المراسل الإخباري
09-17-2022, 03:45
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png ذات صباحٍ دؤوب خرجت من بيتي لأدخل في زحام الرياض.. كانت الساعة تخطو بسرعة كلما توقّف السير، والرياض كما أدركتُها قبل ثلاثين عاما لا تزال تسابق ظلالها وهي تدفع بأهلها إلى الحياة...
في منتصف الضجر وبينما يتطفّل النافرون إلى أعمالهم على مسارات بعضهم، وريثما يبلغ «نجم» غايته بين جموع المتأخرين، تذكّرت أني نسيت هاتفي في البيت، وأن موعدي المؤقّت شارف على بدايته فلا مناص من أن أستمر في طريقي لأبلغ موعدي بدون هاتفي.. كان هذا الخيار الوحيد أشبه بنفق دخلته بهواجسي.. ماذا لو احتجتُ «نجم» كهذين العابسين في وجه المارّة والمغلوبان على حادثهما؟ ماذا لو حدث شيء لي أو لأهل بيتي كيف سأبلغهم وهاتفي هناك؟ كيف سأشتري ما أريد وهاتفي محفظة نقودي الجديدة؟.. كيف سأستعيد ذاكرتي وأهاتف من أحتاجه عبر هاتف آخر وقد أودعته ذاكرتي كلها ولم أعد أحفظ أي رقم بالكاد رقم هاتفي تقديرا لجهوده الكبيرة، وقيمته الأكبر في حياتي؟!
ماذا لو كانت هناك رسائل تختص بمهام حياتي العملية أو المالية؟.. يا الله!
كل سؤال بمقدوره أن يبذر في رأسي أشجار القلق، وهواجس الخوف وبالتالي يستبدل ضحكتي الصباحية بشحوب الهم، تماما تماما شعرت بغربة الساعات ومنفى العصر، وغيبوبة اللحظة.. قديمًا كنا نفترض «الغيبوبة المرضية « فنجسّدها فنِّيًّا في أعمالنا الدرامية؛ لنحاول من خلالها قراءة أو استشراف ردود الأفعال حيال المتغيرات التي يفاجأ بها العائد إلى الوعي من الغيبوبة، ونخرج حينها برصد نفسي وجرد مباغت لتفاعلاتنا وتماهينا مع هذه المتغيرات، اليوم فقط لن نحتاج إلى غيبوبة مرضية، لنكتشف أن العالم يتغير كل ثانية، وأنك بوعي أو بدونه ترصد متغيراته وأحداثه رمشةً برمشة، وبالتالي وقوفك خارج التغطية ولو لساعات كما هو شأني بمنزلة تلك الغيبوبة التي افترضها الفن وقامت عليها الدهشة الزمكانية دائمًا...
ولكي أخرج من غيبوتي معافى لجأت إلى حيلة الشاعر، وقلت سأجعل كل هذا تجربةً حيّة «لمنفى التقنية» وتداعياتها علينا دون أن أبحث عن إجابات لكل الأسئلة المتناثرة على رصيف القلق.. بينما لايزال نجم يسأل العابسيْن عن أيهما كان أسبق إلى خلق كل هذا الزحام..؟!
فاصلة:
سيحدث يومًا
أن تتوكأَ حزنَك.. تبحث في سحناتِ الشوارعِ
عن ذكرياتك بين البناياتِ
كانت هناكَ.. وأنتَ هنا
تحدّث صمتكَ عنك
تردد للعابرين بعينيك:.. كل الذي تدركون
وكل الذي تجهلون.. وكل الذي لم يكن
كان يوما لنا
http://www.alriyadh.com/1972260]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
في منتصف الضجر وبينما يتطفّل النافرون إلى أعمالهم على مسارات بعضهم، وريثما يبلغ «نجم» غايته بين جموع المتأخرين، تذكّرت أني نسيت هاتفي في البيت، وأن موعدي المؤقّت شارف على بدايته فلا مناص من أن أستمر في طريقي لأبلغ موعدي بدون هاتفي.. كان هذا الخيار الوحيد أشبه بنفق دخلته بهواجسي.. ماذا لو احتجتُ «نجم» كهذين العابسين في وجه المارّة والمغلوبان على حادثهما؟ ماذا لو حدث شيء لي أو لأهل بيتي كيف سأبلغهم وهاتفي هناك؟ كيف سأشتري ما أريد وهاتفي محفظة نقودي الجديدة؟.. كيف سأستعيد ذاكرتي وأهاتف من أحتاجه عبر هاتف آخر وقد أودعته ذاكرتي كلها ولم أعد أحفظ أي رقم بالكاد رقم هاتفي تقديرا لجهوده الكبيرة، وقيمته الأكبر في حياتي؟!
ماذا لو كانت هناك رسائل تختص بمهام حياتي العملية أو المالية؟.. يا الله!
كل سؤال بمقدوره أن يبذر في رأسي أشجار القلق، وهواجس الخوف وبالتالي يستبدل ضحكتي الصباحية بشحوب الهم، تماما تماما شعرت بغربة الساعات ومنفى العصر، وغيبوبة اللحظة.. قديمًا كنا نفترض «الغيبوبة المرضية « فنجسّدها فنِّيًّا في أعمالنا الدرامية؛ لنحاول من خلالها قراءة أو استشراف ردود الأفعال حيال المتغيرات التي يفاجأ بها العائد إلى الوعي من الغيبوبة، ونخرج حينها برصد نفسي وجرد مباغت لتفاعلاتنا وتماهينا مع هذه المتغيرات، اليوم فقط لن نحتاج إلى غيبوبة مرضية، لنكتشف أن العالم يتغير كل ثانية، وأنك بوعي أو بدونه ترصد متغيراته وأحداثه رمشةً برمشة، وبالتالي وقوفك خارج التغطية ولو لساعات كما هو شأني بمنزلة تلك الغيبوبة التي افترضها الفن وقامت عليها الدهشة الزمكانية دائمًا...
ولكي أخرج من غيبوتي معافى لجأت إلى حيلة الشاعر، وقلت سأجعل كل هذا تجربةً حيّة «لمنفى التقنية» وتداعياتها علينا دون أن أبحث عن إجابات لكل الأسئلة المتناثرة على رصيف القلق.. بينما لايزال نجم يسأل العابسيْن عن أيهما كان أسبق إلى خلق كل هذا الزحام..؟!
فاصلة:
سيحدث يومًا
أن تتوكأَ حزنَك.. تبحث في سحناتِ الشوارعِ
عن ذكرياتك بين البناياتِ
كانت هناكَ.. وأنتَ هنا
تحدّث صمتكَ عنك
تردد للعابرين بعينيك:.. كل الذي تدركون
وكل الذي تجهلون.. وكل الذي لم يكن
كان يوما لنا
http://www.alriyadh.com/1972260]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]