تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فما ظنكم برب العالمين



المراسل الإخباري
09-20-2022, 07:25
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
أسماء الله الحسنى التي رغبنا الله عز وجل بمناجاته بها أثناء الدعاء ليس من بينها اسم يحمل بشكل مباشر معنى يوقع الخوف في النفس سوى اسم (الضار)، أما الباقي منها فمعانيها تدور حول الرحمة واللطف والعدل وكل ما هو مرتبط بإحياء الروح وغناها...
كتب لي قبل فترة من الزمن أحد القراء يستهجن مني أن ذكرت شيئا عن الغناء في مقال ما، فرددت عليه ببعض أسماء الله الحسنى التي تشير إلى أن الله سبحانه وتعالى لا يتعامل أو يحاسب عباده كما يفعل خلقه فيما بينهم، فالله هو اللطيف الخبير الحليم الغفور الغفار. ولكن ردي لم يعجبه فأرسل يذكرني بأن الله شديد العقاب وحذر وأنذر ثم ختم رسالته بقوله (هذا آخر رد مني)!! وكأني أنتظر منه موافقته أو أن ينتظر مني أن أتعهد له بألا أفعلها مرة أخرى!
وفي جملته تلك يبرز فرق واضح وجلي بين الخالق والمخلوق، فالمخلوق لم يحتمل حتى أن يحاول الطرف الآخر أن يأخذ منه ويرد عليه فيطلب أن ينتهي الأمر بالإسكات.. عندما رأيت تلك العبارة في رسالته أضحكني خوفه وعدم قدرته على الانتقال بنظره وفكره من الضيق إلى الاتساع، أضحكني هذا الأسلوب الشائع في تعاطينا لأي موضوع يمس الدين وأخرى لا صلة لها بالدين بل بالعرف السائد وهو أسلوب النهي القاطع والأمر المباشر، والاستسلام بعد التصنيف لبعضهم بعضا أقصد الأطراف المعنية.
تذكرت حينها الشاعر محسن الهزاني الذي شاعت الروايات عن ميله للعبث واللهو استناداً على شعره الغزلي حتى أن القوم منعوه من الصلاة معهم في صلاة الاستسقاء خوفا من أن تمنع عنهم الاستجابة بسبب وجود ذلك العابث بينهم، ولكن القطر حبس عنهم وعلم الهزاني بموقفهم منه ولأنه يعرف ما في قلبه مما لا يعلمه البشر من حوله من إيمان وحسن ظن بالله فجمع أطفال (ديرته) وبعض النساء وصلّى بهم صلاة الاستسقاء فجاء الغيث مدرارا!! وسواء صحت تلك الرواية أم لا إلا أن دلائلها تشير إلى أن الرابط بين العبد وربه ليس هو ما يراه الناس ويحكمون به عليه بقصر من بصرهم وضعف في بصيرتهم، فيجعلون هذا في النار وذاك في الجنة بأحكام يصدرونها!
لقد كتب محسن الهزاني قصيدة رائعة جمع فيها أسماء الله الحسنى طلبا للاستسقاء، القصيدة ألقاها الراوية الشرهان وأنشدها مشعل العروج في مسلسل عن حياة الشاعر، وهي قصيدة تلقي في النفس شعلة نورانية تضيء الطريق الإيماني الذي نبتغيه كلنا كما أنها وحادثتها تصحح مفاهيم خاطئة كثيرة أصر بعضهم أن يصموا الدين بها وما زالوا.
أسماء الله الحسنى التي رغبنا الله عز وجل بمناجاته بها أثناء الدعاء ليس من بينها اسم يحمل بشكل مباشر معنى يوقع الخوف في النفس سوى اسم (الضار)، أما الباقي منها فمعانيها تدور حول الرحمة واللطف والعدل وكل ما هو مرتبط بإحياء الروح وغناها وإن احتوت اتساعا في المعنى يشمل الرضا والسخط منه سبحانه.. وأعود إلى ذلك القارئ الذي صب غضبه علي لمجرد أني ذكرته بالمغفرة والرحمة الإلهية وأصر أن يذكرني بأن الله قبل مغفرته هو شديد العذاب!! ونسي أننا نكرر دائما قول الصادق الأمين (أنا عند ظن عبدي بي؛ إن ظن خيراً فله، وإن ظن شراً فله)..
يقول الشاعر محسن الهزاني:
دع لذيذ الكرى وانتبه ثم صل
واستقم في الدجى وابتهل ثم قل
يا مجيب الدعاء يا عظيم الجلال
يا لطيفا بنا دائما لم يزل
واحد ماجد قابض باسط
حاكم عادل كل ما شا فعل
ظاهر باطن حافظ رافع
سامع عالم ما بحكمه ميل
أول آخر ليس له منتهى
جل ما له شريك ولا له مثل
بعد لطفك بنا يالله افعل بنا
كل ما أنت له يا إلهي أهل




http://www.alriyadh.com/1972724]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]