المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السعادة.. فكر وشعور وسلوك



المراسل الإخباري
08-13-2022, 03:31
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png يختلف مفهوم السعادة من شخص لآخر، البعض يراها بالمتعة التي يحصل عليها نتيجة امتلاك الأشياء أو سماع كلمات المدح في شخصه، وهذا النوع من السعادة قصير المدى، لأنها قد تتغير مع تغير الظروف التي خلقت السعادة، وهي غير ثابتة.
السؤال المهم والذي يجب أن يطرحه كل فرد منا على نفسه هو: هل أستطيع أن أنمي نفسي لكي أحصل على السعادة الدائمة؟ وللوصول إلى إجابات منطقية؛ علينا أن نبدأ بفهم مبدأ مهم وهو (فن إدارة العقل)، ويجب علينا أن نتفهم جيداً إدارة عقولنا لأننا نفكر كثيراً إلى الدرجة التي تضيع معظم طاقاتنا في التفكير إلى أن يصل العقل حد التعب في بعض الأحيان، لأن المسألة قد تكون صغيرة ولكن عقلنا ينظر لها بأنها كبيرة جداً. ولهذا وجب علينا أن نستوعب أنواع الذكاء وأهمها على الإطلاق هو (الذكاء العاطفي).
إن الذكاء العاطفي له جانبان؛ الأول هو استشعار الهوية أي معرفة (من أنا؟)، ويتلخص في كيفية وصف أنفسنا لأننا نرى العالم كما نحن عليه وليس كما يبدو هو. والجانب الثاني هو (الهدف) بمعنى لماذا أقوم بهذا الشيء وما الهدف من القيام به؟ وهنا يختلف تصرف الناس حيال أي حدث يواجهونه، فالبعض من ذوي الذكاء العاطفي العالي سيتصرفون بأسلوب مختلف عن البعض الآخر ذوي الذكاء العاطفي المنخفض، وحتماً ستكون النتيجة مختلفة في الحالتين.
ونخلص إلى أننا من نمتلك سعادتنا وليس الآخرين، سعادتنا تعتمد على ذكائنا الداخلي العاطفي وليس على المؤثرات الخارجية سواء من الطبيعة أو الأفراد. ولفهم هذه الفرضية وجب أن أحدد وأقرر ماهية الحياة التي أتبعها وأسلكها وأعيشها، هل أنا أعيش سلاماً داخلياً مع نفسي، هل أعيش بسلوك امتلاك المؤثرات الخارجية مثل الممتلكات، أم أعيش لأروي ذاتي الداخلية وهي كنوز الروح، حيث يكون السلام الداخلي شيئاً جوهرياً وليس ثانوياً.
تساؤلات مشروعة بخصوص حياتنا اليومية وهي: كيف لي أن أضع معنى حقيقياً للحدث؟، ما الطريقة المثلى التي أرى بها الأمور؟، لأن البعض ينظر للحدث على أنه مشكلة، والبعض الآخر ينظر للحدث نفسه على أنه عقبة، وهنا يكمن الفرق في التصرف والنتيجة بين الأفراد. لأنك عندما تنظر للحدث كمشكلة فإن عقلك يراها مشكلة لا يمكن حلها، والعكس صحيح عندما تنظر للمشكلة كعقبة فإن عقلك سيفكر في العديد من الطرق لتجاوز هذه العقبة وسيستطيع أن يساعدك في تخطيها. وهذا كله يعتمد على مقياس مستوى معنوياتك وصبرك وقوة روحك الداخلية ومستوى ذكائك العاطفي.
إن العقل يشبه الحديقة التي تحتاج إلى رعاية يومية من أجل أن تظهر بمظهر حسن وجميل، ولهذا في نهاية كل يوم أن تفرغ عقلك من جميع الشوائب وتضع بذوراً تحوي أفكاراً جميلة في أرضية عقلك قبل النوم وتسقيها وتراعيها لأنها ستكون أول فكرة تراها في بداية النهار، وإذا أردت أن تطور حياتك فعليك أن تغير نظرتك للحياة، وأن خيار خلق السعادة بداخلنا هو في أيدينا، وليس في أيدي الآخرين أو المؤثرات الخارجية.




http://www.alriyadh.com/1966286]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]