تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : النضج بعد الصدمة



المراسل الإخباري
07-27-2022, 09:47
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
حدوث مرض السرطان كصدمة على النفس البشرية ومدى وقعها وتأثيرها على الإنسان، وما ينتج عنها من تأثيرات جسدية وسيكولوجية، إذ تتباين أنواع النضوج ما بعد الصدمة، فالتعايش مع مرض السرطان قد يؤدي إلى تغيير في طبيعة ونوعية العلاقات الشخصية مع أفراد العائلة أو مع بعض الأصدقاء..
هناك فرق بين (المرونة) و(النضج ما بعد الصدمة) كتعريف وكمفهوم، إذ تعتبر (المرونة) هي الرجوع إلى العادات السابقة بعد حدوث حدث أو جلل ما، والذي يعرف بالصدمة، وذلك بعد أن حدثت تغيرات معينة في التصرفات أو الحياة الشخصية أو السلوكية، لكن هذا يختلف كثيرًا عن تعريف ومفهوم (النضج ما بعد الصدمة) والمقصود به التغيرات الإيجابية لتقبل العيش والتعايش بعد حدوث حدث أو جلل ما أو الصدمة، بحيث يصبح في وقت ما نمط حياة وبقناعة ونضوج في الفكر والتصرفات السلوكية الروتينية، أي بمعنى (التغيير) وبدون رجعة عنه.
أغلب الأبحاث العلمية والسيكولوجية تناقش في هذا المجال (النضج ما بعد الصدمة)، إذ تبين وجود بعض الناس التي تتعايش مع الصدمة وتتعلم منها بشكل إيجابي وتنتصر عليها مهما بلغت نسبة الضرر منها، ويستطيعون الوصول إلى مرحلة النضج ما بعد الصدمة، ما يمكنهم من التعامل مع الصدمة وتأثيراتها وضررها، ومن ثم ينخرطون في شبكات داعمة يؤثرون فيها ويتأثرون بها إيجابيًّا، وهذا في المحصلة يؤدي إلى التأقلم الطبيعي مع تغيرات الحياة صحيا واجتماعيا واقتصاديا.
فمثلاً حدوث مرض السرطان كصدمة على النفس البشرية ومدى وقعها وتأثيرها على الإنسان، وما ينتج عنها من تأثيرات جسدية وسيكولوجية، إذ تتباين أنواع النضوج ما بعد الصدمة، فالتعايش مع مرض السرطان قد يؤدي إلى تغيير في طبيعة ونوعية العلاقات الشخصية مع أفراد العائلة أو مع بعض الأصدقاء. ويؤدي إلى خلق حياة جديدة مع تغيير استراتيجي في طبيعة أولويات متطلبات الحياة اليومية، ونضرب مثالاً على تغيير طبيعة العمل، العمل على تنسيق تقاعد مبكّر، التفكير في كيفية التغلب على المخاوف من رجوع المرض، العمل على تحقيق بعض الأمنيات الدنيوية الحياتية.
ومن ذلك أيضاً ممارسة الشكر والثناء اليومي والعمل على زيادة الوعي بتوافر الصحة، وهذا يعطي بدوره قيمة مضافة للوقت والحياة ولكل عمل تؤديه. والتعايش ومن ثم الانتصار على مرض السرطان يعززان القوة والعزيمة الذهنية وتنامي الشعور الداخلي بالفخر بإنجازك الانتصار على مرض السرطان. وأخيرًا تطوير وتعزيز وتطبيق الروحانيات في حياتك اليومية الروتينية.
لذلك لابد من تشجيع الناس المصابين بمرض السرطان والناجين منه إلى تبني استراتيجيات (النضج ما بعد الصدمة)، وذلك باتباع استراتيجية تقليل التوتر، وذلك باتباع نمط حياة جديد يحتوي على برامج تقنيات الاسترخاء، وممارسة النشاط البدني المنتظم والانفتاح على الأصدقاء الإيجابيين. وممارسة التحدث عن خبرتك في مواجهة تلك الصدمة للأصدقاء أو لأفراد أسرتك وعائلتك أو في وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا يؤدي بدوره إلى إعطاء قيمة ومعنى لمواجهتك ومحاربتك للصدمة وللمرض والتغلب عليه.
ومن الاستراتيجيات؛ تعزيز الإحساس بالطمأنينة والسلامة وهذا يتطلب منك الانفتاح والتحدث مع الأخصائيين السيكولوجيين أو الاجتماعيين أو الأصدقاء المقربين جدا. وتعزيز التواصل مع الآخرين الذين تعرضوا للصدمة ذاتها وذلك بهدف تبادل الخبرات والدعم النفسي، والعمل على خلق تصور جميل ورائع لحياتك بعد الصدمة، وذلك بوضع خطط لحياتك المستقبلية لتستمتع فيها وبكل لحظاتها استنادا لخبرتك في المواجهة وما تتعلمه من خبرات الآخرين الذين تعايشوا مع مثل تلك الصدمات.
يقول (توم ستوبارد): لكي تصل إلى قمة النضج، عليك أن تدفع ثمناً غالياً، ويقول (أوشو) النضج و البراءة لهما نفس المعنى مع فارق بسيط، النضج يعني استعادة البراءة.




http://www.alriyadh.com/1963568]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]