تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حـوارات..!



المراسل الإخباري
06-18-2022, 09:49
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png يتعاطون الحوار في قضاياهم.. ثم يتجاهلون أفقه وامتداده وتموّجات انفعالاتنا معه..!
قليلون منا يدركون مفهوم الحوار حين ندّعيه في نقاشاتنا.. ونعتمد عليه في قراراتنا، ونقنع الآخرين بتوجهاتنا..
الحوار.. افتراض الآخر أولاً يبدأ حيث ينتهي .. ويأخذه معه إليه يتصاعد اقتناعًا ويقنع معرفةً حتى يصلا معا إلى اتفاق مشترك أو افتراقٍ غير مرتبك هذا هو الحوار في مفهومه الحضاري إنسانيًّا بين شخصين وأكثر.
ولكن ماذا عن ذلك الحوار الداخلي حوارك مع ذاتك.. والسيطرة على انفعالاتها حين تتملّكها بكل نزعاتك ورغباتك وقدراتك على اعتساف ما لا يجب لما تريد، إنها الحالة الأكثر تعقيدًا للحوار.. تلك التي لا تحتمل التفريط في مفهومه أو القفز عليه بأدوات اجتماعية تعتمد على المكانة والشخصية والحياة الاجتماعية مجملة.. ولهذا ربما احتجنا دائما لأصحاب الرأي في قراراتنا الخاصة، بعد أن نستنفد الحوار معها.. وهو أبعد مدًى وأنضج قراراً .. أما قال جدنا المتنبي
الرأي قبل شجاعة الشجعان
هو أوّلٌ وهي المحل الثاني
لكن أهل الرأي والمشورة في كل العصور والأزمان لم تكن آراؤهم دائما خالصة لوجه الصدق وصادقة لوجه المنافع.. لم تخلُ في كثير من الأحيان من مزالق الذات وغرور الثقة وخيانة الصديق.. وهي أبعاد لازمت الإنسان على الأرض وفقا لتركيبته النفسية ومطامحه التي لا تنتهي، وبالتالي شكل أهل الرأي والمشورة دائمًا تاريخًا خاصًا بهم أحيانًا وبتوجّهات متباينة بين مرحلة زمنية وأخرى، وكلما قلّبنا في صفحات التاريخ وجدنا مواقف وأحداث وحروب كان وراءها دائما أهل المشورة والرأي أيا كان نوعهم ومذهبهم، وفي قصة فتح عمورية وما دار حول حكايات المنجمين فيها تلك التي جسدتها قصيدة أبي تمام الشهيرة، مثال على حضورهم التاريخي مهما كان شططا أو خرافة... ومع هذا تظل حواراتهم مع مرؤسيهم محفوفة غالبا بالتملّق والنفاق، مما يجعلها مرجعية متفاوتة التأثير بين قائد وآخر..
أما عن حواراتنا التفاعلية ومساجلاتنا أو ما يمكن أن نطلق عليها النديّة في الطرح والإقناع، وهي التي عادت للظهور بقوة عبر برامج التواصل الاجتماعي، -لاسيما «تويتر»- بكل ما تمثله من حضور افتراضي لا يخلو من التقنّع والمواربة في بعض الأحيان، فلا يخرج فيها الأمر عما نسب لشيخنا الكبير الخليل بن أحمد الفراهيدي.. حيث صنّف المحاورين إلى أربعة أصناف كما قال :
«...شخص يدري ويدري أنه يدري فذلك العالم فاتبعوه، وشخص يدري ولا يدري أنه يدري فذلك الناسي فذكروه، وشخص لايدري ويدري أنه لا يدري فذلك الجاهل فعلموه.. أما الرابع فشخص لا يدري ولا يدري أنه لا يدري.. فذلك الأحمق فاجتنبوه...»
فاصلة:
قال وهو يحاوره: إن لي قصتينْ
يا صباح العصافيرِ قم.. ولتعرني غناءكَ إنَّ المدينةَ مبتلَّةٌ بالضباب
سوْأةُ الذنبِ تحتاجُ عصفورةً ستواري فمي
ثم يأتي ( الغرابْ ليقبرَ حزن السماء
قلتُ .. :لاشيء إلا انبلاجكِ من مطلع الطهرِ
هلاَّ استمعنا لفيروزَ
هلاَّ مررنا بعرَّافةِ الصبحِ
مقهى اللقاءِ ) )
وهلا انتشينا عذابْ!




http://www.alriyadh.com/1956927]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]