المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكوميديا الإيرانية الساذجة؟!



المراسل الإخباري
08-26-2022, 03:39
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png أجمل ما في مواقع التواصل الاجتماعي والتلفزيونات الموجهة أنها تنقل إليك مواقف كثيرة تعطي الانطباع الحقيقي عن الشخصية أو الشخصيات وحتى الدولة المعنية.. ومن هذا الشأن يرى صديق لي أن الكوميديا الإيرانية قد تجاوزت حدود المعقول، ويستند في تصوره هذا على الخطب الدينية واللقاءات السياسية بشكل دقيق ليجد فيها مواقف "توسّع الصدر"، وبدا أنه يركز على فحوى البرنامج ومدى سذاجته، أكثر من اهتمامه بالأحداث والأخبار نفسها.
في الآونة الأخيرة وتزامناً مع فقدان إيران لمصداقيتها وما يحدث تجاهها في البلدان العربية شبه المحتلة منها، بدا أن هذا الصديق قد اتخذ اتجاهاً آخر في البحث عن التسلية، وما يذهب إلى تخصصه الأساسي ردة الفعل على الأخبار من تلك التي تشرح صدره، إلا أن المفاجأة أنه وحتى وهو في قمة حماسه للمناهضين لإيران ودعائه الدائم لهم بالنصر، إلا أنه اندفع كثيراً مع تلك القنوات التلفزيونية التي تعلن ضديتها وفجورها، وبالتحديد تلك التي تمولها إيران وتدقها إسفيناً وسط القنوات العربية.
لم يهتم صديقي باندهاشي، ولم يكترث بمطالباتي أن أخباراً في قناة العربية أو ما شابهها تستحق أن تشاهد لموضوعيتها.. بل بدا متهكماً بقوله إنه ليس لي حاجة بتلك الأخبار مادامت أمورنا وبلادنا وحتى تطلعاتنا ومستقبلنا بخير.. الأمر الذي زاد من إعجابي وغضبي في آن واحد؟!
قال لي: إذا أردت أن تضحك بملء فمك فلتترك عنك أولئك الجادين وما عليك إلا متابعة هؤلاء، فلديهم من الكوميديا التي صنعتها الآلة الإعلامية الكاذبة الكثير، وأضاف: هل بلغتك أخبار أن العراقيين يتمنون أن يكون علم إيران بدلاً من رايتهم.. وأردف قائلاً: يبدو يا صديقي أنك غائب عن الأحداث، فالغرب قد جثى على ركبتيه والصين وروسيا تتمسحان بها "أي إيران"، بل إن العالم يطالب إيران بأن تكون رحيمة به.. وأي كوميديا أمتع من ذلك الكذب الساذج.. "يا صديقي"؟!
هل تريد أكثر؟! قالها بسخرية.. مراكز الشرطة قد احتلت في العواصم الخليجية والغضب سيمتد لكل شبر فيها.. أي سيناريو كوميدي حد الصفاقة تريد أكثر من ذلك.. ألا يحق لي أن أستمتع وأضحك، نعم ستقول إنهما ينتميان للإعلام المتخلّف، وأقول لك هو كذلك.. لكنه ينتمي لكوميديا التخلف الفكري الإيراني المأساوي الذي أفضله!
في الختام.. أقول: من حقك يا صديقي أن تضحك وتسخر، لأن ما يبثونه يحضر خلال العقد الثالث من القرن الواحد والعشرين، زمن المعلومة الحقيقية المتاحة للجميع، عصر الأقمار الصناعية المرتبطة بالإعلام التي تغطي كل شاردة وواردة، زمن التقنيات التي تعطيك الخبر في وقت حدوثه.. لكن يبدو أن الآلة الإعلامية الإيرانية مازالت تعيش عصور الظلام، ولم يخبرها أحد أن الزمن تغير، والمعلومة حتى الحربية باتت متاحة ولم يعد بالإمكان التحايل عليها وتبديلها.




http://www.alriyadh.com/1968456]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]