المراسل الإخباري
07-04-2022, 03:29
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png من أوجه النقص التي لا حظتها في الأطروحات الخاصة بخطاب الكراهية تركيزها على الأعراض دون البحث في طبقات الظاهرة عن الأسباب، حيث أصبحت هذه الأطروحات تشبه ذلك الطبيب الذي يعالج الصداع بحبة مسكنة، فخطاب الكراهية نتيجة نهائية لعمليات كثيرة غالبها سايكولوجي وبعضها ثقافي واجتماعي، فلو طرحنا سؤالا: لماذا نكره؟ سنجد الأسباب متعددة ومعقدة ومن أهمها الخوف من "الآخر" المختلف، فأحد أسباب كرهنا هو أننا نخشى أشياء مختلفة عنا، فعندما نشعر بالتهديد من قبل الغرباء، فإننا نتجه غريزيًا نحو مجموعتنا (أولئك الذين ننتمي إليهم ونعرفهم) كآلية للبقاء، وهنا تكون الكراهية مدفوعة بنوعين أساسيين من المشاعر: الحب والعدوان، حب داخلي باتجاه مجموعتنا، وكره خارجي باتجاه "الآخر".
ويبنى على هذا الخوف والكره خطاب كراهية محكم يقود في النهاية إلى تشكل الصور النمطية عن المجموعات البشرية وهو الموضوع الذي سنعالجه في مقال قادم.
وليس الخوف من الآخر هو الدافع الوحيد للكره الموجه، بل قد يكون الدافع الخوف من الذات ونقائصها، فقد ثبت علميا أن الأشياء التي يكرهها الناس بشأن الآخرين هي الأشياء التي يخشونها داخل أنفسهم، ومن باب خلق منطقة راحة سايكولوجية يتم إسقاط هذه الأشياء غير المرغوب فيها على الآخر وكأن حال لسان الفاعل هنا يقول: "أنا لست سيئًا؛ أنت السيئ". وبعدها يبنى خطاب الكراهية على هذا المبرر المُتخيل.، تُعرف هذه الظاهرة باسم الإسقاط (Projection)، وهو مصطلح صاغه عالم النفس المشهور سيجموند فرويد لوصف ميلنا إلى رفض ما لا نحبه في أنفسنا، فرغبتنا للظهور بمظهر الصالح تدفعنا أحيانا إلى دفع "الشر" للخارج ومهاجمته، حيث نعتقد أن هذه هي الطريقة التي نتخلص بها من الصفات غير المرغوب فيها، لكن هذه الطريقة لا تؤدي إلا إلى استمرار القمع الذاتي الذي يؤدي إلى العديد من مشكلات الصحة العقلية، ولكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن الكره الموجود بداخلنا ينحصر فقط في تركيبتنا النفسية أو تاريخنا العائلي، ولكن أيضًا في تاريخنا الثقافي، ففي الثقافات التي تروج للحرب والعنف، يكون الصراع ثقافة وأسلوب حياة، ومن الطبيعي أن يكون الكره الناتج الرئيس لثقافة الصراع، وهنا يكون هناك ميل إلى القتال من أجل حل الخلافات والنزاعات، أكثر من الحوار.
إن معرفة هذه العوامل السايكولوجية والثقافية والتعامل معها كفيل بخلق ثقافة سلام عالمية عمادها التعارف والحوار والتفاهم والبعد عن العنف الذي هو في النهاية القناة الموصلة للتطرف والإرهاب.
http://www.alriyadh.com/1959898]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
ويبنى على هذا الخوف والكره خطاب كراهية محكم يقود في النهاية إلى تشكل الصور النمطية عن المجموعات البشرية وهو الموضوع الذي سنعالجه في مقال قادم.
وليس الخوف من الآخر هو الدافع الوحيد للكره الموجه، بل قد يكون الدافع الخوف من الذات ونقائصها، فقد ثبت علميا أن الأشياء التي يكرهها الناس بشأن الآخرين هي الأشياء التي يخشونها داخل أنفسهم، ومن باب خلق منطقة راحة سايكولوجية يتم إسقاط هذه الأشياء غير المرغوب فيها على الآخر وكأن حال لسان الفاعل هنا يقول: "أنا لست سيئًا؛ أنت السيئ". وبعدها يبنى خطاب الكراهية على هذا المبرر المُتخيل.، تُعرف هذه الظاهرة باسم الإسقاط (Projection)، وهو مصطلح صاغه عالم النفس المشهور سيجموند فرويد لوصف ميلنا إلى رفض ما لا نحبه في أنفسنا، فرغبتنا للظهور بمظهر الصالح تدفعنا أحيانا إلى دفع "الشر" للخارج ومهاجمته، حيث نعتقد أن هذه هي الطريقة التي نتخلص بها من الصفات غير المرغوب فيها، لكن هذه الطريقة لا تؤدي إلا إلى استمرار القمع الذاتي الذي يؤدي إلى العديد من مشكلات الصحة العقلية، ولكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن الكره الموجود بداخلنا ينحصر فقط في تركيبتنا النفسية أو تاريخنا العائلي، ولكن أيضًا في تاريخنا الثقافي، ففي الثقافات التي تروج للحرب والعنف، يكون الصراع ثقافة وأسلوب حياة، ومن الطبيعي أن يكون الكره الناتج الرئيس لثقافة الصراع، وهنا يكون هناك ميل إلى القتال من أجل حل الخلافات والنزاعات، أكثر من الحوار.
إن معرفة هذه العوامل السايكولوجية والثقافية والتعامل معها كفيل بخلق ثقافة سلام عالمية عمادها التعارف والحوار والتفاهم والبعد عن العنف الذي هو في النهاية القناة الموصلة للتطرف والإرهاب.
http://www.alriyadh.com/1959898]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]