تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مدرسة منزوعة التربية..



المراسل الإخباري
10-09-2022, 01:38
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png اليوم مشكلات الطلاب السلوكية في المدارس أصبحت في تصاعد سواء سلوكيات العدوان أو التنمر، مما يؤدي إلى خوف الأطفال والطلاب بجميع فئاتهم العمرية من الذهاب إلى المدرسة، وإصابة بعضهم بمشكلات نفسية كالاكتئاب والقلق والرهاب، وقد تتطور بعض الحالات إلى أعراض شديدة من جسدية ونفسية، كما يحدث في بعض الحالات اضطراب ما بعد الصدمة.
اليوم الأهالي يعيشون حالة من القلق على أولادهم، فبدل أن تكون المدرسة مكاناً للجذب والشغف أصبحت مصدراً للخوف والقلق والإحباط.. خاصة أن الأولاد يقضون فترة طويلة من يومهم في المدرسة وهي ثلث يومهم، فإذا كان هذا الوقت المهم من يومهم مصدر توتر للجميع، فما قيمة ودور المدرسة؟
اليوم بدل أن يكون للمدرسة دور في تعديل سلوك الطلاب، وتعليمهم المزيد من مهارات التواصل والمهارات الاجتماعية، لأنها مكان تربية قبل أن تكون مكان تعليم، نجد بعض المدارس تتخلى عن هذا الدور، حتى أنها لا تزعج نفسها بذلك خاصة المدارس الخاصة والعالمية، فهي ترى أن تعديل وتقويم السلوك مسؤولية تجلب لهم الصداع وتجعل بعض الأهالي الذين يدفعون الرسوم يبحثون عن مدارس أخرى تتغاضى عن مشكلات أولادهم وعن أي إخفاق لهم ما دام أن ولي أمر الطالب يدفع الرسوم لها.. وفي هذه الحالة يتم تأجيل معالجة المشكلات السلوكية والمسلكية وتتفاقم.. بل وجدت ظاهرة أخرى وهي تحول المدرسة ومرشديها إلى جهة مقاومة ودفاع عن أنفسهم، وتحويل المشكلة إلى الأهل وأنهم يجب أن يعدلوا سلوك ابنهم وإلا سيتم فصله، وعليهم أن يبحثوا عن مدرسة أخرى.. وبهذه الطريقة تتخلى المدرسة عن دورها التربوي السلوكي وتصبح مجرد مدرسة للتلقين والحفظ ومنزوعة السلوك.
اليوم بعض المدارس وضمن سلسلة التخلي عن مسؤولية دورها التربوي والاجتماعي تنصب نفسها صاحبة إصدار أحكام على الطلاب، ولكنها لا تريد ولا ترغب أن تقدم أو تشارك أو تتعاون في أي حلول سلوكية مع الأهل، فإذا كان الطالب كثير الحركة أو لديه بعض السلوكيات المشاكسة أو غير المرغوب بها فإنها تقوم بكتابة التعهدات على الطالب وأهله وتنسى برامج تعديل السلوك، بل ببساطة قد تقيّم الطالب على أنه لديه أحد الاضطرابات النمائية كفرط الحركة وتشتت الانتباه أو طيف التوحد.. إلخ، حتى تخلي مسؤوليتها وتخلق واقعاً جديداً.. ولو افترضنا جدلاً أن الطفل لديه بعض المشكلات النمائية فيجب أن لا نهرب ونتهرب من المسؤولية تجاهه بل علينا أن نشركه وندمجه في الفصول العادية حتى يكتسب المهارات الاجتماعية، وأن لا يشعر بالعزلة والتمييز ثم يحبط ويكتئب فتتدهور حالته ومهاراته.
اليوم الاكتشاف المبكر للسلوك غير المقبول في المدرسة يجب أن يؤخذ بجدية ويتم التدخل العلاجي السلوكي بشكل باكر، ولا بد أن نسمع بجدية لشكوى الطلاب ولا نهملها إلى أن تتفاقم، مع الأخذ في عين الاعتبار عدم الفُجر في الخصومة مع الطفل صاحب السلوك غير المقبول، فإذا أحبط الابن من المدرسة ووجد أنها لا تتفهمه وإذا صبت غضبها عليه، فقد يؤدي ذلك إلى تأجيج غضبه وجعله أكثر تصميماً على مواصلة السلوك العدواني... وفي المقابل فاقد الشيء لا يعطيه، لذا تحتاج العملية التربوية التعليمية إلى تأهيل المعلمين والإداريين على التعامل مع كافة السلوكيات وردود الفعل وكيفية التعامل معها سلوكياً ومعرفياً، ومعرفة أدوات وبرامج تعديل السلوك وتعزيزه.




http://www.alriyadh.com/1976080]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]