المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذاكرة الأغاني



المراسل الإخباري
09-08-2022, 05:29
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png وربما العنوان الأدق هو ذاكرتي مع الأغاني. منذ طفولتي وهي تعيش معنا، الأغاني أقصد. فتحت عيني ونحن نملك بيك اب بداخل دولاب أنيق، تخزن فيه أسطوانات إمبراطورات الغناء العربي، أم كلثوم، عبدالوهاب وفريد الأطرش. هذه هي الذائقة التي تربيت عليها.
في مشوارنا الأسبوعي إلى البحر في سيارة خالي المازدا الحمراء كنا نستمع إلى فايزة أحمد تغني قصيدة نزار رسالة إلى امرأة، كنا أطفالاً لا نفهم الكلمات لكننا كنا نغني معها بحماس ونحن نحرف الكلمات حسب تصورنا.
في الصباح الباكر حين نكون قد بتنا في منزل جدتي نستيقظ على صوت طلال يشدو في الراديو وردك يا زارع الورد. وخالتي تبدل كلمات أغنية اللي مو ع البال كي تناسب السخرية من إخوتها الأصغر، حتى المزاح كنا نستخدم فيه الأغاني.
في المرحلة المتوسطة بدأت بالتعرف على الأغاني الغربية، فرق البوني إم والبي جيز والفرقة المفضلة لي على الدوام الآبا. استمعت إلى باربرا سترايسند تغني أنا امرأة عاشقة وأغنية ليدي يغنيها كيني روجرز وأعرف لاحقاً أن ملحنها هو ليونيل ريتشي الذي أحب له أغاني يغنيها هو.
كنت أعرف أغاني غربية ولا أتبع مغنيين.
حين عادت أمي من رحلة إلى أميركا في أواخر السبعينات، تعلقت بأغنية سمعتها ولم تعرف معناها لكنها أحست بالشجن فيها، بحث أخوها عن الأغنية حتى وجدها، كانت جولين للمغنية دولي بارتون، وأرسل لها الأسطوانة.
شاهدت فيلم غريس كما شاهده الجميع في تلك الفترة، كنت طفلة، لكن براءة اوليفيا نيوتن جون ملكت قلبي وأصبحت أغاني ذلك الفيلم الغنائي محفورة في القلب والذاكرة.
وكما كان أخي الأكبر هو المزود بالكتب كان كذلك في الأغاني، لا أنسى حقيبتين أتى بهما، واحدة مملوءة بكاسيتات لأم كلثوم، والأخرى لعبدالحليم.
أغنية شادية الو الو احنا هنا، سمعتها من أمي أول مرة قبل أن نتمكن من مشاهدة الفيلم، أغنية خفيفة ومرحة، لكن أمي أيضاً في أوقات الصفو تغني أصعب أغنية أتخيل أن أحداً يمكن أن يحفظها لعبدالوهاب. النهر الخالد.
الأغاني الخفيفة الشعبية التي تغنيها ليلى نظمي وعايدة الشاعر سمعتها أول مرة على المسجلة الصغيرة التي كان يملكها خالي. لا يمكن الاستخفاف بتلك الأغاني فكتابها وملحنيها كانوا من الكبار.
أتذكر أني كنت صغيرة جداً حين كانت أغنية فيروز عم بتضوي الشمس تذاع في التلفزيون والفتيات يرقصن وهن يحملن المظلات وأغني مع الكورس وأضخم صوتي حين يغني الرجال.
هذه بعض الذكريات. هناك بالطبع أكثر. الأغاني مضفورة في يومياتنا. وهذه بعض اليوميات البعيدة، أتذكرها وأبتسم.




http://www.alriyadh.com/1970762]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]