المراسل الإخباري
07-31-2022, 04:28
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
تعلمنا الهجرة أن من أعظم البلاء أن يجبر المرء على أن يفارق الوطن، ويترك الدار والأهل والأموال، خوفاً على نفسه أو دينه، إلى بلاد ليست منه وليس منها، ليصبح فيها لاجئاً، ولا يعلم كيف هو ألم الفراق للوطن إلا من عاناه وذاق مرارته..
بُعث نبينا صلى الله عليه وآله وسلم في قومه لينذر الذين كفروا وبشرى للمؤمنين، ولكنهم اتهموه وكذبوه، وأعلنوا عداوتهم له وحاربوه، ومنعوا أشياعهم عن القرآن أن يسمعوه، فقالوا: «لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون».
ومكث صلى الله عليه وآله وسلم بينهم ثلاثة عشر عاماً يدعوهم إلى توحيد الله، ويتعرض للحجيج يطلب منهم أن يعينوه على تبليغ رسالة ربه، حتى أيده الله بأهل يثرب، فبايعوه على النصرة، فكان بعدها الهجرة.
والهجرة في معناها الحقيقي ليست مجرد انتقال من بلد إلى آخر، ولكنها خطوة أولى لبدء التحدي الحقيقي لبيان شريعة الإسلام، ولتحقيق رسالته في العدل، والقيم والمبادئ التي لا تتحقق مع الكبت والخوف والجوع، فهي في حال الضعف شعار وادعاء، ولكن امتحانها الأكبر حين النصر والقوة، وحين التمكين والقدرة، ونجح فيها محمد صلى الله عليه وآله وسلم أكبر نجاح، فدوت في جنبات الأرض كلها عبقات القيم والأخلاق، تنشر العدل، وتحقق الأمن، وتعلن الوحدانية المطلقة لله، جل جلاله، فلا تذل الجباه إلا له، ولا تنحني الظهور إلا له، ولا تسبح الألسنة إلا بحمده، فدوت في أرجاء المعمورة كلمة التقوى، وكان محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم أحق بها وأهلها.
إن الهجرة النبوية هي الحلقة الأولى من حلقات تتابعت أحداثها دفاعاً عن الحق، ونشراً للعدل، فكانت بحق مفتاح السعادة في الدنيا والآخرة، إذ بعدها استنشقت الأمة رياحين العز والسؤدد، وبعدها قويت شوكة الإسلام فأصبح يمشي رويداً يزيل مستنقعات الضلالة بنهر الهداية، وينير ظلمات الشرك بمشعل التوحيد، ويعبد الطريق للسالكين ذلولاً ليمشوا في مناكبها على هدى من ربهم، ويروي للأجيال القادمة ملحمة الحب والوفاء، ملحمة الصدق والإباء، ملحمة تحمل الكل، وتقري الضيف، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق، يسير أهلها بخطى ثابتة، وقلوب عازمة ليدين الناس كلهم لله الواحد القهار.
تعلمنا الهجرة صدق التوكل على الله والثقة به، وأنه منجز وعده، ومعل كلمته «والله غالب على أمره».
وتعلمنا الهجرة أهمية اختيار الصحبة في السفر أو في الحضر أو في أي أمر مهم ذي بال، فكن دقيق الاختيار حتى تسلم وتغنم.
وتعلمنا أن اتخاذ الأسباب وبذل الوسع لا ينافي التوكل، بل هو جزء منه، وإنما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأبي بكر «لا تحزن إن الله معنا»، بعد أن بذلوا الأسباب الممكنة، وتخيروا الوقت، وكان صرف أنظار المشركين عنهم مما لا يقدر عليه إلا الله، فلهذا وكل الأمر إليه، ووثق بصدق وعده، وإنما قال ذلك وهو مختبئ عن أعينهم.
وتعلمنا الهجرة أن من أعظم البلاء أن يجبر المرء على أن يفارق الوطن، ويترك الدار والأهل والأموال، خوفاً على نفسه أو دينه، إلى بلاد ليست منه وليس منها، ليصبح فيها لاجئاً، ولا يعلم كيف هو ألم الفراق للوطن إلا من عاناه وذاق مرارته، ألمْ يقرنه الله تعالى بقتل النفس؟
فتعلمنا من الهجرة أن الأمن هو محضن الدعوة الأول، فلا دعوة إلى الله إلا بأمن وأمان، ولهذا كان صلى الله عليه وآله وسلم يبحث قبل الهجرة عن مكان يأمن فيه ليبلغ رسالة ربه، لا يؤذى فيه من أحد، فمن تحققت له هذه النعمة العظيمة، أي الأمن فليحمد الله عليها صبحاً ومساء، وليحافظ عليها فبها قوام حياته الدنيوية، ولا قيام لدينه إلا بها، وتأمل قوله تعالى: «لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون».
فالحمد لله على ما أسبغ علينا من نعمة الأمن والأمان والاستقرار، والوحدة. هذا، والله من وراء القصد.
http://www.alriyadh.com/1964139]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
تعلمنا الهجرة أن من أعظم البلاء أن يجبر المرء على أن يفارق الوطن، ويترك الدار والأهل والأموال، خوفاً على نفسه أو دينه، إلى بلاد ليست منه وليس منها، ليصبح فيها لاجئاً، ولا يعلم كيف هو ألم الفراق للوطن إلا من عاناه وذاق مرارته..
بُعث نبينا صلى الله عليه وآله وسلم في قومه لينذر الذين كفروا وبشرى للمؤمنين، ولكنهم اتهموه وكذبوه، وأعلنوا عداوتهم له وحاربوه، ومنعوا أشياعهم عن القرآن أن يسمعوه، فقالوا: «لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون».
ومكث صلى الله عليه وآله وسلم بينهم ثلاثة عشر عاماً يدعوهم إلى توحيد الله، ويتعرض للحجيج يطلب منهم أن يعينوه على تبليغ رسالة ربه، حتى أيده الله بأهل يثرب، فبايعوه على النصرة، فكان بعدها الهجرة.
والهجرة في معناها الحقيقي ليست مجرد انتقال من بلد إلى آخر، ولكنها خطوة أولى لبدء التحدي الحقيقي لبيان شريعة الإسلام، ولتحقيق رسالته في العدل، والقيم والمبادئ التي لا تتحقق مع الكبت والخوف والجوع، فهي في حال الضعف شعار وادعاء، ولكن امتحانها الأكبر حين النصر والقوة، وحين التمكين والقدرة، ونجح فيها محمد صلى الله عليه وآله وسلم أكبر نجاح، فدوت في جنبات الأرض كلها عبقات القيم والأخلاق، تنشر العدل، وتحقق الأمن، وتعلن الوحدانية المطلقة لله، جل جلاله، فلا تذل الجباه إلا له، ولا تنحني الظهور إلا له، ولا تسبح الألسنة إلا بحمده، فدوت في أرجاء المعمورة كلمة التقوى، وكان محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم أحق بها وأهلها.
إن الهجرة النبوية هي الحلقة الأولى من حلقات تتابعت أحداثها دفاعاً عن الحق، ونشراً للعدل، فكانت بحق مفتاح السعادة في الدنيا والآخرة، إذ بعدها استنشقت الأمة رياحين العز والسؤدد، وبعدها قويت شوكة الإسلام فأصبح يمشي رويداً يزيل مستنقعات الضلالة بنهر الهداية، وينير ظلمات الشرك بمشعل التوحيد، ويعبد الطريق للسالكين ذلولاً ليمشوا في مناكبها على هدى من ربهم، ويروي للأجيال القادمة ملحمة الحب والوفاء، ملحمة الصدق والإباء، ملحمة تحمل الكل، وتقري الضيف، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق، يسير أهلها بخطى ثابتة، وقلوب عازمة ليدين الناس كلهم لله الواحد القهار.
تعلمنا الهجرة صدق التوكل على الله والثقة به، وأنه منجز وعده، ومعل كلمته «والله غالب على أمره».
وتعلمنا الهجرة أهمية اختيار الصحبة في السفر أو في الحضر أو في أي أمر مهم ذي بال، فكن دقيق الاختيار حتى تسلم وتغنم.
وتعلمنا أن اتخاذ الأسباب وبذل الوسع لا ينافي التوكل، بل هو جزء منه، وإنما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأبي بكر «لا تحزن إن الله معنا»، بعد أن بذلوا الأسباب الممكنة، وتخيروا الوقت، وكان صرف أنظار المشركين عنهم مما لا يقدر عليه إلا الله، فلهذا وكل الأمر إليه، ووثق بصدق وعده، وإنما قال ذلك وهو مختبئ عن أعينهم.
وتعلمنا الهجرة أن من أعظم البلاء أن يجبر المرء على أن يفارق الوطن، ويترك الدار والأهل والأموال، خوفاً على نفسه أو دينه، إلى بلاد ليست منه وليس منها، ليصبح فيها لاجئاً، ولا يعلم كيف هو ألم الفراق للوطن إلا من عاناه وذاق مرارته، ألمْ يقرنه الله تعالى بقتل النفس؟
فتعلمنا من الهجرة أن الأمن هو محضن الدعوة الأول، فلا دعوة إلى الله إلا بأمن وأمان، ولهذا كان صلى الله عليه وآله وسلم يبحث قبل الهجرة عن مكان يأمن فيه ليبلغ رسالة ربه، لا يؤذى فيه من أحد، فمن تحققت له هذه النعمة العظيمة، أي الأمن فليحمد الله عليها صبحاً ومساء، وليحافظ عليها فبها قوام حياته الدنيوية، ولا قيام لدينه إلا بها، وتأمل قوله تعالى: «لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون».
فالحمد لله على ما أسبغ علينا من نعمة الأمن والأمان والاستقرار، والوحدة. هذا، والله من وراء القصد.
http://www.alriyadh.com/1964139]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]