تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : القمة الاستثنائية



المراسل الإخباري
07-29-2022, 05:09
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
إن قمة جدة الاستثنائية وفي توقيتها الراهن شديد الحساسية والتوقيت قد أسقطت ورقة التوت عن عورات العالم كله بما فيه ولما فيه من كواليس ومداهنات ورهانات وتحزبات وحسابات أبسط وصف لها أن ضجيج كما يقول شكسبير في مسرحيته جعجعة بلا طحن!
نعم استثنائية بكل المقاييس هذه القمة التي عُقدت في مدينة جدة، فهي بعد أداء فريضة الحج وبعد عيد المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وفي أطهر بقعة على هذه البسيطة وبجمع من قادة العالم كله وفي ظرف عالمي استثنائي.
كل هذا الاستثناء ينبئ عن حجم المشكلات التي تواجه العالم وتواجهنا نحن كعالم عربي وشرق أوسطي وإسلامي أيضا.! فإلى أي مدى ستؤدي بمحاورها الأربعة: من يقول ماذا ولمن وبأي وسيلة؟ كلها أسئلة تدور رحاها في أروقة وقاعات الاجتماعات.
همس، وتوقعات، واحترامات، وتبجيلات، وتحليلات وتفسيرات كلها إن دلت فإنما تدل على أن هناك حدثا جللا بحجم كل ما سقناه سلفا من استثناءات.!
القضية جد كبيرة والعالم كله يدور على كعب أخيل ونقطة ضعفه ذلك الرجل الأسطوري الحديدي الذي لا يقدر عليه أحد.
فتقول الأسطورة إن كاهن المعبد كان يمسك بالطفل أخيل من كعبه حين كان يغمسه في المياه المقدسة يوم تعميده، وبذلك كان كعبه معلقا لم تطله المياه! فأصبح كعبه هو نقطة ضعفه رغم قوته حتى أن أحد الرماة قد فطن لهذا الأمر فرماه برمح في كعبه فقضى عليه وهو في أوج قوته!
فلماذا يخال للعالم - بقوته وعتاده وسعة أطرافه المترامية - أنها قد أحكمت حلقاته وأغلقت دائرته التي لا مفصل لها، وأنه من يحكم ذاته بذاته دونما (الحوجة) لأحد فسار في الأرض عبثا، وفسادا، وتجبرا، دونما يعرف أن له كعبا ككعب أخيل، فلكل منا كعبه المتخفية، ولكل رامٍ حصيف علم بكل كعوب العالم التي يخفيها إلا أنها سرعان ما تتكشف سريعا حينما يظن أنه بارع في التخفي والتفنن في المراوغة كنعامة بات جسدها كتلة فوق رأسها الدفين في كثبان الصحراء!
لم يعد هذا العالم بأقطابه المتناحرة يلوي على لا شيء في البحث عن مكامن كنوز لا يعرف كيف يصطادها وإنما يعرف كيف يذكي النيران من حولها كي تنصهر وتطفو على السطح غير عابئ بالسيل المنصهر الذي لا بد أن يمر بواديه هو أولا وحينها يسود المثل القائل: (على نفسها جنت براقش).
لعلي قد أسهبت في وضع مرآة محدبة حول نقطة مهمة ودقيقة ومفصلية يمر بها العلم الكبير ووضعه بؤرة انعكاس يحدق هو فيها كما تحدق (سنوهوايت) في مرآتها كل يوم وتسألها: هل يوجد في العالم من هو أجمل مني؟ وبطبيعة الحال هي بخيلائها وبثقتها الزائدة لا تعلم أن ساحرات سالم في مسرحيات شكبير يعلمون كم هي طفلة ساذجة مسكينة وكم هن ماكرات!
إن قمة جدة الاستثنائية وفي توقيتها الراهن شديد الحساسية والتوقيت قد أسقطت ورقة التوت عن عورات العالم كله بما فيه ولما فيه من كواليس ومداهنات ورهانات وتحزبات وحسابات أبسط وصف لها أن ضجيج كما يقول شكسبير في مسرحيته جعجعة بلا طحن!
جعجعة مدوية لم تطحن حبا يقتات عليها أبناء الكرة الأرضية الذي يزيد عددهم على السبعة مليارات نسمة، ولأنها جعجعة لم تجد حبا لتطحنه فطحنت جماجم البشر فأصبح العالم مهددا بالمجاعة والفقر والعوز نتاج جعجعة متغطرسة نصبت نفسها طاحونة للغذاء العالمي والمنظرة له، والواضعة لقوانينه وأحكامه، وتلك هي نقطة ارتكاز المرآة المحدبة الكاشفة لكل عورات العالم المتشدق بالإنسانية الكاذبة الجوفاء الواضح تحت مجهر الانعكاس.
لم تكن قمة جدة بمسماها (للأمن والتنمية) إلا لأن الإنسان في هذا العالم بات يفتقر جدا وبقوة للأمن وللتنمية نتاج ما عبثت به أيدي هذا العالم الكبير غير العابئ بمفهوم البشرية وحاجتها للأمن وللتمنية. أرض المملكة العربية السعودية مكانا لهذه القمة والعالم بات يعرف مكانتها، وقدرتها، ومدخرات، أرضيها، وحكمة وحصافة قادتها، أبناء نجد وأحفاد جبل طويق الذين اكتسبوا منه شممه ورسوخه ورهبة الأعداء منه! فالأبناء هم ورثة الآباء خصالا وسلوكا وفكرا وإدارة لأصعب الأمور وأدقها، بحنكة وحسن تدبر.
من هنا جاءت كلمة سمو ولي العهد محمد بن سلمان - حفظه الله - مرتكزة على قضايا هذه الأمة حيث "دعا إيران للتعاون وعدم التدخل في شؤون الدول لتحقيق الاستقرار في المنطقة. كما أعلن دعم المملكة لجميع الجهود الرامية لحل سياسي يمني يمني للأزمة وتثبيتِ الهدنة. كما أشار سموه إلى أن قمة جدة تُعقد في وقت يشهد العالم تحديات كبيرة.. كما يرى أن العراق يشهد تحسناً في أمنه ما ينعكس على أمن المنطقة. وأن اكتمال منظومة الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة يتطلب إيجاد حلول سياسية واقعية للأزمات الأخرى، لا سيما في سورية وليبيا، بما يكفل إنهاء معاناة شعبيهما الشقيقين".
هذا هو وطننا العربي بمشكلاته التي أصبحت محور أمن وتنمية واستقرار العالم وعلى رأسها القضية الفلسطينية إذ لا من حل وتعاون دولي صادق ومنصف.
كما أكد سموه في كلمته: "بأن مستقبل المنطقة يتطلب تبني رؤيةٍ تضع في أولوياتها تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار وتركزُ على الاحترام المتبادل بين دولها وتوثيقِ الأواصر الثقافية والاجتماعية ومجابهة التحديات الأمنية والسياسية والتعاون نحو تحقيق تنمية اقتصادية شاملة".




http://www.alriyadh.com/1963901]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]