تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا تريد ديزني بلس منّا؟



المراسل الإخباري
06-24-2022, 04:20
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
نحن في مجتمعاتنا المحافظة على دينها وعقائدها وعاداتها وتقاليدها يتوجب علينا أن نشعر بأضعاف ذلك القلق الذي يحياه المجتمع الغربي، لكن تدني الوعي لدى أغلب الأسر قد يسوق أطفالنا إلى تسرب هذه الثقافة نتاج شغفهم بعالم ديزني والذي أصبحت منصته الجديدة تتحدث بلهجتهم هم عبر خيال محبب لهم..
من منا لا يعرف عالم ديزني، ذلك العالم الخيالي الذي تربينا عليه، هذا العالم المعتمد على الرسوم المتحركة منذ أن نشأت الشركة عام 1923م في فن التحريك (الأنيمايشن) ثم مع استديوهات بيكسار بالإضافة إلى مجموعة شركات حينها مثل شركة جولدماير وغيرها ثم تطورت حتى بلغت كل أرجاء العالم مترجمة إلى جميع اللغات.
لكن دائماً ليست أفكارها بريئة منذ نشأتها، فمن منا لم يشاهد أفلامها المتحركة مثل حورية البحر والجميلة والوحش والأسد الملك فأغلبها تحمل في طياتها رؤى مختلفة ومؤثرة للغاية في عالم الطفولة التي تنطبع به الأفكار، وتغرس غرساً قد تكون ثماره حنظلاً وخاصة في مجتمعاتنا العربية؛ فعلى سبيل المثال سلسلة أفلام علاء الدين التي صدرت عام 1992، ثم 1994 ثم علاء الدين وملك اللصوص عام 1996 والتي حققت انشاراً كبيراً في جميع دور السينما العربية ومحلات شرائط الفيديو كاست يومها! هذه الأفلام -التي يتسابق عليها الكبير قبل الصغير- تسخر من الشخصية العربية وخاصة دول التعاون الخليجي التي يعتمد اقتصاده على آبار البترول آنذاك وقد كتبت عنها مقالاً مطولاً حين عرضها وعن تلك الشخصية المحورية (علاء الدين) الذي حصل على المصباح في بئر عميقة في الصحراء ثم تبدأ الشخصية في الظهور التدريجي من العوز إلى البذخ وإلى التعالي والنساء وعدم الجهد في الحصول على المال!
ودائماً تعتمد هذه الأفلام على الحكايات الشعبية وأساطيرها وعالمها الخيالي مثل الأميرة والأقزام السبعة والجميلة والوحش والفرسان الثلاثة على سبيل المثال!
وبعد هذا التطور الكبير لهذه الشركة التي بدأت في 16 أكتوبر لعام 1923 ثم تعاونت مع شركات توزيع إلى أن أصبحت تمتلك الإنتاج والتوزيع على مستوى العالم بكل هذا الخيال وبكل التقنيات الحديثة في صناعة السينما، وأذكر أنها أنشأت مدينة ديزني للترفيه لما بلغ الولع بهذا العالم وهذه الشخصيات التي تملأ تماثيلها كل أنحاء المدينة.
لسنا ضد النجاح ولا ضد التفوق بل نبارك كل مشروع فنى عربي أو محلي أو عالمي ولكن إذا ما انحرف عمقه الفكرى في منتجه فتلك مشكلة كبيرة.
في الآونة الأخيرة ومع ظهور الشركة العالمية (نت فيليكس) والتي أجمع الكل وليس النقاد فحسب على أن محتوى منتجها هو الدفاع عن مجتمع الميم، الذي بدأ وبكل بجاحة يظهر لنا في التجمعات والاحتفالات العالمية بشعارهم المميز بتلك الألوان المتداخلة ثم يدافع عنهم المجتمع الدولي بحجة الحرية والإنسانية وحقوق الإنسان التي لا تهتم إلا بمثل هذه الفئات. ومن هنا نجد أن شركة ديزني تعلن عن منصتها -ليس في العالم كله فحسب وإنما في الشرق الأوسط بشكل خاص- وهي (ديزني بلس Disney Plus) لبث باقاتها الفيلمية عبر هذه المنصة والتي سوف تدبلج ليس للعربية فحسب بل إلى اللهجات المحلية لكل بلد لكي تسيطر على الذهنية بشغف اللهجة ومرونة اللغة!
ولبث هذه الثقافة الميمية التي لم يستهجنها المجتمع العربي فحسب وإنما المجتمع الغربي أيضاً ومنها بلد المنشأ لهذه المنصة التي قوبلت بكثير من الاستهجان والاستنكار؛ والذي أوقد شعلة هذا الاستنكار لهذا البث المخل بالثقافة والأدب هو لقاء تلفزيوني مع (كيري فورت) رئيسة المحتوى الترفيهي لهذه المنصة في ديزني والتي تقول فيه: "إن مع نهاية سنة 2022 سيتم تحويل خمسين شخصية من محتوى شخصيات ديزني الكرتونية التي أحبها الأطفال وتعلقوا بها إلى شخصيات مثلية ولذلك اعتبرها العالم منصة غير آمنة على أطفالهم ثم ظهرت المذيعة (ميدن كيلي) تحذر الناس من أن قناة ديزني أصبحت خطراً على الأطفال وعبرت عن رفضها وقالت إنه يجب أن نعلم الأطفال التسامح واللطف بدلاً من زرع هذه الأفكار الخطرة على ثقافة المجتمعات".
لقد اعتمدت ديزني على قانون صدر في مارس 2022 بعنوان (Do not say g-ay) والذي لا يمنع أي مناقشات للأطفال حول الميول الجنسية في الفصول الدراسية حتى الصف الدراسي الثالث مما سبب شديد القلق للآباء والأمهات ذلك القلق السابق الذي ينبه عليهم بأن يجب تعريف الأطفال بهذه الثقافة، وبطبيعة الحال سيسبب انتشارها لأنها ستصبح سلوكاً عادياً غير مخالف للثقافات وللعادات والتقاليد.
نحن في مجتمعاتنا المحافظة على دينها وعقائدها وعاداتها وتقاليدها يتوجب علينا أن نشعر بأضعاف ذلك القلق الذي يحياه المجتمع الغربي، لكن تدني الوعي لدى أغلب الأسر قد يسوق أطفالنا إلى تسرب هذه الثقافة نتاج شغفهم بعالم ديزني والذي أصبحت منصته الجديدة تتحدث بلهجتهم هم عبر خيال محبب لهم. وقد قامت نظريتي (البعد الخامس) -والمعترف بها دولياً- على أن ما يسمى في علم النفس بـ(الانزلاق الوجداني) ثم التسرب الانفعالي الذي يؤدي بدوره إلى اتخاذ القرار في نهاية المطاف.
هذا الانزلاق الوجداني يعمل على التسرب الانفعالي عن طريق ثلاثة محاور: (العقيدة، السرد، وإثارة الخيال) ومن هنا يتم السيطرة على ما يسمى بـ(الأمجدالا أو الأمجدلي) وهو فص في الدماغ يعمل على تقلب الوجدان المتفاعل مع الحواس الخمس. وهذا ما ينتهجه عالم ديزني وهو سبب نجاحه وشهرته.
ومن هنا نستطيع القول إن أطفالنا في خطر إذا ما انطلقت هذه المنصة في بيوتنا وفي غفلة من الأسرة التي تلبي رغبات هؤلاء الأطفال ومتابعة ما تنتجه ديزني بلس من ثقافة وأفكار.




http://www.alriyadh.com/1958113]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]