المراسل الإخباري
06-18-2022, 09:49
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png بمقدورنا القول: إن السيرة في أوجز تعريف لها (سرد إبداعي مداره الحديث عن الذات، أو عن الغير)، ويندرج النوعان: الذاتي، والغيري، ضمن فن السيرة، وهو فن ألصق ما يكون بالأديب، أو المثقف عموماً؛ ذلك أنه سرد يقوم على الوصف، والقص، وتوظيف العناصر الحكائية، واستعراض الحياة بأسلوب جاذب، ولفظ بديع، سواء أكان هذا السرد ذاتياً، أم غيريّاً، ومن هنا فإن السيرة باتت اليوم حائرةً بين جنسين، أو شكلين أدبيين هما: (الذاتية)، و(الغيرية)، وفي ظل الانفتاح الكبير الذي تشهده السيرة الذاتية اليوم إبداعاً ونقداً، ما زالت قرينتها (السيرة الغيرية) أخف وهجاً، وأقل حضوراً، وأيسر إقبالاً من الباحثين والمهتمين، على الرغم من أنها (أي السيرة الغيرية) ألصق بالسيرة، وأعمق، وأغزر، وأشهر؛ نظراً إلى قِدَم نشأتها، وتنوع ملامحها، وكثرة نماذجها.
إن مسألة التأسيس والتجنيس لفن السيرة في مختلف أشكالها وتفرعاتها تفتح لنا أفقاً من الأفكار الجديدة، والموضوعات الطريفة، وهي كذلك تضعنا أمام دراسات غزيرة ما زالت بحاجة إلى من يبعث فيها الاهتمام من جديد، والحق أن أكثر الباحثين ونقاد السرد عموماً أغرقوا في الحديث عن السيرة الذاتية بمنأى عن السيرة الغيرية، بل إن بعضهم – وقد لحظت ذلك مؤخراً – صار يتعصب للأولى دون الثانية، ومن هنا يبدو الأمر غريباً في تسطيح جنس أو نوع على الآخر، والأمر الأكثر غرابة أن يغيب ذلك الشكل على أنقاض الشكل الثاني، رغم تحدرهما من فن سيري واحد، وهذا أمر غريب حقّاً، ولافت للانتباه أيضاً.
ولئن نظرنا إلى الشعر بوصفه جنساً رئيساً، فإننا نوقن بأجناسه الفرعية عالمياً، كالشعر الملحمي، والشعر المسرحي، والشعر الغنائي، والشعر التعليمي، ونحو ذلك، ولكلٍّ عالمه وفضاؤه، ولو تأملنا الشعر الغنائي عربياً لوجدناه يتفرع بحسب الموضوعات والأغراض إلى أنواع، والأنواع إلى أشكال، فمنه شعر المديح مثلاً، وشعر الرثاء، وشعر الزهد، وهلم جراً، وكذا الحال فيما يتعلق بالسيرة؛ ذلك أنها تسلك مسارات عديدة، إذ تتفرع إلى: ذاتية، وغيرية، ثم إنها قد تكون ذاتية تنقسم إلى فروع وألوان، وقد تكون غيرية ذات أشكال، وأنواع، وعندئذ تتبدّى لنا أجناس سيرية فرعية، نصبح أمامها مضطرين إلى ضبطها أجناسيّاً على نحو ما قام به الناقد الروسي (ميخائيل باختين) عندما صنّف الرواية أجناساً روائية فرعية، كالرواية التاريخية، والرسائلية، والهزلية، والرعوية، وغيرها.
نحن إذن أمام أجناس سيرية فرعية، سواء أكانت ذاتية، أم غيرية، وفي ضوء ذلك تتشكل من السيرتين سير كثيرة، كالسيرة العلمية، أو الأدبية، أو الصحفية، أو العسكرية، أو السياسة، أو الرياضية، أو الإدارية، أو نحو ذلك، وقد تتفرع من تلك السير أيضاً سير أخرى، كالسيرة الأدبية إذا كانت شعرية، أو روائية، أو مسرحية، أو قصصية، ولو رمنا عد النماذج لوجدنا ذلك متيسراً، غير أننا نحيل هنا مثلاً على السيرة الذاتية الأدبية الموسومة بـــ (سيرة شعرية) لغازي القصيبي، ومثلها في ذلك السيرة الغيرية الأدبية التي جاءت بعنوان (محمد الثبيتي، سيرة شعرية وإنسانية) لمحمد إبراهيم يعقوب، ففي السيرتين يتبيّن لنا هذا المسلك الأجناسي واضحاً في كون السيرة الذاتية والغيرية جنسين يتفرعان إلى أجناس سيرية أخرى فرعية، سواء أكان ذلك التفرع بحسب الموضوع، أم الغرض، أم الاتجاه، أم المجال، أم التخصص، أم نحو ذلك.
http://www.alriyadh.com/1956922]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
إن مسألة التأسيس والتجنيس لفن السيرة في مختلف أشكالها وتفرعاتها تفتح لنا أفقاً من الأفكار الجديدة، والموضوعات الطريفة، وهي كذلك تضعنا أمام دراسات غزيرة ما زالت بحاجة إلى من يبعث فيها الاهتمام من جديد، والحق أن أكثر الباحثين ونقاد السرد عموماً أغرقوا في الحديث عن السيرة الذاتية بمنأى عن السيرة الغيرية، بل إن بعضهم – وقد لحظت ذلك مؤخراً – صار يتعصب للأولى دون الثانية، ومن هنا يبدو الأمر غريباً في تسطيح جنس أو نوع على الآخر، والأمر الأكثر غرابة أن يغيب ذلك الشكل على أنقاض الشكل الثاني، رغم تحدرهما من فن سيري واحد، وهذا أمر غريب حقّاً، ولافت للانتباه أيضاً.
ولئن نظرنا إلى الشعر بوصفه جنساً رئيساً، فإننا نوقن بأجناسه الفرعية عالمياً، كالشعر الملحمي، والشعر المسرحي، والشعر الغنائي، والشعر التعليمي، ونحو ذلك، ولكلٍّ عالمه وفضاؤه، ولو تأملنا الشعر الغنائي عربياً لوجدناه يتفرع بحسب الموضوعات والأغراض إلى أنواع، والأنواع إلى أشكال، فمنه شعر المديح مثلاً، وشعر الرثاء، وشعر الزهد، وهلم جراً، وكذا الحال فيما يتعلق بالسيرة؛ ذلك أنها تسلك مسارات عديدة، إذ تتفرع إلى: ذاتية، وغيرية، ثم إنها قد تكون ذاتية تنقسم إلى فروع وألوان، وقد تكون غيرية ذات أشكال، وأنواع، وعندئذ تتبدّى لنا أجناس سيرية فرعية، نصبح أمامها مضطرين إلى ضبطها أجناسيّاً على نحو ما قام به الناقد الروسي (ميخائيل باختين) عندما صنّف الرواية أجناساً روائية فرعية، كالرواية التاريخية، والرسائلية، والهزلية، والرعوية، وغيرها.
نحن إذن أمام أجناس سيرية فرعية، سواء أكانت ذاتية، أم غيرية، وفي ضوء ذلك تتشكل من السيرتين سير كثيرة، كالسيرة العلمية، أو الأدبية، أو الصحفية، أو العسكرية، أو السياسة، أو الرياضية، أو الإدارية، أو نحو ذلك، وقد تتفرع من تلك السير أيضاً سير أخرى، كالسيرة الأدبية إذا كانت شعرية، أو روائية، أو مسرحية، أو قصصية، ولو رمنا عد النماذج لوجدنا ذلك متيسراً، غير أننا نحيل هنا مثلاً على السيرة الذاتية الأدبية الموسومة بـــ (سيرة شعرية) لغازي القصيبي، ومثلها في ذلك السيرة الغيرية الأدبية التي جاءت بعنوان (محمد الثبيتي، سيرة شعرية وإنسانية) لمحمد إبراهيم يعقوب، ففي السيرتين يتبيّن لنا هذا المسلك الأجناسي واضحاً في كون السيرة الذاتية والغيرية جنسين يتفرعان إلى أجناس سيرية أخرى فرعية، سواء أكان ذلك التفرع بحسب الموضوع، أم الغرض، أم الاتجاه، أم المجال، أم التخصص، أم نحو ذلك.
http://www.alriyadh.com/1956922]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]