المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قميص بذكريات معطوبة



المراسل الإخباري
09-22-2022, 04:38
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png مختارات شعرية للشاعر والناقد محمد الحرز ممتدة من ديوانه "رجل يشبهني" الصادر عام 1999 حتى ديوانه "غيابك ترك دراجته الهوائية" على الباب الصادر عام 2018.
يبدو أن محمد الحرز يعرف تماماً لماذا اختار هذه القصائد من بين دواوينه وجمعها لينشرها في ديوان واحد، أنا أعرف فقط أنها خطفت قلبي هذه القصائد. من أول قصيدة "غفلة" ومن أول أسطر، "في غفلة من كآبته، أحلامه اندلقت، قرب السرير، مثل غيمة انحدرت من جبل بعيد" تعرف أن هذا الشاعر سيسرق انتباهك وينتشلك من غفلتك لتفتح له قلبك وعقلك وتقرأ.
للشعر عندي مكانة خاصة من بين كل ما أقرأ، لأنه بالنسبة لي يشبه السحر، لا أفهم لماذا يخلق فيّ كل هذه المشاعر، في ذات الوقت الذي لا يلغي العقل، فيه هذا الغموض الذي تحتار معه، ماذا يريد الشاعر أن يقول؟ وفيه هذا الجمال الذي يجعلك تقرر أن تؤول أو لا تؤول ما لم تفهم، حيث في حرم الجمال، القدسية للجمال أولًا.
وهذه المختارات فعلت بي ذلك.
في قصائد الحرز ميزة واضحة، أنها وحدة واحدة، وعلى الرغم من أنني غردت ببعض مقاطع قصائده، وأخرجتها من سياقها، وأنا أعرف أنني لا يجب أن أفعل ذلك، لأن المعنى متصل ببعضه، لكنني فعلت لأنني أردت أن يشاركني الجميع بعض الرقة والدقة والإبهار التي شعرت بها وأنا أقرأ.
لست ناقدة، ولا أعرف كيف أحلل أو أفسر أو أبين مواطن الجمال، أنا فقط فتحت عيني على شعر، وأردت أن أتحدث عنه، لأن الدنيا تصبح بعافية أكثر لو كل من رأى جمالاً شارك الآخرين فيه.
القصائد التي تتحدث عنك، عن رغباتك المنتهية الصلاحية وذكرياتك المعطوبة والحكايات المخبأة، تذكرك بأنك تحمل نفس الهموم. الحب، والخوف من الحب، اللمسة الأولى والقبلة الأولى وكل ما تخلقه هذه العوالم فيك من حنين ورهبة كلها موجودة في هذا الكتاب. الأشجار والأنهار والصحاري والجوالات والدراجات والعصافير والخيول والخزانات كلها موجودة، مضفورة مع وقتك وإحساسك ورغبتك ورهبتك.
وسأرتكب المعصية مرة أخيرة وأنزع هذه الكلمات من قصيدته "أسميتهم واحدا واحدا": "لكنهم الآن نائمون قرب الضفاف، وقد أسميتهم واحدا واحدا، ولن أحتاج إلى حمائم كثيرة، ولا إلى قمح أيضا، تكفي رقصة واحدة، فيأتي الشجر مسرعا" كي أقول، أريد أن أسمي قصائده واحدة واحدة، وأعرف أن عينًا واحدة تقرأ ستجعل الشجر يأتي مسرعاً.




http://www.alriyadh.com/1973109]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]