المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سيد الأيام السعودية



المراسل الإخباري
09-22-2022, 04:38
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
منذ تخصيص إجازة رسمية لليوم الوطني قبل 17 عاماً، وإعطائه القيمة والوزن الذي يستحقه، أصبحت احتفالاته تقام في كل المناطق، ولعل أهل الرياض موعودون باحتفالية استثنائية في يوم الوطن الثاني والتسعين توصف بأنها الأكبر، مقارنة بالأيام الوطنية الماضية
ستحتفل المملكة بمرور 92 عاما على وحدتها الوطنية يوم غد الجمعة 23 سبتمبر، وهو احتفال يأتي متوافقاً مع حجم الإنجازات التي تحققت منذ توحيدها، ويؤكد مجدداً قدرة القيادة السعودية على التعامل مع المتغيرات وتطويعها، والدليل أن الدول الغربية تعيش أزمات جيوسياسية واقتصادية ضخمة، بينما ترقص المملكة ابتهاجا بقفزاتها المتواصلة على المستوى الإنساني والاقتصادي والتنموي، وتحقق المفاجآت في الميادين المختلفة، ولدرجة أن صندوق النقد الدولي، ولأول مرة في تاريخه، عدل مرتين من توقعاته عن الاقتصاد السعودي في العام 2022، والسبب تحقيق الميزانية لإيرادات وصلت لما نسبته 49 % في الربع الثاني من العام الحالي، أو نحو 100 مليار دولار، في مقابل مصروفات لم تتجاوز 16 % وفائض يقارب 21 مليار دولار، وكلها فاقت التقديرات المتوقعة بأكثر من ثلاثة أضعاف.
ما سبق لم يكن ممكناً لولا الرؤية السعودية المباركة وعرابها، ولولا الإصلاحات الهيكلية التي تعمل عليها المملكة منذ العام 2016، وذلك بتوظيفها لمجموعة من البرامج التنفيذية التي يصل عددها إلى 11 برنامجا، في مجالات التحول الوطني المسؤول عن توفير ممكنات الرؤية في القطاعين العام والخاص والقطاع الثالث أو غير الربحي، ومعه برنامج صندوق الاستثمارات العامة، والأخير استحوذ على نادي نيوكاسل الإنجليزي وشركة إليكترونيك آرتس، واستثمر في بنك سويفت وفي شركتي أوبر لنقل الركاب ولوسيد موتورز لصناعة السيارات الكهربائية وغيرها، ولا أنسى برنامج الاستدامة المالية، الذي رشد الإنفاق ووفر مبالغ لا تقل عن 133 مليار دولار في العام 2021، ومن ثم أعاد تخصيصها كمصروفات على أولويات تخدم المواطن والمقيم.
بالإضافة لبرامج تطوير القطاع المالي، والذي ساعد، بحسب، آخر الأرقام السعودية المسجلة، في ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 12 %، أو بما قيمته 375 مليار دولار في العام 2022، مع زيادة صافي أرباح البنوك السعودية بنسبة 34 % على أساس سنوي، وكذلك برامج التخصيص والإسكان وجودة الحياة وتطوير الصناعة الوطنية، وأيضاً برامج خدمة ضيوف الرحمن وتنمية القدرات البشرية وإعادة هيكلة القطاع الصحي، والثالث ساهم في زيادة أعداد المستشفيات العامة في المملكة من 324 في عام 2001، إلى نحو 498 في العام الجاري، وبشكل يتناسب مع الزيادة السكانية واحتياجاتها، بجانب التطور في الخدمات الإسعافية التي يقدمها الهلال الأحمر السعودي، وبفريق ضخم يصل إلى سبعة آلاف ممارس صحي في المملكة، وألف وأربع مئة سيارة إسعاف، وأكثر من خمس مئة نقطة إسعافية.
النموذج السعودي في رؤية 2030 يجري استنساخه في فرنسا وألمانيا وغيرهما، والواجب أن يعود خصوم المملكة أنفسهم على التعايش مع نجاحاتها، وبما يحول دون إصابتهم بالأمراض المستعصية، وبالأخص إذا عرفوا أن الإيرادات غير النفطية في الدولة الغنية بالنفط، قد تصل إلى 104 مليارات دولار في هذا العام، وأن مساهمة قوتها الناعمة أو قطاعها الرياضي في الناتج المحلي الإجمالي وصلت إلى 170 % خلال عامين، أو ما قيمته ملياري دولار، ومعها تأسيسه 17 شركة استثمارية للأندية والاتحادات الرياضية، وأن صندوقها السيادي سينتقل من المركز السادس إلى المركز الأول عالمياً في عام 2030 وبأصول تتجاوز ترليوني دولار، ووفق تقرير نشرته الايكونوميست قبل أقل من شهر، فقد سجل الاقتصاد السعودي أسرع نمو بين الاقتصادات الكبرى، ويتفوق، في الوقت الحالي، على اقتصادات الصين والهند وألمانيا وأميركا، وبمعدل نمو يصل إلى سبعة ونصف في المئة، وهو الأعلى في المملكة منذ عام 2011، والايكونوميست تعتبر المملكة الأقل تضخما بين مجموعة العشرين متساوية مع الصين واليابان بنسبة اثنين ونصف في المئة، وأن فائض الحساب الجاري السعودي سيرتفع بصورة هائلة ولأكثر من 163 مليار دولار في عام 2022 مقارنة بقرابة 44 مليار دولار في عام 2021.
منذ تخصيص إجازة رسمية لليوم الوطني قبل 17 عاماً، وإعطائه القيمة والوزن الذي يستحقه، أصبحت احتفالاته تقام في كل المناطق، ولعل أهل الرياض موعودون باحتفالية استثنائية في يوم الوطن الثاني والتسعين توصف بأنها الأكبر، مقارنة بالأيام الوطنية الماضية، فتقنية الميتافيرس ستكون حاضرة فيه لإظهار الثقافة السعودية، بخلاف العروض الجوية والبحرية التي ستقدمها القطاعات المدنية والعسكرية، والفعاليات والاحتفالات الترفيهية، وبالإمكان زيارة المناطق التراثية التي وصل عددها إلى 354 موقعا مسجلا في قائمة التراث العالمي باليونسكو، بعدما كانت لا تزيد على 241 في عام 2017.
يبقى أنه من المناسب التأكيد على ضرورة الالتزام بالآداب العامة، والتعامل مع المخالفين بالجدية الكافية، والأفضل أن يشهر بأسمائهم وصورهم وبدون مجاملة، حتى لا تشوه هذه التصرفات غير المسؤولة جمالية الاحتفال بسيد الأيام السعودية، وبما يعزز فكرة التحولات الاقتصادية والاجتماعية في المملكة، وأنها خيارات وجودية وأسلوب حياة، فالملك عبدالعزيز وأبناؤه وأحفاده جاؤوا ليفعلوا فوق ما فعل سابقوهم، أو مثلما قال الملك المؤسس في رده على الملاحظة الشعرية لأمين الريحاني، في عشرينات القرن العشرين.




http://www.alriyadh.com/1973106]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]