المراسل الإخباري
09-07-2022, 05:09
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
إذا ما نظرنا إلى أخلاق الطبقة الوسطى «النواة» في المجتمع الأميركي على وقع القيم الأميركية التاريخية نجد أنها تتملكها غريزة الانجذاب نحو الآخرين، ففي داخلها عالم ممتد من المشاعر، ولديها القدرة الاجتماعية المرنة على تكوين العلاقات..
لقد عنيت من أول يوم وطأت فيه قدماي مطار جون كيندي الدولي في مدينة نيويورك أن أتعرف على هذا العالم الجديد وأن أحاول أن أكتشف ما وراءه وأقرأه قراءة واقعية.
وكان السؤال الذي تبادر إلى ذهني كيف يستطيع شخص قادم من خلفية حضارية معينة، أن يكيف نفسه على الحياة في بيئة حضارية أخرى تختلف تمامًا عن البيئة التي قدم منها، وكيف يكون هذا التكيف ممكنا؟.
مر بي عامان وأنا في ذهول ذهني وحيرة ثقافية، وأنا أنظر إلى هذا العالم الذي يتمدد أمامي، وبسرعة مذهلة مزيج مدهش من السرعة والنظام.
أدركت حينها أن أميركا تسير على نحو مختلف من العالم، وهنا شعرت بطرفي التناقض ما بين نظرتي للحياة والنظرة الأميركية عندها أيقنت أنني أبدأ من الصفر.
عند هذا الطور ركزت تفكيري على هذا الواقع الجديد فأصبحت أرى الأشياء والأشخاص بمنظار واقعي.
فالمجتمع الأميركي مجتمع براغماتي، وكل فكرة خارج هذا الإطار لا يلتفت إليها، ولكن كلما تداخلت مع هذا المجتمع عثرت على اكتشاف جديد.
فبرغم أن المجتمع الأميركي مكون من جاليات متباينة وولايات تختلف كل ولاية عن الأخرى اختلافًا ظاهرًا ولها من المعتقدات الدينية والمذهبية والثقافات والفلسفات والاتجاهات والتيارات الشيء الكثير، إلا أن هذا الخليط من الأجناس والثقافات والمذهبيات والقوميات يوحده شيئان: (الديمقراطية - والليبرالية)، فالديمقراطية الأميركية تقوم فكرتها الأساسية على الخضوع لرأي الأغلبية.
ففي الولايات المتحدة الأميركية حزبان كبيران هما الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري وهذان الحزبان هما اللذان يتناوبان على الحكم في أميركا إلا أن هذين الحزبين لا يقومان على مبادئ سياسية ثابتة، "فلا الحزب الأمريكي ولا السياسي الأميركي ولا الفرد الأميركي يخلص لمبدأ معين أو فكرة معينة أو توجه معين يدافع عنه وإنما يسعى لمصلحته الذاتية أو لمصالح الشركات الكبرى أو الكتل ذات النفوذ أو ذات المصالح الخاصة"، فالنواب والشيوخ يمثلون أصحاب المصالح.
أما المصلحة العامة أو تحقيق مبادئ سياسية معينة فتأتي في الدرجة الثانية والفرق بين الحزبين أن كل حزب يدافع عن مصلحة منتسبيه الخاصة.
ولكن أريد أن ألفت الانتباه إلى أن كلا الحزبين الديمقراطي في أميركا والعمال في بريطانيا كثيراً ما ينعتان من قبل بعض المتطفلين على السياسة باليسارية والمقصود بها الشيوعية الدولية وهو وصف خاطئ لا يطابق الحقيقة، فالشقة واسعة ما بين الحزبين الديمقراطي والعمال من جانب والشيوعية من جانب آخر، ويرجع ذلك إلى الجهل بأولويات المبادئ السياسية والاجتماعية، فلا علاقة للحزبين باليسارية التي في أذهانهم.
أما الليبرالية الأميركية فهي التي منحت الاستقلال الشخصي والحرية الفردية للفرد الأميركي وأتاحت له فرصة التفكير في الذات وبشكل فردي أصبح فيها الفرد مقياس الحياة الاجتماعية، ومن هنا كان الطابع الفردي والحرية المكونين للفكر الليبرالي، ولذلك أتيح للفرد الأميركي تكوين شخصيته بعيدًا عن المجتمع، فالحرية والفردانية حجر الزاوية في الفلسفة الليبرالية.
ولكن إذا ما نظرنا إلى أخلاق الطبقة الوسطى "النواة" في المجتمع الأميركي على وقع القيم الأميركية التاريخية نجد أنها تتملكها غريزة الانجذاب نحو الآخرين ففي داخلها عالم ممتد من المشاعر ولديها القدرة الاجتماعية المرنة على تكوين العلاقات المستديمة والانفتاح على مختلف الثقافات والمجموعات الإنسانية.
يشعر الأميركي النواة براحة مطلقة بالاختلاط بالآخرين ويراعي عواطف ومشاعر الآخرين مراعاة تامة ويجعلك تشعر بحريتك وراحتك.
تزعجه المجاملة الزائدة والمديح المتكلف ينظر إلى غيره كما ينظر إلى نفسه ولا يضمر سوءاً لأحد ولا يتدخل فيما لا يعنيه ولا يصدر حكماً غير عادل لمجرد مطابقة ذلك الحكم لقناعته الخاصة.
يسر لك أحياناً إذا ما وثق منك واعتبرك صديقًا حميماً بأنه تفصله عن اليهودي حواجز كبيرة.
فالأميركي النواة معروف بنبل مقاصده وسلامة نواياه ورقة عواطفه، ولين طبعه وخروجه على الظلم أيًا كان مصدره إلا أنه يشعر بالإرهاق الشديد الذي فرضته اليهودية العالمية على حلمه وتسامحه ومبادئه، ويدرك أن المبادئ والقيم الأميركية قد دهست وأن المثل العليا الأميركية قد ضحى بها رجال السياسة الذين خضعوا للنفوذ اليهودي خضوعا شنيعا.
لنأخذ مثلا القضية الفلسطينية والأدوار الغريبة التي مرت عليها، لقد سلك يهود أميركا مسلكًا ينافي المبادئ الإنسانية وكما يقول المفكر أمين المميز: أصبحت الدعاية اليهودية تصور العربي بأنه وحش كاسر ومغتصب ليستميلوا ضمائر الأميركيين وعواطفهم في الوقوف إلى جانبهم وكان غلاة شباب اليهودي يقفون في الشوارع الرئيسة في نيويورك منددين بالإنسان العربي.
ويتساءل الأميركي المنصف لماذا يساهم الأميركيين في الغدر بشعب آمن واحتلال أراضيه فالمجتمع الأميركي مجتمع جبل على الرأفة بالبشر وخاصة من يكونون ضحية عدوان عنصري، كما حصل لليهود مع هتلر عندما تعاطفوا معهم وفتحوا لهم باب الهجرة.
وهنا يتساءل الأميركي العادي، لماذا يدعوني اليهود وقد آويتهم من الحرمان والاضطهاد لظلم قوم غرباء لا عداوة بيني وبينهم ولا ثأر؟
لا أعتقد أن الفرد الأميركي على علم مباشر بالقضية الفلسطينية بسبب الإعلام والدعاية اليهودية المضللة، ولكن تظل نظرة الوسط الأميركي إلى المقاييس الخلقية والقيم الروحية وفلسفة الحياة تختلف اختلافاً أساسيًا عن نظرة اليهودي.
http://www.alriyadh.com/1970506]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
إذا ما نظرنا إلى أخلاق الطبقة الوسطى «النواة» في المجتمع الأميركي على وقع القيم الأميركية التاريخية نجد أنها تتملكها غريزة الانجذاب نحو الآخرين، ففي داخلها عالم ممتد من المشاعر، ولديها القدرة الاجتماعية المرنة على تكوين العلاقات..
لقد عنيت من أول يوم وطأت فيه قدماي مطار جون كيندي الدولي في مدينة نيويورك أن أتعرف على هذا العالم الجديد وأن أحاول أن أكتشف ما وراءه وأقرأه قراءة واقعية.
وكان السؤال الذي تبادر إلى ذهني كيف يستطيع شخص قادم من خلفية حضارية معينة، أن يكيف نفسه على الحياة في بيئة حضارية أخرى تختلف تمامًا عن البيئة التي قدم منها، وكيف يكون هذا التكيف ممكنا؟.
مر بي عامان وأنا في ذهول ذهني وحيرة ثقافية، وأنا أنظر إلى هذا العالم الذي يتمدد أمامي، وبسرعة مذهلة مزيج مدهش من السرعة والنظام.
أدركت حينها أن أميركا تسير على نحو مختلف من العالم، وهنا شعرت بطرفي التناقض ما بين نظرتي للحياة والنظرة الأميركية عندها أيقنت أنني أبدأ من الصفر.
عند هذا الطور ركزت تفكيري على هذا الواقع الجديد فأصبحت أرى الأشياء والأشخاص بمنظار واقعي.
فالمجتمع الأميركي مجتمع براغماتي، وكل فكرة خارج هذا الإطار لا يلتفت إليها، ولكن كلما تداخلت مع هذا المجتمع عثرت على اكتشاف جديد.
فبرغم أن المجتمع الأميركي مكون من جاليات متباينة وولايات تختلف كل ولاية عن الأخرى اختلافًا ظاهرًا ولها من المعتقدات الدينية والمذهبية والثقافات والفلسفات والاتجاهات والتيارات الشيء الكثير، إلا أن هذا الخليط من الأجناس والثقافات والمذهبيات والقوميات يوحده شيئان: (الديمقراطية - والليبرالية)، فالديمقراطية الأميركية تقوم فكرتها الأساسية على الخضوع لرأي الأغلبية.
ففي الولايات المتحدة الأميركية حزبان كبيران هما الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري وهذان الحزبان هما اللذان يتناوبان على الحكم في أميركا إلا أن هذين الحزبين لا يقومان على مبادئ سياسية ثابتة، "فلا الحزب الأمريكي ولا السياسي الأميركي ولا الفرد الأميركي يخلص لمبدأ معين أو فكرة معينة أو توجه معين يدافع عنه وإنما يسعى لمصلحته الذاتية أو لمصالح الشركات الكبرى أو الكتل ذات النفوذ أو ذات المصالح الخاصة"، فالنواب والشيوخ يمثلون أصحاب المصالح.
أما المصلحة العامة أو تحقيق مبادئ سياسية معينة فتأتي في الدرجة الثانية والفرق بين الحزبين أن كل حزب يدافع عن مصلحة منتسبيه الخاصة.
ولكن أريد أن ألفت الانتباه إلى أن كلا الحزبين الديمقراطي في أميركا والعمال في بريطانيا كثيراً ما ينعتان من قبل بعض المتطفلين على السياسة باليسارية والمقصود بها الشيوعية الدولية وهو وصف خاطئ لا يطابق الحقيقة، فالشقة واسعة ما بين الحزبين الديمقراطي والعمال من جانب والشيوعية من جانب آخر، ويرجع ذلك إلى الجهل بأولويات المبادئ السياسية والاجتماعية، فلا علاقة للحزبين باليسارية التي في أذهانهم.
أما الليبرالية الأميركية فهي التي منحت الاستقلال الشخصي والحرية الفردية للفرد الأميركي وأتاحت له فرصة التفكير في الذات وبشكل فردي أصبح فيها الفرد مقياس الحياة الاجتماعية، ومن هنا كان الطابع الفردي والحرية المكونين للفكر الليبرالي، ولذلك أتيح للفرد الأميركي تكوين شخصيته بعيدًا عن المجتمع، فالحرية والفردانية حجر الزاوية في الفلسفة الليبرالية.
ولكن إذا ما نظرنا إلى أخلاق الطبقة الوسطى "النواة" في المجتمع الأميركي على وقع القيم الأميركية التاريخية نجد أنها تتملكها غريزة الانجذاب نحو الآخرين ففي داخلها عالم ممتد من المشاعر ولديها القدرة الاجتماعية المرنة على تكوين العلاقات المستديمة والانفتاح على مختلف الثقافات والمجموعات الإنسانية.
يشعر الأميركي النواة براحة مطلقة بالاختلاط بالآخرين ويراعي عواطف ومشاعر الآخرين مراعاة تامة ويجعلك تشعر بحريتك وراحتك.
تزعجه المجاملة الزائدة والمديح المتكلف ينظر إلى غيره كما ينظر إلى نفسه ولا يضمر سوءاً لأحد ولا يتدخل فيما لا يعنيه ولا يصدر حكماً غير عادل لمجرد مطابقة ذلك الحكم لقناعته الخاصة.
يسر لك أحياناً إذا ما وثق منك واعتبرك صديقًا حميماً بأنه تفصله عن اليهودي حواجز كبيرة.
فالأميركي النواة معروف بنبل مقاصده وسلامة نواياه ورقة عواطفه، ولين طبعه وخروجه على الظلم أيًا كان مصدره إلا أنه يشعر بالإرهاق الشديد الذي فرضته اليهودية العالمية على حلمه وتسامحه ومبادئه، ويدرك أن المبادئ والقيم الأميركية قد دهست وأن المثل العليا الأميركية قد ضحى بها رجال السياسة الذين خضعوا للنفوذ اليهودي خضوعا شنيعا.
لنأخذ مثلا القضية الفلسطينية والأدوار الغريبة التي مرت عليها، لقد سلك يهود أميركا مسلكًا ينافي المبادئ الإنسانية وكما يقول المفكر أمين المميز: أصبحت الدعاية اليهودية تصور العربي بأنه وحش كاسر ومغتصب ليستميلوا ضمائر الأميركيين وعواطفهم في الوقوف إلى جانبهم وكان غلاة شباب اليهودي يقفون في الشوارع الرئيسة في نيويورك منددين بالإنسان العربي.
ويتساءل الأميركي المنصف لماذا يساهم الأميركيين في الغدر بشعب آمن واحتلال أراضيه فالمجتمع الأميركي مجتمع جبل على الرأفة بالبشر وخاصة من يكونون ضحية عدوان عنصري، كما حصل لليهود مع هتلر عندما تعاطفوا معهم وفتحوا لهم باب الهجرة.
وهنا يتساءل الأميركي العادي، لماذا يدعوني اليهود وقد آويتهم من الحرمان والاضطهاد لظلم قوم غرباء لا عداوة بيني وبينهم ولا ثأر؟
لا أعتقد أن الفرد الأميركي على علم مباشر بالقضية الفلسطينية بسبب الإعلام والدعاية اليهودية المضللة، ولكن تظل نظرة الوسط الأميركي إلى المقاييس الخلقية والقيم الروحية وفلسفة الحياة تختلف اختلافاً أساسيًا عن نظرة اليهودي.
http://www.alriyadh.com/1970506]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]