المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القارئ بين فكين



المراسل الإخباري
06-21-2022, 04:08
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
لن تتوقف القراءة ولن يغيب القراء ولكن الكتاب الورقي لم يعد هو السبيل الوحيد لها، فالخيارات واسعة بين المكتبات الورقية الخارجية الأرخص والمكتبات الإلكترونية الأسهل ولا داعي لاتهام القارئ بإفلاس المكتبات التجارية وإسقاط فشلهم في إدارة أعمالهم عليه في الوقت الذي اشتركوا فيه مع دور النشر في نهب أموال القراء من خلال بيع الكتب بمبالغ باهظة..
وصلتني رسالة هاتفية تنقل خبر بيع محتويات مكتبة تجارية بسعر ريال للكتاب! وكانت الرسالة تستفز مشاعر النقمة على حال القراءة والكتاب وكيف أن الناس لم تعد تقرأ، ومن ثم علينا أن نتعاطف مع أصحاب المكتبات (التجار) ثم نعيش مشاعر الأسى على حال الناس عامة لأنهم أصبحوا جهلة ويزدادون جهلاً كلما ابتعدوا عن الكتاب!
وفي موقف آخر بعثت لي صديقتي برسالة تخبرني فيها عن موقف إحدى دور النشر مع أستاذة جامعية قديرة قدمت لهم مجموعة من أبحاثها للطباعة والنشر استناداً على أن هذه دار نشر جديدة وتريد بداية قوية بمؤلفات جادة ولكنهم يريدون هذه البداية على حساب المؤلف! فقد طلبوا منها أن تدفع لهم ثمانية آلاف ريال! ثم يبيعونها على تجار الكتب بمبلغ وقدره وهم بدورهم يبيعونها علينا بمبلغ باهظ فقد وصل سعر الكتاب الواحد وليس المجزأ إلى ما يقرب من مئتي ريال وبعضها تجاوز ذلك بكثير!! ثم يأتيك من يستصرخ القوم لشراء محتويات تلك المكتبة وكأنه يرثي حال الكتاب والقراءة وهو في الحقيقة يرثي تجارة الكتب التي أصبح الخاسر الوحيد فيها هو المؤلف صاحب الجهد والبحث والعمل المستمر لإخراج كتاب قيم وليس مجرد صفحات فارغة فعلياً أو فارغة فكرياً تباع بأسلوب الترويج والتسويق الحديث إما لكاتب يستند على عدد متابعيه الذي يفتعل معهم أسلوب الإثارة المقيت أو تلك التي تسوق لكتبها على طريقة بعض شهيرات اليوم بعمليات التجميل، والترقق المصطنع!
والغريب أن دور النشر لم تتعظ مما حصل مع كثير من الصحف عندما تراجعت أو أقفلت أبوابها بسبب غياب موردها المالي الرئيس وهو الإعلانات فلم تعد الصحف الورقية تدفع لكثير من كتابها إن لم يكن جميعهم وذلك هو حال من اعتمدت على النشر الإلكتروني ورغم كل هذا ما زالت دور النشر تمارس جبروتها على المؤلفين رغم علمهم بأن كثيرا من القراء صاروا يعتمدون الكتب الإلكترونية التي يسهل حمل المئات منها في الأجهزة بين أيديهم.
بل إن الكثير من المؤلفين اتجهوا للنشر الذاتي عبر المنصات الإلكترونية ويبيع كتابه بنفسه، وهناك مجلات جديدة إلكترونية تُعنى ببيع الروايات القصيرة التي صار الكاتب يُفضّل نشرها مباشرة للقارئ بلا وسيط وبسعر رمزي.
لن تتوقف القراءة ولن يغيب القراء ولكن الكتاب الورقي لم يعد هو السبيل الوحيد لها، فالخيارات واسعة بين المكتبات الورقية الخارجية الأرخص والمكتبات الإلكترونية الأسهل ولا داعي لاتهام القارئ بإفلاس المكتبات التجارية وإسقاط فشلهم في إدارة أعمالهم عليه في الوقت الذي اشتركوا فيه مع دور النشر في نهب أموال القراء من خلال بيع الكتب بمبالغ باهظة وكأنهم اتفقوا على إفلاسه مادياً واتهامه بعدم القراءة أو الميل للمنشورات التافهة التي يدعون أنها هي مبتغاه على طريقة (الجمهور عايز كده).
لا أعلم متى ستلتفت وزارة الثقافة إلى هذا الأمر ومعالجته بما يتناسب مع الثقل المركزي العالمي لبلادنا والدور الذي يجب أن تمثله دور النشر في هذا الجانب لنقل هويتنا الثقافية. إذ لا بد من تنظيم وتقنين كل تفاصيل الطباعة والنشر.
إن إغلاق مكتبة تجارية لا يعيب، ولكن المعيب حقاً هو استناد دور النشر على التفاهة والتافهين والتافهات الذين يتكسبون من شهرتهم ومظاهرها الغارقة في التصنع والكذب وعمليات التجميل الفكرية والشكلية حتى وصل الأمر عند بعض دور النشر إلى أن تطلب من المؤلف حساباته في مواقع التواصل لتطلع على أعداد متابعيه لكي يحددوا موقفهم منه هل يطبعون له أو يحجمون عنه!!




http://www.alriyadh.com/1957500]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]