المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مجتمع تافه!



المراسل الإخباري
09-20-2022, 07:25
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png في برنامج الشارع السعودي على القناة السعودية، وعندما كنت ضيفاً على البرنامج وحاولت تحاشي انتقاد أحد أذرعة وزارة الإعلام في مقر الوزارة، نبهني المتألق مضيفنا ومذيع البرنامج خالد العقيلي بحرية الانتقاد ورحابة الصدر بهذا الخصوص، نقله مهمة من وجهة نظري بهذه الشفافية التي رد علي بها وعلى الهواء مباشرة في حرية انتقاد الدور البطيء للهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع أمام الانفلات الذوقي الذي نعيشه حالياً، سواء من نطلق عليهم مشاهير التواصل الاجتماعي أو المنصات الإعلامية العالمية الكبرى التي تبث سمومها ما بين فترة وأخرى لأهداف متعددة ومن أهمها الأهداف التجارية.
لا ننكر أننا نعيش مرحلة من التناقضات داخل مجتمعنا، انفلتت الأساسيات المهمة فيما يعرف بتقاليد الذوق العام، تتفاجأ بأشخاص تحولوا من اليمين إلى اليسار أو العكس، تستغرب أن صفة الوقار والعيب والاحترام لم تعد من الصفات الموجودة لدى الكثيرين للأسف وذلك بهدف محاولة الشهرة والأهم التكسب المالي من هذه الشهرة، فأصبحت المادة والحصول على الأموال هي الهدف، حتى لو على حساب قيم المجتمع.
والمصيبة ونحن نكتب وننتقد وأصواتنا هنا وهناك، نتفاجأ بأن الأمور تسير عكس التيار، نعم وهذه حقيقة مؤلمة، يتهافتون على تافهين لا نعرفهم، وتنقل لنا وسائل التواصل الاجتماعي الصغار وقبلهم الكبار وهم يتجمهرون وبحماس حول شخصيات لم تقدم أي إضافة للمجتمع سوى التفاهات وأحياناً الخروج على الذوق العام، تعتبر نفسك وأنت أمام هذه الأحداث المتواصلة أنك تغرد خارج السرب، وتعيد مقولة المشاهد (عاوز كدا) التي انطلقت في مصر قبل سنوات أثناء انتشار أفلام المقاولات أو الأفلام الهابطة والتافهة، واعتبر صانعو هذه الأفلام أنهم يعرفون ما يريد المشاهد وليس المهم الذوق العام.
هل سيستمر الحال السخيف والتافه الذي نعيش مراحله بصورة يوميه، ونشاهد كيف يتباهى هؤلاء بأفخم السيارات وأفخم القصور والمطاعم والمقاهي التي يفتتحونها وبأساليب وإثارة غير معقولة ويثير الكثير من علامات الاستفهام، في ظل صمت الدوائر الرسمية عن ما يحدث من تخلف في الذوق العام وانقلاب بالمفاهيم الاجتماعية، وهذا هو الخطر الذي سنواجهه بالمستقبل، والذي يتجاوز خطر أهداف المنصات الإعلامية العالمية بدون مبالغة.
أعرف أننا نواصل الكتابة عن هذه الظاهرة ونحزن أنها تتزايد بصورة مثيرة للاستفهام، في ظل عدم وجود ضوابط ومعلنين يحاولون البيع واستغلال شهرة التافهين من أجل تحقيق أهدافهم المادية ولا يهمه ماذا يقدم هذا التافه من محتوى، لأن المهم لديه عدد المتابعين له، نحتاج لمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة بالفعل والتي سيكون تأثيرها على واقعنا الاجتماعي كبيراً، لكيلا نتحول لمجتمع تافه.




http://www.alriyadh.com/1972722]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]