المراسل الإخباري
10-15-2022, 03:30
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
تطوير التعليم عمل نبيل مستمر، وجهد وطني بامتياز. والنجاح يقود إلى نجاح أكثر، والتركيز على أهم عوامل الإصلاح يقود إلى نتائج باهرة، وهذا لا يعني إلغاء بقية العوامل المؤثرة في التعليم، لكن من المهم وضع الأولويات حتى لا نغرق في التفاصيل..
لعالم الاقتصاد الإيطالي بريتو قوانين كثيرة، لكن أشهرها هو قانونه الذي يقول إن 80 % من النتائج سببها 20 % من الأسباب. ويعرف بقاعدة (20-80)، حيث لاحظ أن 80 % من الثروات في إيطاليا يملكها 20 % من السكان. ولهذا المبدأ تطبيقات كثيرة منها أن 80 من المبيعات تأتي من 20 %من الزبائن، و 20 % من الموظفين يقومون بـ80 % من أعمال المؤسسة. وأمثلة كثيرة تنطبق على الرعاية الصحية وحوادث الطرق وغيرها، ولكن ما علاقة هذا القانون بالتعليم؟
التعليم لدينا وفي بلدان عربية كثيرة مثقل بإرث ثقيل من الماضي والحاضر، اجتهادات كثيرة، وأخطاء متراكمة أكثرها من صنع رجال مجتهدين، اعتمدوا على ما لديهم من خبرة وما تعلموه في المدارس. أو من تأثير مؤدلجين تسللوا إلى التعليم على حين غفلة، بعضهم وفدوا إلى المملكة بعد أن ضاقت بهم السبل في ديارهم، لكنهم وضعوا المناهج التي تخدم أجنداتهم وطموحاتهم السياسية والحزبية. هذه التحديات أعاقت مسيرة التعليم وجعلت من مقرراته نصوصاً تحفظ أو تلقن لبرمجة العقول الغضّة، أو لأغراض الاختبار فقط. كل ذلك جعل كل مسؤول يأتي إلى التعليم يضيع في تفاصيل كثيرة، وتواجهه عقبات في أروقة الوزارة وفي الميدان. ولهذا أرى أنه مع قدوم وزير من خارج الوزارة والجامعات، فقد تصبح المهمة أسهل، خصوصاً أنه سيلقى الدعم والمؤازرة من القيادة العليا، ومن كل المسؤولين المخلصين في الوزارة. ولذا وفي هذه المرحلة بالذات قد يكون مبدأ باريتو 20-80 بداية جيدة للتعامل مع الأهم ثم المهم، ومن ذلك:
أولاً. قادة المدارس ورؤساء الجامعات هم الأهم في مسيرة الإصلاح. هم القدوة والأساس لأي نجاح، وكما تحرص الشركات الكبيرة مثل أرامكو على وضع مقاييس ومسارات وبرامج للبحث عن القادة وتأهيلهم ووضعهم في مسارات خاصة، فهذا هو ما يجب أن يطبق على المديرين والقادة في وزارة التعليم بكل مراحلها، وهو إجراء طويل وشاق، لكنه سيعطي نتائج باهرة ومستمرة، وهو الطريق إلى التحسين المستمر. ومن المهم إعطائهم الصلاحيات والمحفزات الكافية لأداء رسالتهم. فهم الذين يرفعون الروح المعنوية للمعلمين والمعلمات، وهم الذين يشرفون على مسيرة أغلى ما يملك الوطن، لابد من تمكينهم وابتعاثهم للاطلاع على تجارب الدول المتقدمة في التعليم.
ثانياً. المعلمون هم الجنود في الميدان، وهم المنفذون للبرامج والمقررات والأنشطة المختلفة. وهؤلاء بحاجة إلى الاستماع لهم، ومعرفة التحديات التي تواجههم وحلها كل ما أمكن ذلك. وأهم الخطوات للارتقاء بالتعليم هي حسن اختيار المعلم وهذا يتطلب وجود نظام يكفل مقابلة واختبار كل متقدم ولمدة كافية لمعرفة مدى حبه لعمله وملاءمته لرسالة التعليم وليس البحث عن الوظيفة فقط. وهذا يتطلب نظام قبول يستمر طول العام وليس قبول دفعة كبيرة في وقت واحد، وبناء على المعدل فقط. ومن المهم أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون، والاستفادة من تجاربهم في اختيار المعلم وتأهيله ورفع روحه المعنوية.
ثالثاً. الاستماع إلى ما يواجه المعلمين والمعلمات من تحديات، والبحث عن الحلول لها من أهم أسباب رفع الروح المعنوية ونجاح الخطط لتطوير التعليم. ومن أهم التحديات كثرة أعداد الطلبة في الفصل، خصوصاً في المدن الكبيرة والمتوسطة. وهنا يمكن تأهيل المدارس التي تم إخلاؤها وإعادة تأهيلها لتصبح بيئة تعليمية جاذبة تتوافر فيها كل ما يحتاجه الطالب لممارسة الأنشطة، وفي أجواء صحية خضراء ومريحة.
رابعاً. أفضل المقررات هي المختصرة التي لا تجبر المعلم على مسابقة الزمن لإنهائها قبل نهاية الفصل. وأكثرها فائدة هي التي تتيح للطالب المشاركة، وتجعله مرتكز النقاش، وتغيير نمط التعليم من الحفظ والتلقين إلى التطبيق وإجراء التجارب، مع التركيز على زرع القيم من صدق وأمانة وحب العمل والصبر والنظافة واحترام البيئة.
خامساً. تكثيف الأنشطة الرياضية والفنية وتمارين القيادة والعمل الجماعي والعصف الذهني هو ما يتطلبه الحاضر والمستقبل. والطفل يتعلم من اللعب والممارسة أضعاف ما يتعلمه مسمراً على مقاعد الدراسة.
تطوير التعليم عمل نبيل مستمر، وجهد وطني بامتياز. والنجاح يقود إلى نجاح أكثر، والتركيز على أهم عوامل الإصلاح يقود إلى نتائج باهرة، وهذا لا يعني إلغاء بقية العوامل المؤثرة في التعليم، لكن من المهم وضع الأولويات حتى لا نغرق في التفاصيل ونضيع الجهود في ما يعطي نتائج أقل.
http://www.alriyadh.com/1977326]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
تطوير التعليم عمل نبيل مستمر، وجهد وطني بامتياز. والنجاح يقود إلى نجاح أكثر، والتركيز على أهم عوامل الإصلاح يقود إلى نتائج باهرة، وهذا لا يعني إلغاء بقية العوامل المؤثرة في التعليم، لكن من المهم وضع الأولويات حتى لا نغرق في التفاصيل..
لعالم الاقتصاد الإيطالي بريتو قوانين كثيرة، لكن أشهرها هو قانونه الذي يقول إن 80 % من النتائج سببها 20 % من الأسباب. ويعرف بقاعدة (20-80)، حيث لاحظ أن 80 % من الثروات في إيطاليا يملكها 20 % من السكان. ولهذا المبدأ تطبيقات كثيرة منها أن 80 من المبيعات تأتي من 20 %من الزبائن، و 20 % من الموظفين يقومون بـ80 % من أعمال المؤسسة. وأمثلة كثيرة تنطبق على الرعاية الصحية وحوادث الطرق وغيرها، ولكن ما علاقة هذا القانون بالتعليم؟
التعليم لدينا وفي بلدان عربية كثيرة مثقل بإرث ثقيل من الماضي والحاضر، اجتهادات كثيرة، وأخطاء متراكمة أكثرها من صنع رجال مجتهدين، اعتمدوا على ما لديهم من خبرة وما تعلموه في المدارس. أو من تأثير مؤدلجين تسللوا إلى التعليم على حين غفلة، بعضهم وفدوا إلى المملكة بعد أن ضاقت بهم السبل في ديارهم، لكنهم وضعوا المناهج التي تخدم أجنداتهم وطموحاتهم السياسية والحزبية. هذه التحديات أعاقت مسيرة التعليم وجعلت من مقرراته نصوصاً تحفظ أو تلقن لبرمجة العقول الغضّة، أو لأغراض الاختبار فقط. كل ذلك جعل كل مسؤول يأتي إلى التعليم يضيع في تفاصيل كثيرة، وتواجهه عقبات في أروقة الوزارة وفي الميدان. ولهذا أرى أنه مع قدوم وزير من خارج الوزارة والجامعات، فقد تصبح المهمة أسهل، خصوصاً أنه سيلقى الدعم والمؤازرة من القيادة العليا، ومن كل المسؤولين المخلصين في الوزارة. ولذا وفي هذه المرحلة بالذات قد يكون مبدأ باريتو 20-80 بداية جيدة للتعامل مع الأهم ثم المهم، ومن ذلك:
أولاً. قادة المدارس ورؤساء الجامعات هم الأهم في مسيرة الإصلاح. هم القدوة والأساس لأي نجاح، وكما تحرص الشركات الكبيرة مثل أرامكو على وضع مقاييس ومسارات وبرامج للبحث عن القادة وتأهيلهم ووضعهم في مسارات خاصة، فهذا هو ما يجب أن يطبق على المديرين والقادة في وزارة التعليم بكل مراحلها، وهو إجراء طويل وشاق، لكنه سيعطي نتائج باهرة ومستمرة، وهو الطريق إلى التحسين المستمر. ومن المهم إعطائهم الصلاحيات والمحفزات الكافية لأداء رسالتهم. فهم الذين يرفعون الروح المعنوية للمعلمين والمعلمات، وهم الذين يشرفون على مسيرة أغلى ما يملك الوطن، لابد من تمكينهم وابتعاثهم للاطلاع على تجارب الدول المتقدمة في التعليم.
ثانياً. المعلمون هم الجنود في الميدان، وهم المنفذون للبرامج والمقررات والأنشطة المختلفة. وهؤلاء بحاجة إلى الاستماع لهم، ومعرفة التحديات التي تواجههم وحلها كل ما أمكن ذلك. وأهم الخطوات للارتقاء بالتعليم هي حسن اختيار المعلم وهذا يتطلب وجود نظام يكفل مقابلة واختبار كل متقدم ولمدة كافية لمعرفة مدى حبه لعمله وملاءمته لرسالة التعليم وليس البحث عن الوظيفة فقط. وهذا يتطلب نظام قبول يستمر طول العام وليس قبول دفعة كبيرة في وقت واحد، وبناء على المعدل فقط. ومن المهم أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون، والاستفادة من تجاربهم في اختيار المعلم وتأهيله ورفع روحه المعنوية.
ثالثاً. الاستماع إلى ما يواجه المعلمين والمعلمات من تحديات، والبحث عن الحلول لها من أهم أسباب رفع الروح المعنوية ونجاح الخطط لتطوير التعليم. ومن أهم التحديات كثرة أعداد الطلبة في الفصل، خصوصاً في المدن الكبيرة والمتوسطة. وهنا يمكن تأهيل المدارس التي تم إخلاؤها وإعادة تأهيلها لتصبح بيئة تعليمية جاذبة تتوافر فيها كل ما يحتاجه الطالب لممارسة الأنشطة، وفي أجواء صحية خضراء ومريحة.
رابعاً. أفضل المقررات هي المختصرة التي لا تجبر المعلم على مسابقة الزمن لإنهائها قبل نهاية الفصل. وأكثرها فائدة هي التي تتيح للطالب المشاركة، وتجعله مرتكز النقاش، وتغيير نمط التعليم من الحفظ والتلقين إلى التطبيق وإجراء التجارب، مع التركيز على زرع القيم من صدق وأمانة وحب العمل والصبر والنظافة واحترام البيئة.
خامساً. تكثيف الأنشطة الرياضية والفنية وتمارين القيادة والعمل الجماعي والعصف الذهني هو ما يتطلبه الحاضر والمستقبل. والطفل يتعلم من اللعب والممارسة أضعاف ما يتعلمه مسمراً على مقاعد الدراسة.
تطوير التعليم عمل نبيل مستمر، وجهد وطني بامتياز. والنجاح يقود إلى نجاح أكثر، والتركيز على أهم عوامل الإصلاح يقود إلى نتائج باهرة، وهذا لا يعني إلغاء بقية العوامل المؤثرة في التعليم، لكن من المهم وضع الأولويات حتى لا نغرق في التفاصيل ونضيع الجهود في ما يعطي نتائج أقل.
http://www.alriyadh.com/1977326]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]