تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الجندي الذي أخطأ الهدف



المراسل الإخباري
06-24-2022, 04:20
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png يروي السيد سايمون سينك عن واحدة من معارفه، كانت مسؤولة عن مجموعة من الجنود يتم تأهيلهم في برنامج تدريبي في أميركا. وكان من ضمن الاختبارات المطلوبة للنجاح أن يتمكن الجندي من إصابة الهدف بـ23 رصاصة من أصل 40، وفي يوم الاختبار كان أحد جنودها قلقاً ومتوتراً ولم يتمكن من إصابة الهدف بأي رصاصة، انفجر أحد القادة العسكريين غاضباً وبدأ يصرخ بانفعال في وجه الجندي: «ما الذي تفعله يا هذا؟ انظر إلى الهدف! ركز! هيا ثبت يدك!!»، وبالطبع زاد الوضع سوءاً مع الجندي الذي لم يكن قادراً على تحمل كل هذا الضغط الرهيب، في تلك اللحظة قامت المسؤولة باصطحاب القائد لمكان بعيد ثم عادت إلى جنديها المتوتر لتقول له: «خذ نفساً عميقاً، انس كل شيء، لا تحتاج مني لأشرح لك أي شيء فأنت تعرف عملك وتتقنه تماماً، هيا حاول مرة أخرى». حاول الجندي مرة أخرى ولكنه أخطأ الهدف، فما كان من المسؤولة إلا أن قالت: «لا بأس، فلنحاول مرة أخرى، أنا أعرف أنك تستطيع ذلك!»، استطاع الجندي أن يصيب الهدف هذه المرة، فما كان من المسؤولة إلا أن صرخت فرحاً وبأعلى صوتها «رائع! أرأيت؟»، أكمل الجندي الاختبار بنتيجة 38 إصابة صحيحة للهدف من أصل 40 رصاصة. يعلق السيد سايمون سينك على هذه القصة بقوله: «الجندي كان يمتلك المهارات المطلوبة، ما كان ينقصه فقط هو القيادة التي تستطيع إخراج أفضل ما لديه في تلك الظروف الصعبة».
ويحكي لي أحد أصدقائي الذين يعملون في القطاع الحكومي في السعودية، عن مديره الذي يكن له الكثير من الاحترام والتقدير. هذا المدير لديه أسلوب ساحر في القيادة، ففي حال أخطأت لن يتساهل معك وربما أسمعك حديثاً موجعاً دون أن يشتمك أو يهينك على الإطلاق، ولكن يكون ذلك في اجتماع على انفراد لا يعرف به شخص آخر، وبمجرد انتهاء هذه اللحظات القاسية يعود كما كان وكأن شيئاً لم يكن وتجده دائماً أكبر الداعمين لك والمحامين عنك ولا يسمح لأي شخص أن يخطىء في حقك، وفوق ذلك كله، في حال نجحت تجده أول من يحتفي بك وينسب النجاح لك دون أن يظهر في الصورة.
وهنا قد يتساءل البعض، كيف أتعامل كمدير أو قائد مع الموظف إذا أخطأ؟ اقترح التعامل بالطريقة التالية:
الاستماع والتأكد من المشكلة وأسبابها، وعدم التعجل في إطلاق الأحكام بناء على أنباء الفاسقين.

إذا تبين أن الموظف أخطأ فيتم استدعاؤه وسؤاله عن الأسباب.

توبيخ الموظف إذا كان الخطأ يستدعي ولكن دون إهانة أو إساءة أو تجريح، بل يكون ذلك باحترام ومهنية ومن المهم أن يتم توضيح الخطأ وخطورته وأسبابه.

الاتفاق على كيفية معالجة الخطأ والعواقب في حال تكررت الأخطاء.

الإشادة بالنقاط الإيجابية في الموظف والاحتفال بنجاحاته وإنجازاته أمام الموظفين الآخرين.

ومن الضروري الإشارة إلى أهمية ثقافة الشفافية والتعامل بصدق وشجاعة مع الأخطاء ليتعلم منها الموظف والمنظمة، فأخطر السيناريوهات هو خوف الموظفين من الاعتراف بالأخطاء والعمل على إخفائها ما قد يؤدي إلى مشكلات أكثر تعقيداً.
وباختصار، مهمة القائد ليست زيادة التوترات وإجبار الموظفين على إتمام المهام تحت الضغط، بل مهمة القائد هي نزع فتيل التوتر والقلق، وتحفيز الموظفين وتمكينهم ودعمهم للإنجاز والإبداع في بيئة صحية بدافع الشغف والإيمان بسمو الهدف.





http://www.alriyadh.com/1958116]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]