المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المجتمع الافتراضي والواقعي



المراسل الإخباري
07-02-2022, 04:38
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png أن تعيش في عائلة مكونة من أم وأب وأخوة يبدو ظاهرياً شيئاً مسلماً به وعادياً، وربما مألوفاً وممكناً أن نرى مثل عائلتنا كل يوم في كل مكان حولنا في الحي الذي نسكنه في المدينة وفي كل ما يحيط بنا، الواقع أن الأسرة بمواصفاتها المعقدة حالياً هي نتاج لشخصيات الأفراد الذين نقابلهم في الشارع والعمل وفي كل اجتماع بشري، فالأسرة قائمة على مبدأ البناء، مثل: بناء القيم والمبادئ والمثل وكل شيء، فهي تهدف إلى بناء الإنسان وجعله يبني نفسه ويحقق وجوده الممتد من تقاليد وعادات متوارثة قائمة على هذه السلسلة من الموروثات.
هذا على جانب الأسرة، أما جانب المجتمع وأعني به حالياً المجتمع الافتراضي والواقعي، وهو العالم الموازي والحقيقي لأننا أصبحنا فعلاً نعيش فيه كل أوقاتنا وأصبح جزءاً من حياتنا وحياة أبنائنا وأصبح دوره يهدم ما تبنيه الأسرة، فهو يشاركنا في تربية أبنائنا وكسر موروثاتهم التي استقوها من الأسرة، فالمجتمع هو الآخر الذي نهابه ونخاف على أبنائنا منه، فوجودنا الإنساني عبارة عن دوائر مغلقة ومطلقة، فيأتي التأثير الخارجي الهادر ويقضم هذه الدائرة عن طريق أفكار مختلفة ومعتقدات وإشارات كثيرة تأتي من الواقع الافتراضي كالصوت والشكل أو الرائحة التي تلتصق بذاكرتنا وتنبهنا أن هناك شيئاً اخترق دوائر وعينا ليهز كل ما بُني سابقاً، فتتداخل الرؤى والمشاعر وتصبح المشاعر سائلة، وهذا الهياج المعلوماتي والفكري وسيل المشاعر الذي لا نستوضح حقيقته يجعلنا نعيش في اضطراب قيمي وفكري وعقائدي إذا لم نكن مسلحين من الداخل بقناعات وأفكار ومعتقدات عندها لا مكان لما يقلقنا.
والآن؛ عندما نحاول تقييم الواقع الافتراضي، ما المحتوى الذي قدمناه لكي نواجه المد الهادر إلينا من جميع أنحاء العالم؟ عوالم كثيرة تعصف بعقولنا وعقول أبنائنا وتغير قناعاتنا بكثرتها "فالكثرة تغلب الشجاعة"، ولماذا هناك هروب دائماً نحو محتوى الآخر وهي إشكالية فعلاً سواء المحتوى الفكري أو الترفيهي الموجه للكبار والأطفال؟ ولماذا لا نأخذ بهذه المعايير العالية في الفكرة والطرح والإنتاج؟
إن العمل على إيجاد محتوى للواقع الافتراضي ليس بالصعب ولكن يحتاج إلى استراتيجية تشتغل على الوعي الفكري واللغة العربية وصحة المعلومة والترجمة أيضاً من وإلى لغة العلم الإنجليزية، وزرع الثقة داخل نفوسنا والإيمان بأننا جيدون كفاية لنطرح ما لدينا ونفخر به.




http://www.alriyadh.com/1959595]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]