«الرياض» ضمير من فكر وليس من ورق

[المراسل الإخباري]

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png في العام 1982 وأنا في أول سنة جامعية بجامعة الملك سعود قادتني الأقدار وذهبت إلى جريدة "الرياض" بمقرها بالقرب من شارع الستين في الملز، لأبحث عن عمل هناك ومن دون هدف محدد ومرسوم، وقابلت أبا بدر الأستاذ سلطان البازعي، وكان مديراً للتحرير، وقلت له: "أبغى اشتغل صحفي بدون مقدمات، ابتسم وقال: هل أنت طالب إعلام؟ قلت له: طالب علم نفس! ابتسم بدهشة، وقال: ما الذي بإمكانك أن تقدمه؟ قلت له: كل شيء إذا أتيحت لي الفرصة، قال: نشوف ومن بكرة تعال واجلس في صالة المحررين وتعلم".. ومن هنا بدأت مسيرتي الصحفية ثم الكتابة. واليوم عندما أستذكر رحلتي في جريدة "الرياض" فإنني أشبهها برحلة في جامعة موازية لدراستي الأكاديمية والمهنية، فكمّ المعلومات والخبرات والتجارب المكثفة والهائلة في شتى المجالات لا يوازيه شيء آخر.
كلمة جريدة "الرياض" عندما تصدر بشكل يومي كانت مثار اهتمام سفراء الدول الكبرى وبعض الدول، وكانوا يحرصون على الرد عليها أو مناقشتها مع زيارة للجريدة ولقاء رئيس التحرير الأستاذ والقائد تركي السديري -يرحمه الله-. ناهيك عن كون أرشيف الجريدة مصدراً من مصادر المعلومات البحثية في شتى المجالات، وقد استفاد منه الكثير في الأطروحات الأكاديمية والكتب ومراكز الأبحاث والمكتبات العالمية.
جريدة "الرياض" هي من أوائل الصحف التي دمجت بين الطرح الصحفي التقليدي والأكاديمي البحثي، وكانت لنا تجربة مع الزملاء في تبني منهج استطلاعات الرأي عن طريق الاستبانات ثم تحليلها وتحويلها تقارير وتحقيقات صحفية، بالإضافة إلى الدور الذي كانت تلعبه ندوة الثلاثاء في مساعدة صانع ومتخذ القرار في الموضوعات التنموية والاجتماعية والاقتصادية.. وأيضاً تخصيص اجتماع أسبوعي للمحررين والصحفيين بحضور ضيف من ذوي الاختصاص الأكاديمي أو القيادي لمناقشة قضايا الساعة والمشكلات التي تواجه المجتمع، ثم الخروج بعناوين وموضوعات يكلف بها محرر وأكثر على شكل تحقيقات ميدانية ومقابلات مع أصحاب القرار والمستفيدين.
صناعة الخبر والحدث والمعلومة هي منهج الجريدة، ولم تكن وكالات الأنباء أو إدارات العلاقات العامة المصدر الرئيس فحسب، فعلى سبيل المعلومة كنت أكثر من مرة أكلف من رئيس التحرير آنذاك بعمل ملحق صحفي ميداني متكامل لا يقل عن اثنتي عشرة صفحة عن مصايف المملكة وأهم الإنجازات التي تحققها المملكة على أي صعيد، وهذا بحد ذاته وثيقة مصنوعة إعلامياً تؤكد دور الجريدة كشريك تنموي صانع للحدث، وضمير للناس.
ما يميز "الرياض" هو التنظيم والاحترافية والمهنية والتوطين للجنسين، والبحث عما هو متطور على مستوى صناعة الطباعة والنشر، وقد تخرج منها رؤساء للتحرير وقادة وكتاب رأي واقتصاديون واستشاريون وأساتذة جامعات وأعضاء شورى. وهي فعلاً سلطة رابعة بمعنى الكلمة لما بذلته وتبذله في المساهمة في صناعة القرار الوطني، وهي ضمير من فكر ومعرفة وليست ضميراً من ورق.




http://www.alriyadh.com/1965147]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]