المراسل الإخباري
06-23-2022, 05:10
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png أنا إنسانة أحب الموسيقى والغناء، هكذا منذ وعيت على الدنيا وأنا أسمع الأغاني وأطرب لها، بيتنا كان يحتوي على أسطوانات لأرقى وأرفع المطربين في العالم العربي، ربما لهذا السبب أملك ذائقة حادة فيما يختص بأصوات المطربين.
وأحيانا، وأنت تتناول طعامك مع الأهل والأصدقاء في مطعم ما في أي مدينة في العالم، يشدك صوت يجعلك تتساءل، متى بدأت المطاعم تقدم بالإضافة إلى الطعام، غذاء الأبدان غذاء للروح، وهل المطعم المكان الملائم للاستماع إلى صوت جميل. يبدو أنه كذلك، بدليل أن هذا النوع من الترفيه مطلوب، والناس تبحث عنه وتجلس وتنصرف عن الحديث إلى بعضها للاستماع إلى المغني.
يبدو أن هذا النوع من الترفيه بدأ في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. من الذي ابتدعه ولماذا؟، لا أعرف، ولعل أحدًا يعرف ويخبرنا، أعرف أنني وصديقتي منذ بدأت المطاعم لدينا في تقديم هذا الترفيه ونحن صرنا نبحث عن أماكن لا تقدم طربا، نحتاج إلى مكان نستطيع أن نسمع فيه بعضنا، ومعظم المطاعم التي تقدم طربا، تجعل صوت المغني أعلى بكثير من قدرة أي أحد على الحديث دون صراخ.
بالرغم أن المطاعم تقدم فرصة عمل للمغنين، لكن أستطيع أن أفهم حزن المغني وشعوره أنه موهبة تهدر على رؤوس ناس تستمع وهي تأكل، من دون سلطنة أو تقدير للفن الذي يقدم، لذلك حين يجد أذنا تسمع، يصبح شخصا آخر، يحاول أن يثبت أنه فنان برغم كل شيء.
لست ضد ما تقوم به المطاعم، أنا فقط أجرب أن أقدم تحية لفنان كنت أستمع إليه قبل يومين ونحن في أحد المطاعم، قدم لنا ألحانًا للموجي وبليغ وسيد درويش وعبدالوهاب، كان يعرف ما الذي يقدمه، وحين طلبت أغنية الست أنا في انتظارك اعتذر بأنه لا يحفظ كلماتها، بينما دار ببالي أنه أشفق أن يغني هذا الطرب الثقيل في مكان خفيف.
المكان غارق في الظلمة، وكنا لا نرى ما نأكل، ربما كان المغني، أقول لنفسي سعيدا بهذه العتمة، يغني ألحانًا يختارها بعناية من دون أن يعرف ملامحه أحد، دون أن يسأل أحد، من هذا المغني المعتد بنفسه والذي لا يلبي طلبات الزبائن. ربما يقف غدا في مسرح ما، يغني لجمهور حضر فقط كي يستمع، في قاعة الأكل والشرب محرم فيهما، والذائقة لا تتسع سوى لنوع واحد من الفن.
أيها الفنانون، لا تحزنوا، فنّكم راقٍ في أي مكان، وكلما ارتقى نوع الأغنيات التي تقدمونها، كلما زاد تعويد الأذن عليها، وصارت تبحث عنه.. تحية لكم.
http://www.alriyadh.com/1957956]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
وأحيانا، وأنت تتناول طعامك مع الأهل والأصدقاء في مطعم ما في أي مدينة في العالم، يشدك صوت يجعلك تتساءل، متى بدأت المطاعم تقدم بالإضافة إلى الطعام، غذاء الأبدان غذاء للروح، وهل المطعم المكان الملائم للاستماع إلى صوت جميل. يبدو أنه كذلك، بدليل أن هذا النوع من الترفيه مطلوب، والناس تبحث عنه وتجلس وتنصرف عن الحديث إلى بعضها للاستماع إلى المغني.
يبدو أن هذا النوع من الترفيه بدأ في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. من الذي ابتدعه ولماذا؟، لا أعرف، ولعل أحدًا يعرف ويخبرنا، أعرف أنني وصديقتي منذ بدأت المطاعم لدينا في تقديم هذا الترفيه ونحن صرنا نبحث عن أماكن لا تقدم طربا، نحتاج إلى مكان نستطيع أن نسمع فيه بعضنا، ومعظم المطاعم التي تقدم طربا، تجعل صوت المغني أعلى بكثير من قدرة أي أحد على الحديث دون صراخ.
بالرغم أن المطاعم تقدم فرصة عمل للمغنين، لكن أستطيع أن أفهم حزن المغني وشعوره أنه موهبة تهدر على رؤوس ناس تستمع وهي تأكل، من دون سلطنة أو تقدير للفن الذي يقدم، لذلك حين يجد أذنا تسمع، يصبح شخصا آخر، يحاول أن يثبت أنه فنان برغم كل شيء.
لست ضد ما تقوم به المطاعم، أنا فقط أجرب أن أقدم تحية لفنان كنت أستمع إليه قبل يومين ونحن في أحد المطاعم، قدم لنا ألحانًا للموجي وبليغ وسيد درويش وعبدالوهاب، كان يعرف ما الذي يقدمه، وحين طلبت أغنية الست أنا في انتظارك اعتذر بأنه لا يحفظ كلماتها، بينما دار ببالي أنه أشفق أن يغني هذا الطرب الثقيل في مكان خفيف.
المكان غارق في الظلمة، وكنا لا نرى ما نأكل، ربما كان المغني، أقول لنفسي سعيدا بهذه العتمة، يغني ألحانًا يختارها بعناية من دون أن يعرف ملامحه أحد، دون أن يسأل أحد، من هذا المغني المعتد بنفسه والذي لا يلبي طلبات الزبائن. ربما يقف غدا في مسرح ما، يغني لجمهور حضر فقط كي يستمع، في قاعة الأكل والشرب محرم فيهما، والذائقة لا تتسع سوى لنوع واحد من الفن.
أيها الفنانون، لا تحزنوا، فنّكم راقٍ في أي مكان، وكلما ارتقى نوع الأغنيات التي تقدمونها، كلما زاد تعويد الأذن عليها، وصارت تبحث عنه.. تحية لكم.
http://www.alriyadh.com/1957956]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]