وانغمس في الجوال.
http://www.alriyadh.com/1956961]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]