المراسل الإخباري
09-10-2022, 03:35
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
من الجدير بالذكر أن البشر يملكون مقدرة على صناعة أنماط سلوكية جديدة، وقد يتعارض هذا مع القول السائد: الطبع يغلب على التطبع، لكن يتفق البعض على أن "التطبّع" ليس مجرد ممارسة سلوكية عفوية، بل هو برنامج تدريبي واعٍ..
يخطئ من يقول إن الإنسان لا يصنع فضاء جديدا مع كل مرحلة في حياته، ويخطئ من يحبس حياته في قوقعة العمر ويدفن حس البهجة والمتعة لمجرد أن بلغ سنا كبيرة، ولن أقول التقاعد، فقد صادفت في القاهرة قبل أيام قليلة مجموعة أصدقاء جمعهم أحد الاتحادات الرياضية في يوم من الأيام لكنهم قرروا أن يلتقوا كل عام في إحدى المدن، وكل مرة يصنعون تجربة حياتية تجديدية، وكان اختيارهم هذه المرة القاهرة. والذي يبدو أنهم لا يكتفون بمجرد اللقاء، بل كان لديهم برنامج دقيق لزيارة معالم القاهرة التاريخية، وكأنهم يتعرفون على المكان لأول مرة، رغم أن أغلبهم يعرف القاهرة وربما سبق أن زار تلك المعالم من قبل. ما لفت انتباهي هو ابتساماتهم وضحكاتهم وانفتاحهم على الحياة رغم أن أغلبهم بلغ السبعين أو يكاد.
من المتفق عليه أن الإنسان يصنع نمط حياته المستقبلي من خلال تطوير أنماط سلوكية مبكرة والصبر عليها وممارستها دون ملل، فأولئك الذي يعتقدون أن وقار العمر يفرض عليهم حياة متزمتة ورتيبة فهو يرتكب أكبر الأخطاء في حياته، كل سلوك إيجابي في الحياة يحتاج إلى لياقة سلوكية تشكل أسلوب الحياة بشكل عام، ذكرني مشهد رفقاء القاهرة بالدكتور عبدالله القويز، فهو أحد الذين تحدوا تنميط الحياة فهو ما زال يمارس الرحلات ورياضة تسلق الجبال رغم تجاوزه الثمانين، على أننا يجب أن نعترف أن كثيرا من الناس يستسلم لتنميط الحياة المتكاسل وتجعل البعض يشعر أن دوره انتهي في الحياة، أحد الزملاء وقد قارب الستين فرض على نفسه برنامجا رياضيا يوميا وعندما سألته عن السبب قال لي استعدادا لما بعد التقاعد.
من الجدير بالذكر أن البشر يملكون مقدرة على صناعة أنماط سلوكية جديدة، وقد يتعارض هذا مع القول السائد: الطبع يغلب على التطبع، لكن يتفق البعض على أن "التطبّع" ليس مجرد ممارسة سلوكية عفوية بل هو برنامج تدريبي واع عادة ما يحتاج إلى وقت طويل، وحتى يمكن أن ننتقل من ممارسة سلوكية (طبع) إلى ممارسة جديدة (تطبّع) يتطلب هذا اخضاع النفس وإقناعها بأهمية التغيير، كثير من برامج تطوير الذات تتطلب نوعا من الإرشاد وغالبا ما يكون هناك مرشد للمتدرب، وهذا لم يوضع بشكل اعتباطي بل ثبت أن تحد التنميط يكون عبر التجربة وليس فقط بالمواعظ وطرح الأفكار، أي أنه إذا لم تمارس الأطباع الجديدة التي تريدها لنفسك ولفترة طويلة سوف تتخلى عنها بسهولة.
لا أتوقع أن رفقاء القاهرة قرروا هكذا بعد أن بلغوا التقاعد أن يقوموا بمثل هذه الرحلات واللقاءات، ولا أعتقد أن الدكتور القويز فكر، بعد أن تفرغ من مشاغله، أن يمارس رياضة التسلق، بل تشكلت أنماط الحياة هذه منذ سن مبكرة، وحتى لو أنها لم تكن تُمارس بشكل منتظم ولم تكن ضمن برنامج الحياة الصارم لدى هؤلاء إلا أنه توجد لديهم بذرة الاستعداد لبناء طباع حياتية جديدة تخرجهم من الايقاع النمطي الذي يقع فيه كثير من الناس. تجدر الإشارة إلى أن الإنسان بفطرته مكتسب للمعرفة وللسلوك لكن هذه المعرفة وهذا السلوك لا يتحول إلى طبع يطبع شخصية الإنسان ويحدد ماهيته وهويته إلا بعد معايشة وممارسة وتجريب وتهذيب للمعرفة والسلوك المكتسبين.
جزء من التغير الذي يعيشه كل منا عندما يكبر هو تراجع احتياج المجتمع له واستقلال أغلب من كانوا تحت إدارته (في العمل والأسرة) وتقلص قوته، وينعكس هذا التغير على ثقته بجدوى أهميته في الحياة. أن تتحدى هذا الشعور وتتجاوز تبعاته يعني هذا سلوك حياتي مبكر يجب أن تتنبه له وتحرص على ممارسته، ولعلي أختم هنا بلماذا يعيش أغلب المعماريون حتى آخر يوم في حياتهم وهم يحلمون بأن يعملوا عملا جديدا لم يسبق لهم أن عملوه من قبل؟ أعتقد أن هذا هو الحبل السري الذي يربطهم بالحياة.
كثير من الناس يطورون هذا الحبل السري الذي يربطهم بالحياة ولكن عبر سنوات طويلة وممارسات جادة ووعي عميق بأهمية صنع حياة جديدة لمرحلة مختلفة يفترض أن تكون من أهم مراحل الحياة.
http://www.alriyadh.com/1971043]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
من الجدير بالذكر أن البشر يملكون مقدرة على صناعة أنماط سلوكية جديدة، وقد يتعارض هذا مع القول السائد: الطبع يغلب على التطبع، لكن يتفق البعض على أن "التطبّع" ليس مجرد ممارسة سلوكية عفوية، بل هو برنامج تدريبي واعٍ..
يخطئ من يقول إن الإنسان لا يصنع فضاء جديدا مع كل مرحلة في حياته، ويخطئ من يحبس حياته في قوقعة العمر ويدفن حس البهجة والمتعة لمجرد أن بلغ سنا كبيرة، ولن أقول التقاعد، فقد صادفت في القاهرة قبل أيام قليلة مجموعة أصدقاء جمعهم أحد الاتحادات الرياضية في يوم من الأيام لكنهم قرروا أن يلتقوا كل عام في إحدى المدن، وكل مرة يصنعون تجربة حياتية تجديدية، وكان اختيارهم هذه المرة القاهرة. والذي يبدو أنهم لا يكتفون بمجرد اللقاء، بل كان لديهم برنامج دقيق لزيارة معالم القاهرة التاريخية، وكأنهم يتعرفون على المكان لأول مرة، رغم أن أغلبهم يعرف القاهرة وربما سبق أن زار تلك المعالم من قبل. ما لفت انتباهي هو ابتساماتهم وضحكاتهم وانفتاحهم على الحياة رغم أن أغلبهم بلغ السبعين أو يكاد.
من المتفق عليه أن الإنسان يصنع نمط حياته المستقبلي من خلال تطوير أنماط سلوكية مبكرة والصبر عليها وممارستها دون ملل، فأولئك الذي يعتقدون أن وقار العمر يفرض عليهم حياة متزمتة ورتيبة فهو يرتكب أكبر الأخطاء في حياته، كل سلوك إيجابي في الحياة يحتاج إلى لياقة سلوكية تشكل أسلوب الحياة بشكل عام، ذكرني مشهد رفقاء القاهرة بالدكتور عبدالله القويز، فهو أحد الذين تحدوا تنميط الحياة فهو ما زال يمارس الرحلات ورياضة تسلق الجبال رغم تجاوزه الثمانين، على أننا يجب أن نعترف أن كثيرا من الناس يستسلم لتنميط الحياة المتكاسل وتجعل البعض يشعر أن دوره انتهي في الحياة، أحد الزملاء وقد قارب الستين فرض على نفسه برنامجا رياضيا يوميا وعندما سألته عن السبب قال لي استعدادا لما بعد التقاعد.
من الجدير بالذكر أن البشر يملكون مقدرة على صناعة أنماط سلوكية جديدة، وقد يتعارض هذا مع القول السائد: الطبع يغلب على التطبع، لكن يتفق البعض على أن "التطبّع" ليس مجرد ممارسة سلوكية عفوية بل هو برنامج تدريبي واع عادة ما يحتاج إلى وقت طويل، وحتى يمكن أن ننتقل من ممارسة سلوكية (طبع) إلى ممارسة جديدة (تطبّع) يتطلب هذا اخضاع النفس وإقناعها بأهمية التغيير، كثير من برامج تطوير الذات تتطلب نوعا من الإرشاد وغالبا ما يكون هناك مرشد للمتدرب، وهذا لم يوضع بشكل اعتباطي بل ثبت أن تحد التنميط يكون عبر التجربة وليس فقط بالمواعظ وطرح الأفكار، أي أنه إذا لم تمارس الأطباع الجديدة التي تريدها لنفسك ولفترة طويلة سوف تتخلى عنها بسهولة.
لا أتوقع أن رفقاء القاهرة قرروا هكذا بعد أن بلغوا التقاعد أن يقوموا بمثل هذه الرحلات واللقاءات، ولا أعتقد أن الدكتور القويز فكر، بعد أن تفرغ من مشاغله، أن يمارس رياضة التسلق، بل تشكلت أنماط الحياة هذه منذ سن مبكرة، وحتى لو أنها لم تكن تُمارس بشكل منتظم ولم تكن ضمن برنامج الحياة الصارم لدى هؤلاء إلا أنه توجد لديهم بذرة الاستعداد لبناء طباع حياتية جديدة تخرجهم من الايقاع النمطي الذي يقع فيه كثير من الناس. تجدر الإشارة إلى أن الإنسان بفطرته مكتسب للمعرفة وللسلوك لكن هذه المعرفة وهذا السلوك لا يتحول إلى طبع يطبع شخصية الإنسان ويحدد ماهيته وهويته إلا بعد معايشة وممارسة وتجريب وتهذيب للمعرفة والسلوك المكتسبين.
جزء من التغير الذي يعيشه كل منا عندما يكبر هو تراجع احتياج المجتمع له واستقلال أغلب من كانوا تحت إدارته (في العمل والأسرة) وتقلص قوته، وينعكس هذا التغير على ثقته بجدوى أهميته في الحياة. أن تتحدى هذا الشعور وتتجاوز تبعاته يعني هذا سلوك حياتي مبكر يجب أن تتنبه له وتحرص على ممارسته، ولعلي أختم هنا بلماذا يعيش أغلب المعماريون حتى آخر يوم في حياتهم وهم يحلمون بأن يعملوا عملا جديدا لم يسبق لهم أن عملوه من قبل؟ أعتقد أن هذا هو الحبل السري الذي يربطهم بالحياة.
كثير من الناس يطورون هذا الحبل السري الذي يربطهم بالحياة ولكن عبر سنوات طويلة وممارسات جادة ووعي عميق بأهمية صنع حياة جديدة لمرحلة مختلفة يفترض أن تكون من أهم مراحل الحياة.
http://www.alriyadh.com/1971043]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]