تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الاقتصاد والدولة العالمية العميقة



المراسل الإخباري
10-15-2022, 03:30
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png لفت نظري الأسبوع الماضي النشاط السياسي الواسع لإيلون ماسك، فهذه الشخصية المتقدة، ولدت في مدينة بريتوريا، التي تقع في الجزء الشمالي من مقاطعة غوتنغ في جنوب إفريقيا من أم كندية هي ماي هالدمان، وأب جنوب إفريقي يدعى إيرول ماسك، وهو بالتالي متعدد الجنسية: أميركي وكندي وجنوب إفريقي، من ناحية أخرى يعتبر صاحب شركات متعددة الجنسية، فهو مؤسس شركة سبيس إكس ورئيسها التنفيذي، والمصمم الأول فيها، والمؤسس المساعد لمصانع تيسلا موتورز ومديرها التنفيذي والمهندس المنتج فيها.
أما الحدث الأهم في الأسبوع الذي قبله، فكان قرار أوبك+ القاضي بخفض سقف إنتاج نفط الأعضاء بمقدار مليوني برميل يوميًا بدءًا من شهر نوفمبر المقبل وحتى ديسمبر2023، فهذا القرار أثار ردود أفعال متباينة في العالم.
وخلال التواصل على واتساب مع سفير سابق لإحدى الدول في المملكة حول قرار أوبك+ كتب لي ما يلي: "إن العالم يعيش الآن صراعا بين منتجي الطاقة من جهة وكبار المرابين في العالم من جهة أخرى، ورغم أن هذا الوصف يحمل في طياته الكثير من الشكوك، فإنه يعكس التناقض الكبير بين مصالح كافة المشاركين في العملية الاقتصادية العالمية".
وهكذا، فنحن أمام تناقضات عالمية خطيرة، تعكس في طياتها تباين المصالح بين كافة القوى المتنفذة في العالم، فإذا ربطنا ما كتبه سعادة السفير مع النشاط الذي رأيناه لإيلون ماسك فإنه ربما نمسك بطرف الخيط الذي يقودنا إلى فك طلاسم الأحداث والتناقضات التي نراها في العالم، والتي تجمعت كلها حول الأزمة الأوكرانية.
فأولاً، أمامنا ردة فعل الولايات المتحدة على قرار أوبك+، وهي ردة فعل تعكس في نفسها عدم رضا جزء من الدولة العالمية العميقة، التي أشار إليها سعادة السفير، أي أصحاب البنوك الذين يخططون إلى حل التناقضات كافة التي يعانون منها وهي كثيرة من خلال الأزمة الأوكرانية، وإلحاق الهزيمة بروسيا على أرض المعركة، ولكن هذا أمر مستحيل، فروسيا أقوى دولة نووية في العالم، وبالتالي هي قادرة ليس على الدفاع عن نفسها فقط، وإنما تدمير خصومها وإلحاق الهزيمة بهم.
من ناحية أخرى، هناك الدولة العالمية العميقة التي يعبر عنها إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم بثروة قدرها 320.9 مليار دولار، والذي يستثمر في الصناعة والابتكار والتصميم، وهو بالتالي، أقرب إلى مصالح الدولة العميقة التي يعبر عنها الجمهوريون في الولايات المتحدة المرتبطين بصناعة النفط. ولذلك، فليس مستغرباً، أن توافق موسكو على المقترحات التي طرحها ماسك لحل الأزمة الأوكرانية وترفضها كييف.
وهكذا، فإن الأحداث التي نراها في العالم تعكس في طياتها انقسام الدولة العالمية العميقة، وهي انقسامات مثلما نرى خطيرة وتهدد الأمن والسلم في العالم.




http://www.alriyadh.com/1977303]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]