المراسل الإخباري
07-14-2022, 03:53
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
هنيئاً لقيادتنا المباركة ما حباها الله تعالى من الخصوصية العظيمة بأن أناط بها هذه المهمة النبيلة الثقيلة، ثم أعانها على تحملها بأتمِّ وجهٍ وأسدِّ طريقة، فمن نظر في تكامل جهود الجهات الفاعلة في الحج وتباريها في إنجاز كل جهةٍ ما عليها من المسؤوليات علم أن هذا أمرٌ مُعانٌ عليه مُجتهدٌ فيه مُيسرٌ بتيسير الله وإلهامه..
الكفاءة مِلَاك النهوض بالتكاليف والأعباء، فإن انضاف إليها الإخلاص والتفاني في البذل آتت أكلها بكل نجاعةٍ، وفي الكفاءة والإخلاص تتجسّد القوة والأمانة اللتان لحظتهما ابنة الرجل الصالح صاحب مدين في موسى عليه السلام، فقالت لأبيها: {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ}، ولا غنى عن اجتماع الخصلتين (الكفاءة والإخلاص)؛ لأن المتمكن من المعرفة بالشيء المتخصص فيه الكامل الأهبة لمزاولته إذا لم يُخلص له من قلبه فلن يبذل فيه من الجهد ما يُجدي نفعاً؛ لأن الجوارح لا ترتاح لشيءٍ لم ينقاد إليه القلب؛ إذ هي جنده، ولا فائدة في جندٍ بلا قيادةٍ نشطةٍ، وكذلك الإخلاص لا غنى له عن قوةٍ وكفاءةٍ تترجمه في الواقع، وإلا كان مجرد شعورٍ كامنٍ تلوح له بعض المظاهر التي لا تسدُّ خلة، وبين ذي الكفاءة والإخلاص، وبين المخلص غير الكفء من التفاوت ما بين المؤمن القوي والمؤمن الضعيف من التفاوت المعبر عنه بما أخرجه مسلمٌ من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ..... »، وتتجلى روعة تعانق الكفاءة والإخلاص في تسيير المملكة العربية لشعيرة الحج العظيمة، ولي مع ذلك وقفات:
الأولى: أهمية الإنجاز تتضاعف بحسب أهمية الـمُنجَز، وإنجاز نجاح موسم الحج يتعلق بواحدٍ من خمسة أركان ينبني عليها هذا الدين الحنيف، كما يتعلق بتنظيم كمٍّ وافرٍ من الناس تنوعت لغاتهم وبلدانهم وثقافتهم وتفاوتت أعمارهم، وجاءوا من كل حدبٍ وصوبٍ مصداقاً لما وعد الله نبيه وخليله لما أمره بالأذان في الناس بالحج، فقد أمره بالدعوة ووعده أن يُلبي الناس نداءه، قال تعالى: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)، قال الإمام القرطبي: "وعده إجابة الناس إلى حج البيت ما بين راجلٍ وراكبٍ، وإنما قال "يأتوك" وإن كانوا يأتون الكعبة لأن المنادي إبراهيم، فمن أتى الكعبة حاجاً فكأنما أتى إبراهيم، لأنه أجاب نداءه" وما منهم من أحدٍ إلا ويأتي بكل تلهفٍ واشتياقٍ ونفسٍ تواقةٍ إلى أداء أعمال نسكه، يهوي قلبه إلى هذا المكان المبارك الذي استجيبت فيه دعوة إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام إذ قال: (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ)، وإذا كانوا على هذه الحالة فلا جرم أن تنظيمهم وتأمينهم مهمة جسيمة لا يقوم لها إلا أكفاءٌ مُخلصون مؤيدون بتوفيق الله وحسن تأييده.
الثانية: هنيئاً لقيادتنا المباركة ما حباها الله تعالى من الخصوصية العظيمة بأن أناط بها هذه المهمة النبيلة الثقيلة، ثم أعانها على تحملها بأتمِّ وجهٍ وأسدِّ طريقة، فمن نظر في تكامل جهود الجهات الفاعلة في الحج وتباريها في إنجاز كل جهةٍ ما عليها من المسؤوليات علم أن هذا أمرٌ مُعانٌ عليه مُجتهدٌ فيه مُيسرٌ بتيسير الله وإلهامه، وأدرك أن القائمين به قد بذلوا من الجهود المادية والمعرفية والبشرية ما لا مزيد عليه، والمملكة العربية السعودية عبر مسيرتها المباركة منذ توحيدها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز -رحمه الله- قد ضربت بسهمٍ وافرٍ في تعزيز الحضارة الإسلامية والنهوض بها من خلال خدمة الحرمين الشريفين وتطويرهما، فواكبت بهما تطور الحضارة في هذا العصر أولاً بأولٍ، سواء على مستوى البنية التحتية أم على مستوى الخدمة التشغيلية، وهي بهذا تسدي إلى الإسلام خدمة لا تُوازيها خدمة في وقتنا الحاضر، وتبرهن على عبقرية الأيدي المباركة التي استودعت هذه الأمانة الكبيرة.
الثالثة: من سرّهُ أن يُصان شيءٌ حرص على أن يُوضع في أيدٍ ذات كفاءةٍ عاليةٍ يتسمُّ أصحابها بأنهم ذوو إمكانات متنوعة، فبهذا تتكامل الصيانة وتحصل المصالح وتدفع المفاسد، وما من مسلمٍ نقيِّ السريرة إلا ويَسُرّهُ أن يُصان الحرمان الشريفان، وتقدم أفضل الخدمات والتسهيلات لقاصديها، بحيث يتمكنون من أداء عباداتهم فيهما بكل أمانٍ وطمأنينةٍ، ولا يخافون على أنفسهم وأموالهم وصحتهم، من حين القدوم إلى مغادرتهم راجعين إلى بلدانهم، وهذا -وأكثر منه مما لا يأتي عليه وصف الواصف ولو أسهب- ما يتوفر للحرمين الشريفين وقاصديهما في ظل هذه الدولة المباركة، فليغتبط المسلم بذلك، وليحذر من أن يجرَّه الشيطان إلى أن يحسد المملكة على هذه الخصوصية؛ فإن في ذلك محظوراتٍ منها الحسد، وكفى بالحسد خلقاً ذميماً لا يرضاه الشريف لنفسه، ومنها أن في الامتعاض من هذه الخصوصية غشّاً للحرمين وللمسلمين عامة، فلو كان ناصحاً ما ساءه أن يتولى الأمرَ من يقومُ به أحسنَ قيامٍ، ولم يمتعض من دولةٍ تخدم الإسلام هذه الخدمة الفريدة.
http://www.alriyadh.com/1961551]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
هنيئاً لقيادتنا المباركة ما حباها الله تعالى من الخصوصية العظيمة بأن أناط بها هذه المهمة النبيلة الثقيلة، ثم أعانها على تحملها بأتمِّ وجهٍ وأسدِّ طريقة، فمن نظر في تكامل جهود الجهات الفاعلة في الحج وتباريها في إنجاز كل جهةٍ ما عليها من المسؤوليات علم أن هذا أمرٌ مُعانٌ عليه مُجتهدٌ فيه مُيسرٌ بتيسير الله وإلهامه..
الكفاءة مِلَاك النهوض بالتكاليف والأعباء، فإن انضاف إليها الإخلاص والتفاني في البذل آتت أكلها بكل نجاعةٍ، وفي الكفاءة والإخلاص تتجسّد القوة والأمانة اللتان لحظتهما ابنة الرجل الصالح صاحب مدين في موسى عليه السلام، فقالت لأبيها: {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ}، ولا غنى عن اجتماع الخصلتين (الكفاءة والإخلاص)؛ لأن المتمكن من المعرفة بالشيء المتخصص فيه الكامل الأهبة لمزاولته إذا لم يُخلص له من قلبه فلن يبذل فيه من الجهد ما يُجدي نفعاً؛ لأن الجوارح لا ترتاح لشيءٍ لم ينقاد إليه القلب؛ إذ هي جنده، ولا فائدة في جندٍ بلا قيادةٍ نشطةٍ، وكذلك الإخلاص لا غنى له عن قوةٍ وكفاءةٍ تترجمه في الواقع، وإلا كان مجرد شعورٍ كامنٍ تلوح له بعض المظاهر التي لا تسدُّ خلة، وبين ذي الكفاءة والإخلاص، وبين المخلص غير الكفء من التفاوت ما بين المؤمن القوي والمؤمن الضعيف من التفاوت المعبر عنه بما أخرجه مسلمٌ من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ..... »، وتتجلى روعة تعانق الكفاءة والإخلاص في تسيير المملكة العربية لشعيرة الحج العظيمة، ولي مع ذلك وقفات:
الأولى: أهمية الإنجاز تتضاعف بحسب أهمية الـمُنجَز، وإنجاز نجاح موسم الحج يتعلق بواحدٍ من خمسة أركان ينبني عليها هذا الدين الحنيف، كما يتعلق بتنظيم كمٍّ وافرٍ من الناس تنوعت لغاتهم وبلدانهم وثقافتهم وتفاوتت أعمارهم، وجاءوا من كل حدبٍ وصوبٍ مصداقاً لما وعد الله نبيه وخليله لما أمره بالأذان في الناس بالحج، فقد أمره بالدعوة ووعده أن يُلبي الناس نداءه، قال تعالى: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)، قال الإمام القرطبي: "وعده إجابة الناس إلى حج البيت ما بين راجلٍ وراكبٍ، وإنما قال "يأتوك" وإن كانوا يأتون الكعبة لأن المنادي إبراهيم، فمن أتى الكعبة حاجاً فكأنما أتى إبراهيم، لأنه أجاب نداءه" وما منهم من أحدٍ إلا ويأتي بكل تلهفٍ واشتياقٍ ونفسٍ تواقةٍ إلى أداء أعمال نسكه، يهوي قلبه إلى هذا المكان المبارك الذي استجيبت فيه دعوة إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام إذ قال: (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ)، وإذا كانوا على هذه الحالة فلا جرم أن تنظيمهم وتأمينهم مهمة جسيمة لا يقوم لها إلا أكفاءٌ مُخلصون مؤيدون بتوفيق الله وحسن تأييده.
الثانية: هنيئاً لقيادتنا المباركة ما حباها الله تعالى من الخصوصية العظيمة بأن أناط بها هذه المهمة النبيلة الثقيلة، ثم أعانها على تحملها بأتمِّ وجهٍ وأسدِّ طريقة، فمن نظر في تكامل جهود الجهات الفاعلة في الحج وتباريها في إنجاز كل جهةٍ ما عليها من المسؤوليات علم أن هذا أمرٌ مُعانٌ عليه مُجتهدٌ فيه مُيسرٌ بتيسير الله وإلهامه، وأدرك أن القائمين به قد بذلوا من الجهود المادية والمعرفية والبشرية ما لا مزيد عليه، والمملكة العربية السعودية عبر مسيرتها المباركة منذ توحيدها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز -رحمه الله- قد ضربت بسهمٍ وافرٍ في تعزيز الحضارة الإسلامية والنهوض بها من خلال خدمة الحرمين الشريفين وتطويرهما، فواكبت بهما تطور الحضارة في هذا العصر أولاً بأولٍ، سواء على مستوى البنية التحتية أم على مستوى الخدمة التشغيلية، وهي بهذا تسدي إلى الإسلام خدمة لا تُوازيها خدمة في وقتنا الحاضر، وتبرهن على عبقرية الأيدي المباركة التي استودعت هذه الأمانة الكبيرة.
الثالثة: من سرّهُ أن يُصان شيءٌ حرص على أن يُوضع في أيدٍ ذات كفاءةٍ عاليةٍ يتسمُّ أصحابها بأنهم ذوو إمكانات متنوعة، فبهذا تتكامل الصيانة وتحصل المصالح وتدفع المفاسد، وما من مسلمٍ نقيِّ السريرة إلا ويَسُرّهُ أن يُصان الحرمان الشريفان، وتقدم أفضل الخدمات والتسهيلات لقاصديها، بحيث يتمكنون من أداء عباداتهم فيهما بكل أمانٍ وطمأنينةٍ، ولا يخافون على أنفسهم وأموالهم وصحتهم، من حين القدوم إلى مغادرتهم راجعين إلى بلدانهم، وهذا -وأكثر منه مما لا يأتي عليه وصف الواصف ولو أسهب- ما يتوفر للحرمين الشريفين وقاصديهما في ظل هذه الدولة المباركة، فليغتبط المسلم بذلك، وليحذر من أن يجرَّه الشيطان إلى أن يحسد المملكة على هذه الخصوصية؛ فإن في ذلك محظوراتٍ منها الحسد، وكفى بالحسد خلقاً ذميماً لا يرضاه الشريف لنفسه، ومنها أن في الامتعاض من هذه الخصوصية غشّاً للحرمين وللمسلمين عامة، فلو كان ناصحاً ما ساءه أن يتولى الأمرَ من يقومُ به أحسنَ قيامٍ، ولم يمتعض من دولةٍ تخدم الإسلام هذه الخدمة الفريدة.
http://www.alriyadh.com/1961551]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]