المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ستون عاماً من الإزهار



المراسل الإخباري
08-06-2022, 04:06
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png ستون عاماً مضت، وصحيفتنا الجميلة «الرياض» تزداد ألقاً وشموخاً، وتتوثق قدمها في أرض الإبداع عمقاً ورسوخاً، انفرطت بها السنون كما تنفرط عقود من الجواهر والأزاهر، وما زادها ذلك التوهج والتقدم إلا أصالة، وعراقةً، كأنما هي ذهب لا يصدأ، ومعدن نفيس لا يتغير، وكتاب نادر لا يشبهه غيره، اسم «الرياض» يفوح جمالاً وجلالاً، ويكفيها هذا الاسم فخراً، ويكفينا أن تحمل هذه الصحيفة اسم عاصمتنا الحبيبة، فقليل ما نشاهد صحيفة رسمية في العالم تحمل اسم العاصمة؛ لذلك تميّزت صحيفة «الرياض» بهذه السمة عن غيرها، فَحَمَلَتْ اسمها الأفخم، وَصَدَرَتْ من قلبها النابض، وكما قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - في أول تعليق رسمي على صدور صحيفة «الرياض»، وكان يومها أمير منطقة الرياض: «أنا مسرور جداً لصدور جريدة الرياض في الرياض».
لقد أصبحت «الرياض» علماً بارزاً في الصحافة المحلية، والإقليمية، والعالمية، وباتت الجريدة الأكثر انتشاراً، وتوسعاً، وقد ضمّت - طيلة العقود الستة الماضية - العديد من الأسماء اللامعة من الكتّاب المميزين في السياسة، والثقافة، والاقتصاد، وغيرها، كما شهدت ملاحقها المتنوعة تفرداً لم تشهده الصحافة من قبل، فتأثرت بها الصحف الأخرى، وحاولتْ السير على سَننها، ولعل الملحق الثقافي دليل واضح على ذلك التميز والتفرد؛ إذ كان هذا القسم نضّاحاً بالثقافة، ووضّاءً بالفن، فتدفّق بالجديد، وتلوّن بالمفيد، وقّدم كثيراً من الإنجازات، والتغطيات، ونال ما يستحق من الاحتفاء والشهادات، وكانت إضافته المعرفية جلية عبر سنوات.
ولأنني أنطلق من الثقافة وميدانها الرحيب فإنني سأذكر ما يعزّز من شهادتي في صحيفتنا العريقة، وما يحويه هذا الملحق من إضاءات وفضاءات منذ أن نشأت ملامحه الثقافية، حيث أسهمت (ثقافة الرياض) في ولادة مصطلح أدبي قبل أربعين عاماً ونيّف، وهو مصطلح (النثيرة)؛ إذ رأيناه مع أحد كتّابها وهو محمد ياسر شرف الذي يمكن عدّه من أوائل من اجترحوا هذا المصطلح عربياً، حيث أشار إليه في صحيفة «الرياض»، وذلك قبل كتابه (النثيرة والقصيدة المضادة) الذي طبعه النادي الأدبي بالرياض عام (1401هـ/1981م)، وقد سجّل الكاتب هذا المصطلح ووثّقه في صحيفة «الرياض»، وذلك في مقال نُشر بتاريخ (5 /7/ 1400هـ)، في العدد (4538) فكان (الملحق الأدبي)، و(القسم الثقافي) آنذاك شاهداً على ولادة هذا المصطلح.
ولم تتوقف صحيفتنا الغرّاء -صحيفة الرياض- عند هذا الحد من التجديد والسبق، بل إنها أخذت تتنامى وتتصاعد في دعم الثقافة، ورفد الحركة الأدبية في المملكة العربية السعودية، واستقطاب الأدباء، والمفكرين، والمثقفين، وعموم الكتاب من السعوديين وغيرهم، وأضحت اليوم موئلاً للأقلام المبدعة، وشكّل قسمها الثقافي ظاهرة فريدة، وبخاصة في الآونة الأخيرة، من خلال الجهود الحثيثة التي يبذلها الزميل العزيز الأستاذ عبدالله الحسني المشرف على القسم الثقافي؛ للارتقاء بهذا القسم نحو آماد بعيدة، فأضحت الصحيفة معه مأوىً لكثير من المبدعين في المجال الأدبي، والثقافي عموماً، وحضر فيه الروائيون، والقاصّون، والشعراء، والرحّالة، والمسرحيون، وكتّاب السير، وغيرهم، ولم يكن القسم ميّالاً إلى تيار أدبي معين، أو منحازاً إلى اتجاه ثقافي محدّد، وإنما استوعب كل الأطياف، واحتضن كل توجه واختلاف، وأمسى منبعاً للتميز، والتقدم، والإزهار، وهكذا شأن صحيفتنا الجميلة «الرياض» في كل مجال.




http://www.alriyadh.com/1965134]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]