تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : منظمة العفو الدولية والأبعاد الاقتصادية



المراسل الإخباري
08-20-2022, 04:13
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png هذه المنظمة، التي طالما اعتبرت تقاريرها من المسلمات، التي لا يتجرأ أحد على دحض أو مناقشة ما يأتي فيه، قد سلط الله عليها هذه المرة من يضعها في مكانتها ويوقفها عند حدها، باعتبارها منظمة تصدر تقارير غير موضوعية.
وهذا حدث، لأن منظمة العفو الدولية تجرأت على الإساءة لكييف وانتقاد الحكومة الأوكرانية، وتحميلها المسؤولية جزئياً عن الضحايا المدنيين الذين تصيبهم نيران القوات الروسية جراء استخدام القوات المسلحة الأوكرانية للمجمعات السكنية والمستشفيات ورياض الأطفال للاحتماء من الجيش الروسي، أو لإطلاق النار عليه منها، فيقوم هذا الأخير بالرد على المواقع التي تطلق منها النيران عليه، ما يؤدي إلى إصابة المدنيين والموجودين في تلك الأماكن.
إن انتقاد المنظمة لأوكرانيا، يعني انهيار الصفقة والترتيبات الموضوعة بين منظمة العفو الدولية ورعاتها. فأوكرانيا، على ما يبدو، من البلدان التي تحظى برعاية خاصة، نتيجة موقعها المميز في المرحلة الانتقالية التي يمر بها النظام العالمي، والصراع الدائر بين رؤوس أضلاع مثلث النظام العالمي: الولايات المتحدة من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى.
ولهذا وللحيلولة دون إلحاق الأذى بأوكرانيا وتشويه سمعتها، بدأ الضغط على منظمة العفو الدولية يزداد من قبل الأطراف الراعية لأوكرانيا. الأمر الذي أجبر العديد من موظفيها في الكثير من فروعها المنتشرة إلى تقديم استقالتهم، كما هو حال مكتب المنظمة في السويد والنرويج وفنلندا وغيرها.
ومثلما نعلم، فإن تقرير هذه المنظمة لا يقتصر على الجوانب الإنسانية وحدها. فهناك تداعيات اقتصادية لهذا التقرير الذي يعتبره الغرب أيقونة مقدسة لا يحق لأحد الاعتراض عليه. فالمستثمرون في العالم، قبل أن يقرروا الاستثمار في أي بلد من البلدان، يقومون قبل ذلك بدراسة الجدوى وتقدير معدل الأرباح الذي سوف تعود بها عليهم رؤوس الأموال التي سوف يستثمرونها في هذا البلد أو ذاك. وعلى هذا الأساس، فإن البلدان التي ينتقدها تقرير منظمة العفو الدولية تفقد جاذبيتها للمستثمرين الأجانب.
إن السلطة الأخلاقية التي تدعيها منظمة العفو الدولية، قد تهشمت على ضفاف نهر دنيبر الأوكراني، وأصبح شأنها شأن "المفتش الكبير" في رواية الإخوة كارامازوف للكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي، فلقد أصبحت هذه المنظمة عارية وبعيدة كل البعد عن الأهداف التي طالما ادعتها، فهي بعد التقرير الذي أعدته عن أوكرانيا، قد كشفت عن الطرق الملتوية التي تعتمد عليها.
ولهذا فهي تتعرض للضغوطات هذه المرة، وربما تتراجع عن التقرير الذي أعدته، الأمر الذي سوف يجرح مصداقيتها ويساهم في التقليل من شأنها، وعدم اكتراث المستثمرين وأصحاب الأعمال بالتقارير التي سوف تصدر عنها في المستقبل.




http://www.alriyadh.com/1967352]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]