تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الفجوة بين الإدارة العميقة وإدارة المشروعات



المراسل الإخباري
09-03-2022, 04:37
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png اليوم هناك إشكالية وتشابك ما بين الإدارة العميقة والإدارة التي تركز على أن كل عمل هو مشروع ويجب على الجميع أن يكونوا مديري مشروعات حتى يجيدوا ذلك العمل، وأصبحت الشهادات المهنية لإدارة المشروعات إحدى المتطلبات الأساسية في تلك المؤسسات، ولكن في الحقيقة مثل هذه الإشكالية خلقت صراعا وتفاوتا في مستويات وسهولة تقديم الخدمة، فكلا الفريقين يغني على ليلاه، ويحاول إسقاط فشله على الآخر، وبالتالي سنجد أناسا يمشون مع الرؤية وآخرون خارج الرؤية.
اليوم بعض الإداريين لدينا نشبههم بالبطارية الجافة ما تلبث بعد فترة من الزمن إلا وقد نفدت طاقته، وأصبح ينغمس في عمق بيروقراطية المؤسسة التي يعمل بها وإذا كان مديرا يديرها بتفاصيلها الدقيقة وصراعاتها ومصالحها الداخلية المختلفة، ويضيع جهده وأفكاره في الاجتماعات والاستقبالات والدفاعات وإخماد الحرائق الداخلية على حساب الواقع وأولويات الناس، وهذا ما نلمسه في الاستجابة السريعة والفعالة لمطالب الناس وملاحظاتهم، فمن المدير لمسؤول أو موظف في بلدية أو مؤسسة خدمية عندما يمر على حفرة أو مخالفة من أي نوع وهو ذاهب وعائد على الطريق الذي يسلكه سواء لعمله أو لزياراته ولا يبادر في حلها ولا يتفاعل مع البلاغات المقدمة من الناس وكأن الموضوع لا يخصهم.
وقس على ذلك بقية الأعمال والخدمات الأخرى، أي مسمى للمسؤولية يمكن أن نطلق على مثل هذه السلوكيات؟. ولماذا وصلت اللامبالاة وضعف الفعالية والمبادرة في تلك المؤسسات إلى هذا الحد؟، ألا تعتقدون أن هناك نوعا جديدا من التشتت الإداري والتنفيذي أدى إلى انشغال تلك الموارد البشرية في أمور وصراعات إدارية أثر على أدائها وفعاليتها، وقد يكون من ذلك اختلاف المنهجية في الأداء ما بين فريقين أحدهما مازال يعيش على أطلال الإدارة العميقة وفريق آخر ركب موجة إدارة المشروعات وظاهرة معايير ومؤشرات قياس الأداء وأهم شيء أن يقدم التقارير الملونة بالأخضر حتى يلام على اللون الأصفر والأحمر؛ ولذلك أغلب القيادات والمديرين الذين انغمسوا مع أحد الفريقين أصبح أكثر تركيزا على المعاملات الورقية أو الإلكترونية على حساب الإدارة بالتجول أو الإدارة الميدانية، ومما زاد الطين بلة أن فترة الحجر أكدت على تلك الأساليب المكتبية في الإدارة وعززت عند الشخصيات السلبية وغير المبادرة المزيد من تلك السلوكيات.
اليوم أعظم مقياس للأداء هو سهولة وصول الناس للخدمات وفي أي مكن وزمان وبطريق ميسرة ومجودة، وأعتقد أن الناجحين من مقدمي الخدمات هم من يؤمنون بالشراكة مع المجتمع، ومع الناشطين وكتاب الرأي في المجتمع ومن يؤمنون بالعمل الميداني ومقابلة المستفيدين سواء رواد ورجال أعمال وحل المشكلات في حينها وتبني الحلول والانفتاح عليها من الآخرين.




http://www.alriyadh.com/1969796]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]