تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الصَّحافة الغَربية السَّلبِيَّة تِجَاهنَا.. هلْ يُمكِن هَزيمتها؟



المراسل الإخباري
09-14-2022, 04:26
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
إنّ هزيمة الصَّحافة الغربية السلبية السَّاعية لِتشويه ثقافتنا، وتقبيح حضارتنا، وتحشيد الرأي العام ضد مجتمعنا ووطنا، يتطلب طريقة جديدة وأسلوباً غير تقليدي تقوم أُسسه على الإيمان بالذات وبما نملك من قدرات..
التزوير والتدليس والكذب المُبطن والصريح، التضليل والخِداع والغِش للرأي العام، التزيِيِف والتَلفِيق والاِختلاق لِلقصص الوهمية، الاِفتراء والدَّجل والمُراوغة بالكلمات والتعبيرات العاطفية، التقبيح والتَحريف والتشويه للواقع المُشاهد والحقائق الظاهرة، جميعها تتكامل - مع غيرها من الصفات والسمات الدنيئة والوضيعة والسيئة - لتوضح بِجلاء مكانة الصحافة الغربية السلبية التي تستهدف عمداً وقصداً تشويه صورة ومكانة الحضارة الإسلامية، والثقافة العربية، والدولة المركزية - عربياً وإسلامياً - المملكة العربية السعودية. وهذه السلبية المُتعمدة والمقصودة تِجاهنا - إسلامياً وعربياً وسعودياً - ليست عملاً عشوائياً أو قائماً على الصُدفة والتجرِيب، وإنما تقوم على عملية منهجية مُمتدة على مدى عقود مُتتابعة، وتعمل وِفق أهداف مرسومة وموضوعة بِعناية، وتسعى لِتحقيق غايات غير أخلاقية على المديين المتوسط والبعيد. إذاً نحن أمام عملية مُخطط لها، أو استراتيجية مُعدة بعناية، أهدافها المرحلية تتضح بالسلبية المُتصاعدة تِجاهنا، وغاياتها العَميقة تتبين بالدعوات المُضلِلة والمُبطَّنة المَشجعة على الكراهية بين أتباع الحضارات، والحاثة على الصدام بين الثقافات، والمُؤيدة - بشكل غير مباشر - للعوامل المُزعزعة للسِلم والاستقرار. وهذه السلبية المُتعمدة والمقصودة والمُتصاعدة باستمرار تمكَّنت على مدى عقود متعاقبة من التأثير سَلبياً على شريحة ليست صغيرة من الرأي العام الغربي، بالإضافة لشريحة من الرأي العام العالمي، لتجعل منهم أبواقا للتعبير عن الكراهية والصِدام، وليكونوا أدوات داعية وعاملة لزعزعة المجتمعات الآمنة والمُسالمة والمُستقرة.
فإذا كان هذا النوع من الصحافة الغربية السلبية تجاهنا يعمل علناً وباستمرار، وله تأثير سلبي واضح على مدى عقود ماضية، فهل تمت مواجهته بخطط عملية، واستراتيجية مُعدة بِعناية، لتحييد تأثيره السلبي على الرأي العام في موطن تلك الصحافة الغربية السلبية بشكل أساسي، وحول العالم بشكل ثانوي؟ وبعيداً عن الحكم بالإيجاب أو بالسلب على هذا التساؤل المُهم جداً، فإنَّ الواقع يحُثنا على أهمية مواجهة هذه الصحافة الغربية السلبية بِخُططٍ عملية – واستراتيجيةٍ صلبة – هدفها المُباشر تحييد الصحافة الغربية السلبية مهما كان حجم تأثيرها، وغايتها السَّامية تِبيان وإظهار الحقائق القائمة للرأي العام العالمي ليتمكن من معرفة الواقع بكل تجرد وحيادية. ولكن هل ذلك - تحييد الصحافة الغربية السلبية تِجاهنا - ممكن؟!
إن هذا التساؤل التعجبي يبدو في حقيقته مشروعاً إن كان نابعاً من نفسٍ راغبة بالعمل والعطاء، ومؤمنة حقاً بالهدف والغاية السّامية؛ ولكنه تساؤل غير مشروع إن كان نابعاً من نفسٍ مُستسلمة راغبة بالسكون والخنوع، ومؤمنة بالانهزامية أمام الآخر، خاصة الغربي. نعم، إن العُمق الثقافي، والسُّمو الحضاري، والقدرات البشرية والمالية، والإمكانات الروحية والمادية، وأصالة القيم والمبادئ والتقاليد المجتمعية، والنفوذ السياسي المُتصاعد للمملكة عالمياً، جميعها، مع غيرها من سمات القوة والهيبة والتمكين، تجعل مسألة العمل لتحييد الصحافة الغربية السلبية تِجاهناً أمراً مشروعاً، إن لم يكن أمراً واجباً وقائماً على القادرين والمُكلفين. إن الإيمان بهذه المشروعية المُستنِدة للعُمق الثقافي، والسُّمو الحضاري، والمكانة الدولية المُتصاعدة، من شأنها أن تستثير العاطفة إيجابياً، وتُحفِز العقول على طرح الأفكار والمُبادرات، وتُساعِد على وضع الحلول القابلة للتطبيق عملياً، لتتحقق الأهداف والغايات المنشودة، المتمثلة بتحييد الصحافة الغربية السلبية بكل احترافية واتقان. نعم، إنَّ توفر الإيمان بهذه المشروعية، فإننا سنتمكن حتماً من هزيمة الصحافة الغربية السلبية تجاهنا، ولكن كيف يكون ذلك؟
قد تكون الكيفية التي تُحقق هزيمة الصحافة الغربية السلبية تجاهنا تتطلب وضع استراتيجية صلبة، ما يعني ضياع المزيد من الوقت، وبالتالي إتاحة مزيد من الوقت لصُناع الكراهية والعِداء والصِدام بين أتباع الثقافات والحضارات والأمم. لذلك، وبدلاً من الانتظار حتى ذلك الحين، فإنه يُمكننا التفكُر والتفكِير بصورة وطريقة وأسلوب غير تقليدي، وفي نفس الوقت عقلاني ومنطقي، لِنتمكن من تحقيق الهدف والغاية المرجوة.
نعم، إن هزيمة الصَّحافة الغربية السلبية السَّاعية لِتشويه ثقافتنا، وتقبيح حضارتنا، وتحشيد الرأي العام ضد مجتمعنا ووطنا، يتطلب طريقة جديدة وأسلوباً غير تقليدي تقوم أُسسه على الإيمان بالذات وبما نملك من قدرات، والثقة المُطلقة بالقدرة على التفوق والنجاح، وعدم الخشية والخوف من خوض تجربة جديدة، والاستعانة بأصحاب الرؤى والأفكار الإبداعية، والإبعاد الصَّريح للانهزاميين والمُستسلمين والمُثبطين ودُعاة التبعية. نعم، قد تكون الطرق غير التقليدية مُستنكرة لحداثتها وعدم توافقها مع ما ألِفه الناس، إلا أنها قد تأتي بنتائج إيجابية عظيمة إن أُحسن تطبيقها وتنفيذها على أرض الواقع. فإن كانت الطرق التقليدية على مدى زمن طويل لم تنجح في تحييد الصحافة الغربية السلبية تجاهنا، فإن المنطِق يقودنا للتفكير بطريقة جديدة أساسها يقوم على أهمية تجاهل تلك الصحافة الغربية السلبية بغض النظر عن حجمها ومكانتها وسِعة انتشارها، لأنها لن تتبدل أو تتغير أو ترتقي للمعايير المِهنية والأخلاقية التي تلتزم بها الصحافة الرَّصينة بحيادها في المجتمع الدولي. نعم، إن تجاهل الصحافة الغربية السلبية تِجاهنا مهما كان حجمها، وتجاهل كتابها ومفكريها ومنظريها من المُضللين والمُدلسين والمُزورين للحقائق لأسباب مختلفة، مع إظهار هذا التجاهل عملياً، في الوقت الذي يُظهر فيه عملياً الاهتمام بالصحافة الغربية المُحايدة والإيجابية تِجاهنا مهما كان حجمهما، وبكُتابها ومُفكريها ومُنظريها من المُحايدين والإيجابيين، سيؤدي مع مُضي الوقت إلى إضعاف السلبية والسلبيين تِجاهنا، وتقوية الإيجابية والإيجابيين تِجاهنا، وبالتالي سيزيد الوعي الإيجابي لدى الرأي العام داخل تلك المجتمعات الغربية، وفي المجتمع الدولي.
وفي الختام من الأهمية القول إن تجارب التاريخ ودروس الماضي القريب تُخبرنا بأنَّ مواصلة أو زيادة الاهتمام بأصحاب التوجهات السلبية - مؤسسات وأفراد - تزيد أطماعهم، وتُضاعف أعدادهم، وتشجعهم على تصعيد الإساءة رغبة في الحصول على المزيد، في عملية استثمارية ناجحة وسهلة المنال؛ بينما إذا أُبدي الاهتمام العقلاني والرشيد بأصحاب التوجهات المُحايدة والإيجابية - مؤسسات وأفراد -، وفق آلية دقيقة، فإنها بالتأكيد ستجعلهم نماذج بنَّاءة تُؤثِر إيجاباً على أصحاب التوجهات السَّلبيَّة ليتراجعوا عن كذبهم وتدليسهم وتزييفهم للحقائق، أو سيكونون أقلية ضعيفة التأثير في مجتمعاتهم. إن عُمق ثقافتِنا، وسُمُو حضارتنا، ورُقي مجتمعنا، ومكانة وطننا دولياً، وهيبة قادتنا عالمياً، تُمكِنُنا من هزيمة أعظم التوجهات والطروحات السلبية تِجاهنا مهما كان حجمها ومرجعيتها ومكان تواجدها، فكما تمكن وطننا بسواعد أبنائه من هزيمة الأعداء والمُتطرفين والإرهابيين ليعتلي منصات المجد، فإنه قادر بسواعد أبنائه من هزيمة الصَّحافة الغربية السلبية تِجاهنا بالأساليب والأدوات المشروعة والأخلاقية.




http://www.alriyadh.com/1971696]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]