الهوية الوطنية

[المراسل الإخباري]

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png الدولة الوطنية اليوم هي الوحدة السياسية المعترف بها في النظام العالمي، ومن الطبيعي أن تكون الهوية الوطنية هي الهوية الجامعة التي تذوب فيها جميع الهويات الفرعية داخل الوطن، فعندما يتم تعزيز هذه الهوية والتأكيد عليها بكل متطلباتها من ولاء للقيادة الرشيدة -حفظها الله- وانتماء لأرض المملكة العربية السعودية، واعتزاز بإنجازات الوطن وتاريخه ورموزه تكون النتيجة لحمة وطنية متينة تبنى على مصلحة الوطن، واعتبارها المصلحة الأسمى فوق المصالح الفرعية أياً كان دافعها. ولا تقتصر أهمية الهوية الوطنية على دورها كبوتقة انصهار لكل الهويات الفرعية، بل تمثل، ويجب أن تمثل، أيضاً "الفلتر" الذي يحدد علاقة الإنسان مع المحيط العالمي الأكبر. يتردد اليوم في الأدبيات والدراسات والسياسات مصطلح "المواطنة العالمية" (Global citizenship) الذي راج كثيراً ويقصد به هوية الإنسان بصفته فرداً في هذا العالم، فبدلاً من أن يكون الإنسان مواطنًا في بلد محدد في العالم فإنه يعتبر مواطنًا في العالم بأكمله، وبالتالي له حقوق ومسؤوليات تجاه العالم، وعلى الرغم من أن هذا التصور لا يلغي المواطنة الوطنية، إلا أنه يجعلها أقل في الأهمية، حيث يُنظر إلى المواطنة العالمية على أنها الشكل الأساسي للمواطنة، وهنا تكمن الإشكالية، فالهوية الوطنية هي تفاعل التاريخ الوطني مع الجغرافيا الوطنية التي شكلت لدى الإنسان هذه الهوية بصفته مواطن لدولة بعينها، وبالتالي يجب أن يكون للمواطنة الوطنية الأهمية الأكبر، ومن خلال هوية الإنسان الوطنية يصافح العالم وليس العكس، وهذا ما التفتت له رؤية المملكة 2030، وبرنامج تنمية القدرات حينما أكدت على إيجاد "مواطن منافس عالمياً".
إلا أن دور الإنسان العالمي يجب أن يبنى على هويته الوطنية وينطلق من منطلقاتها، حيث يتقيد هذا الدور بالقوانين والأنظمة المعمول بها في الوطن، ويحرص الإنسان وهو يتعامل مع العالم على أن يكون ذلك عبر القنوات الوطنية المعتمدة، وأن لا يأتي بما يضر بوطنه أو يسيء إليه. ولا يمكن أن يتم كل ذلك إن لم تكن هناك هوية وطنية لدى الإنسان.




http://www.alriyadh.com/1966546]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]