المراسل الإخباري
08-28-2022, 05:34
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
في طرحك، في كتابتك، في نقدك، «أنت مسلم» ولا يعني افتخارك واعتزازك بنسبك أنك موافق لأخطاء بعض من المنتسبين للإسلام، فقد نوافقك في بعض من الطرح، وفي كثير من النقد الذي يناقش سلبيات الأفراد كأفراد، لا يتصيد أخطاءهم ولا ينبش عن زلاتهم، وإنما يصلح ما قد يكون من خلل، ويبصر بما قد يراه من الزلل، وكل يؤخذ منه ويرد عليه، إلا المعصوم صلوات ربي وسلامه عليه..
لا متسع لي هنا للتفصيل اللغوي للقداسة، فقد يفضي بي الحديث عنها إلى الخروج عن المقصود، وإنما أريد الحديث عن ما يطرح قصداً أو جهلاً لخلط المفاهيم التي لا ينبغي ولا يحق لنا الحوم حول حماها بما قد يفهم منه التهوين في "قداسة الانتساب" والتي هي جزء من حقيقة الإيمان الذي يرسم عن المتشبع بها صورة واضحة وبارزة بالاعتزاز "فرحاً" بهذه الرحمة التي عمّت العالمين وأكملها الله هدىً للمتقين.
لا يليق بنا نحن المسلمين الدخول في نقاش التفاصيل لبناء هالةٍ من الطرح، يُهدم بها الأساس المتين، فإنه مما لا يختلف فيه اثنان أن الأزمنة تتغير، وما يأتي من زمان إلا وتكاثرت الناس، وتوسعت البلدان والمدن، وبالتالي يحتاج الناس إلى استحداث وسائل تُجاري الحياة بحداثتها في وقتها، وقد يأتي زمان يتكلم فيه مثقفوه وفقهاؤه عن هزال ما نملكه اليوم من تقنيات وهواتف وحواسيب وأنها لم تعد تفي بالغرض، وقد مرت بنا ونحن لم نزل في الزمن فكيف بمن بعدنا بقرون؟ فأبناؤنا لا يعرفون (الكاسيت) وأما (الكاتردج) فكأنه من العصور الوسطى! وقد يأتي زمان تجد فيه من يكتب على صفحات وصحف لا تجدها محسوسة وملموسة لدينا، ولو حدثنا عنها لاستحلناها! وسيوجد في ذاك الزمان من ينشغل بذم ماضيه عن بناء حاضره، كما هو الحال يومنا هذا، فإن من الناس من ينشغل بذم أعيان من المسلمين وعلمائهم ممن مضوا، واقتدت بهم الأمة، والعامة، واستلهم منهم القادة وأهل العلم والثقافة ما سهل لهم حياتهم الدنيا، وبصرهم فيما ينفعهم في حياتهم الآخرة، يذمهم على ما أسسوه وقرروه وأصلوه مما يحتاجه الناس في زمنهم، وقد أحسن من انتهى إلى ما سمع، وليس لمن يأتي بعدهم إلا أن يعترف لهم بالفضل وبعظم لهم القدر، ويناجي ربه داعياً {ربنّا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان}، إذ كم من فضل للأوائل على الأواخر، وهل تعلم الخلف إلا ممن قد سلف؟
إن هناك روابط عظيمة بين المسلمين ووشائج إيمانية و"قداسة انتساب" لا تبلى بزمان، ولا تحد بمكان، ومهما كانت انتقادات بعض المسلمين لبعضهم فسيبقى ذلك الشعور بالانتساب إلى هذا الدين هو مصدر ابتساماتهم لبعضهم، وسلام بعضهم على بعضهم، ودعوات حيهم لميتهم.
وإنّ مما ينبه عليه أنّ بعضهم يسترسل في نقد الماضي نقدًا لاذعًا، ويريد أن يفرغ غضبه واعتراضه على بعض أبناء عصره بمحاولة طعنه وهدمه في من يرجعون إلى طريقته ومؤلفاته وسيرته، كشيخ الإسلام ابن تيمية، رحمهم الله، وربما حاول بناء سياجٍ من التهويل حول مقاله وكلامه بأن المعترض إنما يقدس الأشخاص وأنه لا قداسة لأحد، ولكن الحق أن هناك قداسة ليس له علاقة بقداسة الأشخاص، كان ينبغي بل ويجب على كل من أراد أن ينتقد أو يتكلم في القداسة الشخصية أن يجعلها بارزة وواضحة في كلامه وسطوره تلك هي "قداسة الانتساب" فإذا ما جئنا إلى المعنى اللغوي أو العرفي للقداسة فسنجد استخداماتها كثيرة، وكلٌّ يفسرها بما يفهم، وحين يراد من نفيها عن المنتسبين للإسلام إيجاد هوّة بين شباب الأمة وبين اعتزازهم بماضيهم وبدينهم فهنا وجب على كل مسلم أن يستصحب ويستشعر قداسة الانتساب لهذا الدين:
أبي الإسلام لا أب لي سواه
إذا افتخروا بقيسٍ أو تميمِ
ففي طرحك، في كتابتك، في نقدك، "أنت مسلم" ولا يعني افتخارك واعتزازك بنسبك أنك موافق لأخطاء بعض من المنتسبين للإسلام، فقد نوافقك في بعض من الطرح، وفي كثير من النقد الذي يناقش سلبيات الأفراد كأفراد، لا يتصيد أخطاءهم ولا ينبش عن زلاتهم، وإنما يصلح ما قد يكون من خلل، ويبصر بما قد يراه من الزلل، وكل يؤخذ منه ويرد عليه، إلا المعصوم صلوات ربي وسلامه عليه.
ومع هذا فإنه في كل ذلك غير غافل عن ما يجمعنا جميعاً نحن المسلمين، لا بد من الوقوف عندها، ولا نتعداها عند انتقادنا لأيّ كان، ولا بد من إظهار انتسابك في انتقادك بما لا يفهم منه أنك تتعرض للقواعد والأساسات التي هي "مقدسة" بكل معاني الكلمة اللغوية والعرفية. هذا، والله من وراء القصد.
http://www.alriyadh.com/1968667]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
في طرحك، في كتابتك، في نقدك، «أنت مسلم» ولا يعني افتخارك واعتزازك بنسبك أنك موافق لأخطاء بعض من المنتسبين للإسلام، فقد نوافقك في بعض من الطرح، وفي كثير من النقد الذي يناقش سلبيات الأفراد كأفراد، لا يتصيد أخطاءهم ولا ينبش عن زلاتهم، وإنما يصلح ما قد يكون من خلل، ويبصر بما قد يراه من الزلل، وكل يؤخذ منه ويرد عليه، إلا المعصوم صلوات ربي وسلامه عليه..
لا متسع لي هنا للتفصيل اللغوي للقداسة، فقد يفضي بي الحديث عنها إلى الخروج عن المقصود، وإنما أريد الحديث عن ما يطرح قصداً أو جهلاً لخلط المفاهيم التي لا ينبغي ولا يحق لنا الحوم حول حماها بما قد يفهم منه التهوين في "قداسة الانتساب" والتي هي جزء من حقيقة الإيمان الذي يرسم عن المتشبع بها صورة واضحة وبارزة بالاعتزاز "فرحاً" بهذه الرحمة التي عمّت العالمين وأكملها الله هدىً للمتقين.
لا يليق بنا نحن المسلمين الدخول في نقاش التفاصيل لبناء هالةٍ من الطرح، يُهدم بها الأساس المتين، فإنه مما لا يختلف فيه اثنان أن الأزمنة تتغير، وما يأتي من زمان إلا وتكاثرت الناس، وتوسعت البلدان والمدن، وبالتالي يحتاج الناس إلى استحداث وسائل تُجاري الحياة بحداثتها في وقتها، وقد يأتي زمان يتكلم فيه مثقفوه وفقهاؤه عن هزال ما نملكه اليوم من تقنيات وهواتف وحواسيب وأنها لم تعد تفي بالغرض، وقد مرت بنا ونحن لم نزل في الزمن فكيف بمن بعدنا بقرون؟ فأبناؤنا لا يعرفون (الكاسيت) وأما (الكاتردج) فكأنه من العصور الوسطى! وقد يأتي زمان تجد فيه من يكتب على صفحات وصحف لا تجدها محسوسة وملموسة لدينا، ولو حدثنا عنها لاستحلناها! وسيوجد في ذاك الزمان من ينشغل بذم ماضيه عن بناء حاضره، كما هو الحال يومنا هذا، فإن من الناس من ينشغل بذم أعيان من المسلمين وعلمائهم ممن مضوا، واقتدت بهم الأمة، والعامة، واستلهم منهم القادة وأهل العلم والثقافة ما سهل لهم حياتهم الدنيا، وبصرهم فيما ينفعهم في حياتهم الآخرة، يذمهم على ما أسسوه وقرروه وأصلوه مما يحتاجه الناس في زمنهم، وقد أحسن من انتهى إلى ما سمع، وليس لمن يأتي بعدهم إلا أن يعترف لهم بالفضل وبعظم لهم القدر، ويناجي ربه داعياً {ربنّا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان}، إذ كم من فضل للأوائل على الأواخر، وهل تعلم الخلف إلا ممن قد سلف؟
إن هناك روابط عظيمة بين المسلمين ووشائج إيمانية و"قداسة انتساب" لا تبلى بزمان، ولا تحد بمكان، ومهما كانت انتقادات بعض المسلمين لبعضهم فسيبقى ذلك الشعور بالانتساب إلى هذا الدين هو مصدر ابتساماتهم لبعضهم، وسلام بعضهم على بعضهم، ودعوات حيهم لميتهم.
وإنّ مما ينبه عليه أنّ بعضهم يسترسل في نقد الماضي نقدًا لاذعًا، ويريد أن يفرغ غضبه واعتراضه على بعض أبناء عصره بمحاولة طعنه وهدمه في من يرجعون إلى طريقته ومؤلفاته وسيرته، كشيخ الإسلام ابن تيمية، رحمهم الله، وربما حاول بناء سياجٍ من التهويل حول مقاله وكلامه بأن المعترض إنما يقدس الأشخاص وأنه لا قداسة لأحد، ولكن الحق أن هناك قداسة ليس له علاقة بقداسة الأشخاص، كان ينبغي بل ويجب على كل من أراد أن ينتقد أو يتكلم في القداسة الشخصية أن يجعلها بارزة وواضحة في كلامه وسطوره تلك هي "قداسة الانتساب" فإذا ما جئنا إلى المعنى اللغوي أو العرفي للقداسة فسنجد استخداماتها كثيرة، وكلٌّ يفسرها بما يفهم، وحين يراد من نفيها عن المنتسبين للإسلام إيجاد هوّة بين شباب الأمة وبين اعتزازهم بماضيهم وبدينهم فهنا وجب على كل مسلم أن يستصحب ويستشعر قداسة الانتساب لهذا الدين:
أبي الإسلام لا أب لي سواه
إذا افتخروا بقيسٍ أو تميمِ
ففي طرحك، في كتابتك، في نقدك، "أنت مسلم" ولا يعني افتخارك واعتزازك بنسبك أنك موافق لأخطاء بعض من المنتسبين للإسلام، فقد نوافقك في بعض من الطرح، وفي كثير من النقد الذي يناقش سلبيات الأفراد كأفراد، لا يتصيد أخطاءهم ولا ينبش عن زلاتهم، وإنما يصلح ما قد يكون من خلل، ويبصر بما قد يراه من الزلل، وكل يؤخذ منه ويرد عليه، إلا المعصوم صلوات ربي وسلامه عليه.
ومع هذا فإنه في كل ذلك غير غافل عن ما يجمعنا جميعاً نحن المسلمين، لا بد من الوقوف عندها، ولا نتعداها عند انتقادنا لأيّ كان، ولا بد من إظهار انتسابك في انتقادك بما لا يفهم منه أنك تتعرض للقواعد والأساسات التي هي "مقدسة" بكل معاني الكلمة اللغوية والعرفية. هذا، والله من وراء القصد.
http://www.alriyadh.com/1968667]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]