تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : آفاق تطور العلاقة السعودية - الأميركية



المراسل الإخباري
07-16-2022, 06:26
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png هناك ترقب واهتمام إقليمي وعالمي بالنتائج التي تتمخض عنها زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المملكة، والسبب يعود إلى إن العلاقة بين البلدين لا تمر بأفضل أيامها. وهذا ليس مصادفة، فالمملكة لم تعد كما كانت عندما اتفق قادة البلدين عام 1945 على إقامة علاقة استراتيجية بينهما، كذلك فإن الولايات المتحدة قد تغيرت كثيراً منذ ذلك التاريخ وحتى الآن.
إن الإحصاءات لا تقدم أرقاماً وافية عن اقتصاد المملكة في تلك الحقبة من القرن الماضي، ورغم ذلك يمكن تصور الفارق الهائل بين حجم الناتج المحلي الإجمالي للمملكة عام 1945 وحجم اقتصادها في الوقت الراهن، فالمملكة قد تطورت خلال هذه الفترة بشكل كبير، وتحولت إلى أضخم اقتصاد في الشرق الأوسط، كذلك تغيرت الولايات المتحدة خلال الـ77 عاماً الماضية، فناتجها المحلي الإجمالي الذي كان يشغل بعد الحرب العالمية الثانية نحو 50 ٪ من الاقتصاد العالمي لا تتعدى نسبته الآن 25 ٪.
هذا التغير أدى الى معطيات جديدة، فقد تعدد الشركاء التجاريين للمملكة وتبدل ترتيبهم من حيث الأهمية، فإحصاءات التجارة الخارجية للمملكة في أبريل الماضي تبين أن أهم البلدان المستوردة من المملكة هم على الترتيب: الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة، مع ملاحظة الفارق الكبير بين الصين ومن جاء بعدها. وهذا ينطبق على أهم المصدرين للمملكة، وهم على الترتيب: الصين والولايات المتحدة والهند والإمارات واليابان، حيث إن الفارق بين ما صدرته الصين وبين ما صدرته الولايات المتحدة إلينا يصل إلى أكثر من ضعفين لصالح الأولى.
ورغم ذلك، فإن الولايات المتحدة لا تزال هي الحليف الاستراتيجي رقم واحد لبلدنا، فمع هذه الدولة تنسق المملكة الكثير من الأجندة المهمة، ولكن تطور المرحلة الانتقالية التي يمر بها النظام العالمي وتشابك المصالح الاقتصادية للمملكة مع العديد من البلدان وعلى رأسهم كبار شركائها التجاريين، هو الآخر يفرض أجندته عليها، والولايات المتحدة يفترض أن تدرك هذا الأمر قبل غيرها، وهذا يتطلب منها بادئ ذي بدء التعويض عن أوراقها الضعيفة بتقديم أوراق أخرى قوية مغرية تستحق الاهتمام والانتباه إليها.
إن الحفاوة التي استقبل بها الرئيس الأميركي، تعكس رغبة المملكة في إعطاء دفع للعلاقات السعودية – الأميركية. ولكن اليد الواحدة لا تصفق، كما يقول المثل، فالكرة الآن في مرمى واشنطن، فالعلاقة بين المملكة والولايات المتحدة حتى تتطور إلى آفاق جديدة، فإن الأمر يتطلب من واشنطن أن تبني علاقتها معنا على أسس جديدة: تأخذ بعين الاعتبار مصالح وطموحات بلدنا من ناحية، وتراعي المرحلة الانتقالية التي يمر بها النظام العالمي من ناحية أخرى.




http://www.alriyadh.com/1961765]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]