المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا ترحموا المهرب والمروج وعالجوا المتعاطي



المراسل الإخباري
06-29-2022, 03:39
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png كنا في امتحانات كلية الصيدلة نعطى مادة مجهولة تماما ويطلب منا التعرف عليها عن طريق حقنها في فئران التجارب وملاحظة التغيرات على الحيوان ومنها تتعرف على العقار المجهول، وكانت مادة الأمفيتامين أسهل المواد للتعرف عليها، فبعد حقنها في جرذ التجارب يبدأ شعر جسمه في الانتفاش ثم يهيج ويصبح عدائيا شرسا مخيفا.
في المجتمع ليس من الصعب، حتى على غير الصيادلة معرفة متعاطي الأمفيتامين الخطر جدا ومشتقاته ومن أخطرها الشبو (ميثامفيتامين)، فعلامات السهر ثم العدائية والشراسة واضحة جدا، والأوضح منها الجرائم البشعة التي ترتكب بفعل تعاطيهما والتي أصبح العالم أجمع يعاني منها، وتثير أخبارها الذعر، من جرأة في السرقة وبشاعة في تعذيب الأطفال والضرب والعنف والقتل بدم بارد ودون أدنى تردد أو رحمة أو ندم.
وبالمناسبة فإن جرائم تعذيب الأطفال والنساء وكبار السن والسرقة والاعتداء بالضرب والعنف الجسدي والقتل ليست جديدة!!، الجديد فقط هو الكتابة عن أخبارها ونشر صورها في مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت في متناول يد كل من له يد، أي أن الكتابة عنها هي التي زادت وليس حدوثها أو طريقة ارتكابها.
أذكر أنه عندما قرر وطننا الغالي التعاطي مع مشكلات المخدرات بشكل أكثر شفافية ومكاشفة (وهي أهم سبل بدايات العلاج) كان ذلك عام 1404هـ وحينها كنت أعمل محققا صحافيا في جريدة الجزيرة، ولم أكن قط أقبل إجراء التحقيقات التقليدية العادية كتغطية احتفال ونشر كلمات وخلافه، بل كنت أركز على الموضوعات الاجتماعية وأذكر منها تحقيق دار العجزة والمرضى النفسيين وحماية المستهلك وتحقيق محلات الألعاب الإلكترونية (الباكمان) التي كانت تصطاد المراهقين والقصر وتجعلهم (يفاختون) من مدارسهم.
آنذاك أبلغني الأستاذ خالد المالك بالرغبة في فتح ملف المخدرات فأجريت حوارا مطولا (ثلاث صفحات كاملة) مع اللواء جميل الميمان مدير عام مكافحة المخدرات - تغمده الله بواسع رحمته -، وخرجت منه بعناوين صاعقة نشرت في عدد صحيفة الجزيرة يوم الثلاثاء 4 جمادى الثانية 1404هـ أذكر منها (قصة الطالب الذي باع الرداء الجامعي من أجل الحشيش) و(أحدهم تناول المخدر فاعتدى على كريمته جنسيا فأعدم، وآخر وضع المخدر في زجاجة خمر فقتل أصدقاءه) و(بسبب المخدرات أحدهم أحرق العروسين ليلة الزفاف)، وسبق أن كررت نشر تلك الصفحات في حسابي في (تويتر) لمن يرغب.
مختصر القول إن المخدرات أحد أخطر أعداء المجتمع في كل حين، وسبق أن ذكرت في تغريدة أن (الصاروخ البالستي الوحيد الذي يرسله الأعداء لوطننا ولا نستطيع إسقاطه هو المخدرات، فلا يسقطها إلا باتريوت وعي المواطن الأب والأم والإخوة ورجال الأمن والجمارك والمكافحة).
لذا علينا ألا تأخذنا رحمة ولا شفقة بالمهرب والمروج فنطبق عليهم أشد عقوبة رادعة حاسمة، وألا نتهاون في أمر المسارعة لعلاج من وقع في براثن المخدرات بكل ما أوتينا من إمكانات طبية ونفسية واجتماعية لإنقاذ من يمكن إنقاذه من الضحايا.




http://www.alriyadh.com/1959042]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]