تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل المعرفة الإنسانيّة ضحيّة عصر المعلومات؟



المراسل الإخباري
09-12-2022, 03:27
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png بداية لا بد من تعريف المقصود بالمعرفة، وماذا نعني بالمعلومات لتصفية التشويش والخلط بين المعلومات والمعرفة عند عامّة الناس وبعض خاصّتهم، يمكن القول إن المعلومات في تعريفها البسيط تعني تقديم البيانات التي تم معالجتها أو تنظيمها أو تقديمها في سياق معيّن لجعلها ذات قيمة. وهذه المعلومات قد تكون صادقة أو مضلّلة أو محرفّة أو حتى غير مكتملة. وحيث نعيش في اصطخاب عصر المعلومات من خلال الشبكات الرقميّة، وعلى رأسها شبكة الإنترنت، فإن قيمة المعلومات لا يحدّدها حجمها أو سهولة الحصول عليها، بل مصداقيّة مصادرها وجودتها وتكامل عناصرها. أما المعرفة فيمكن توصيفها بأنها ثمرة مزج المعلومات مع الخبرة والوعي اللذين يمكّنان الشخص (أو المنظّمة) من فرز وتقييم مدخلات المعلومات وتقديمها وتوظيفها بشكل معرفي موثوق. ومن هنا فالمعلومات تجيب عن الأسئلة التي تبدأ بمن؟ ومتى؟ وماذا؟ وأين؟ بينما المعرفة الواعية تجيب عن أهم سؤالين يبدآن بلماذا؟ وكيف؟.
وحتى نؤسّس لسؤال: هل المعرفة باتت ضحيّة لغزارة المعلومات في عصرنا الحاضر؟ يمكن أن نبدأ بالحقيقة التي تقول إنّه في العام 2020، بلغ حجم البيانات على الإنترنت 64 زيتابايت (الزيتابايت حوالي تريليون جيجابايت)، ومن المتوقّع أن ينمو حجم البيانات العالميّة إلى أكثر من 180 زيتابايت عام 2025. ووفقا لإحصائيات شهر أبريل 2022، يوجد ما يزيد على خمسة مليارات مستخدم للإنترنت في جميع أنحاء العالم، وهو ما يمثّل 63 % من سكان العالم منهم 4.65 مليار (أكثر من 93 %) يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي. وهذا الأرقام الهائلة تكشف عن غزارة ونوعيّة البيانات والمعلومات المضافة إلى مخازن ومنصّات المعلومات الرقميّة، ومعها تحدّيات المعرفة والوعي الإنساني مع هذا الطوفان المعلوماتي المتصاعد بمعدلات مهولة.
ومن هنا بدأ المتخصّصون منذ مطلع الألفيّة الثانية في مناقشة ظاهرة "تخمة المعلومات" (information glut) وظهرت مفاهيم مثل "إدارة المعرفة" في محاولة لاستيعاب ومواجهة هذا التحدي وما قد يمثلّه من تهديدات للمعرفة الإنسانيّة على مستوى الأفراد والمنظّمات. على مستوى الأفراد المنتجين للمعرفة تحديدا ظهرت بعض المخاوف من أن تدفّق المعلومات بلا هوادة سيقلّل من ذكاء هؤلاء الناس، وقد أظهرت فعلا دراسة ممولة من (Hewlett-Packard) أن درجات ذكاء العاملين في مجال المعرفة الذين يشتت انتباههم البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفيّة انخفضت عن مستواهم الطبيعي بمعدل 10 نقاط، أي ضعف الانخفاض المسجل لأولئك الذين يدخنون الماريجوانا.
وهكذا يواجه العقل البشري اليوم عجز المعرفة الواعية أمام قوّة تحديات الحمل الزائد للمعلومات "information overload" بضخامتها وتعقيداتها خاصّة عند اتخاذ القرارات، ما قد يُضعف فرص الوصول إلى أفضل خيارات صنع واتخاذ القرار الأنسب.
قال ومضى:
حينما تقول: "لا أعرف" فقد طرقت باب المعرفة..





http://www.alriyadh.com/1971288]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]