المراسل الإخباري
10-16-2022, 03:54
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
إن وقت المسلم بقدر ما هو نفيس فإن المسلم مأمور أن يقسمه بالعدل بين متعلقات حياته، وفي ذلك أيضًا أشار النبي صلى الله عليه وآله وسـلم في القصة المشهورة عن حنظلة حيث قال: "لقيني أبو بكر، فقال: كيف أنت؟ يا حنظلة قال: قلت: نافق حنظلة، قال: سبحان الله ما تقول؟..
قد يجد أحدنا متعته في الخلوة والعزلة عن الآخرين، ويجد اقتناص راحته في الهدوء بعيدًا عن ضوضاء المجتمع والمقربين، فيحرص على الخلوة والانفراد، وتغلب عليه محاولاته إيجاد الوسائل والمبررات ليكون وحيدًا، وقد ينجز في عزلته هذه أغلب أعماله، وربما تكون هي مصدر إنتاجه، فيجد ذلك مبرراً كافيًا لاختلاق الأعذار وإبداء عدم الرغبة بمشاركة الآخرين مجالسهم وموائدهم واجتماعاتهم، وربما تسلل بتفكيره ليستل مبررًا شرعيًا لعزلته، فيحفظ مواعظ الترغيب في العزلة، وترغيب المسلم في اجتناب ضوضاء الحياة ليفرغ قلبه وأركانه لذكر الله والعبادة، وهنا قد يأتي الشيطان ليحبب له العزلة لذاتها، ليجد فيها بغيته في عزله عن أقاربه وأرحامه وبني مجتمعه، إذ لم يستطع - أعني الشيطان - أن يباشره بأمره بالقطيعة، فأتى له من باب آخر، وهذا من «خطوات الشيطان».
هنا تتدخل "الرحمة النبوية" ليبين لنا صلى الله عليه وآله وسلـم مدخلاً من مداخل الشيطان، وتلبيسه، فيما جاء في صحيح البخاري أنه عليه الصلاة والسلام آخى بين سلمان وأبي الدرداء، رضي الله عنهما، فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة، فقال: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا. فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاماً، فقال له: كل فإني صائم، قال: ما أنا بآكل حتى تأكل، فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم فقال له: نم، فنام، ثم ذهب يقوم فقال له: نم. فلما كان من آخر الليل قال سلمان: قم الآن، فصليا جميعاً، فقال له سلمان: إن لربك عليك حقاً، وإن لنفسك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، فأعط كل ذي حق حقه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلـم فذكر ذلك له فقال النبي: "صدق سلمان".
فلم يكن أبو الدرداء يراجع حسابات أعماله، ولم يكن غارقًا في ملذاته، بل كان، صائمًا قائماً، فأخرجه سلمان رضي الله عـنه لفقهه، من "التوغل في عبادة حالت بينه وبين حقوق الآخرين" إلى مباحات معتادة ومألوفة، لكن هي في الحقيقة من الحقوق العظيمة، التي يتغافل عنها كثير من الناس، ويؤثرون عليها أعمالهم وتجاراتهم بل وعباداتهم، كالاستمتاع بتفاصيل الحياة مع المقربين، من زوجة وولد وقريب وجار، وليست تلك المخالطة هي منك "تفضل وتواضع" فشعورك بتواضعك مع أقربائك ومخالطيك" هو عين الكبر والعجب بالذات، فأنت وإياهم تشكلون "لحمة واحدة" من عدة أجزاء أنت واحد منها يؤدي حقهم عليه لا غير.
إن وقت المسلم بقدر ما هو نفيس فإن المسلم مأمور أن يقسمه بالعدل بين متعلقات حياته، وفي ذلك أيضًا أشار النبي صلى الله عليه وآله وسـلم في القصة المشهورة عن حنظلة حيث قال: "لقيني أبو بكر، فقال: كيف أنت؟ يا حنظلة قال: قلت: نافق حنظلة، قال: سبحان الله ما تقول؟ قال: قلت: نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، يذكرنا بالنار والجنة، حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات، فنسينا كثيراً، قال أبو بكر: فوالله إنا لنلقى مثل هذا، فانطلقت أنا وأبو بكر، حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: نافق حنظلة، يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما ذاك؟ قلت: يا رسول الله نكون عندك، تذكرنا بالنار والجنة، حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك، عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات، نسينا كثيراً.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة. ثلاث مرات. فقوام الحياة على هذا الميزان الدقيق، (فأعط كل ذي حق حقه). والله تعالى يقول«وأقيموا الوزن بالقسط، ولا تخسروا الميزان» هذا، والله من وراء القصد.
http://www.alriyadh.com/1977469]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
إن وقت المسلم بقدر ما هو نفيس فإن المسلم مأمور أن يقسمه بالعدل بين متعلقات حياته، وفي ذلك أيضًا أشار النبي صلى الله عليه وآله وسـلم في القصة المشهورة عن حنظلة حيث قال: "لقيني أبو بكر، فقال: كيف أنت؟ يا حنظلة قال: قلت: نافق حنظلة، قال: سبحان الله ما تقول؟..
قد يجد أحدنا متعته في الخلوة والعزلة عن الآخرين، ويجد اقتناص راحته في الهدوء بعيدًا عن ضوضاء المجتمع والمقربين، فيحرص على الخلوة والانفراد، وتغلب عليه محاولاته إيجاد الوسائل والمبررات ليكون وحيدًا، وقد ينجز في عزلته هذه أغلب أعماله، وربما تكون هي مصدر إنتاجه، فيجد ذلك مبرراً كافيًا لاختلاق الأعذار وإبداء عدم الرغبة بمشاركة الآخرين مجالسهم وموائدهم واجتماعاتهم، وربما تسلل بتفكيره ليستل مبررًا شرعيًا لعزلته، فيحفظ مواعظ الترغيب في العزلة، وترغيب المسلم في اجتناب ضوضاء الحياة ليفرغ قلبه وأركانه لذكر الله والعبادة، وهنا قد يأتي الشيطان ليحبب له العزلة لذاتها، ليجد فيها بغيته في عزله عن أقاربه وأرحامه وبني مجتمعه، إذ لم يستطع - أعني الشيطان - أن يباشره بأمره بالقطيعة، فأتى له من باب آخر، وهذا من «خطوات الشيطان».
هنا تتدخل "الرحمة النبوية" ليبين لنا صلى الله عليه وآله وسلـم مدخلاً من مداخل الشيطان، وتلبيسه، فيما جاء في صحيح البخاري أنه عليه الصلاة والسلام آخى بين سلمان وأبي الدرداء، رضي الله عنهما، فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة، فقال: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا. فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاماً، فقال له: كل فإني صائم، قال: ما أنا بآكل حتى تأكل، فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم فقال له: نم، فنام، ثم ذهب يقوم فقال له: نم. فلما كان من آخر الليل قال سلمان: قم الآن، فصليا جميعاً، فقال له سلمان: إن لربك عليك حقاً، وإن لنفسك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، فأعط كل ذي حق حقه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلـم فذكر ذلك له فقال النبي: "صدق سلمان".
فلم يكن أبو الدرداء يراجع حسابات أعماله، ولم يكن غارقًا في ملذاته، بل كان، صائمًا قائماً، فأخرجه سلمان رضي الله عـنه لفقهه، من "التوغل في عبادة حالت بينه وبين حقوق الآخرين" إلى مباحات معتادة ومألوفة، لكن هي في الحقيقة من الحقوق العظيمة، التي يتغافل عنها كثير من الناس، ويؤثرون عليها أعمالهم وتجاراتهم بل وعباداتهم، كالاستمتاع بتفاصيل الحياة مع المقربين، من زوجة وولد وقريب وجار، وليست تلك المخالطة هي منك "تفضل وتواضع" فشعورك بتواضعك مع أقربائك ومخالطيك" هو عين الكبر والعجب بالذات، فأنت وإياهم تشكلون "لحمة واحدة" من عدة أجزاء أنت واحد منها يؤدي حقهم عليه لا غير.
إن وقت المسلم بقدر ما هو نفيس فإن المسلم مأمور أن يقسمه بالعدل بين متعلقات حياته، وفي ذلك أيضًا أشار النبي صلى الله عليه وآله وسـلم في القصة المشهورة عن حنظلة حيث قال: "لقيني أبو بكر، فقال: كيف أنت؟ يا حنظلة قال: قلت: نافق حنظلة، قال: سبحان الله ما تقول؟ قال: قلت: نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، يذكرنا بالنار والجنة، حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات، فنسينا كثيراً، قال أبو بكر: فوالله إنا لنلقى مثل هذا، فانطلقت أنا وأبو بكر، حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: نافق حنظلة، يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما ذاك؟ قلت: يا رسول الله نكون عندك، تذكرنا بالنار والجنة، حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك، عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات، نسينا كثيراً.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة. ثلاث مرات. فقوام الحياة على هذا الميزان الدقيق، (فأعط كل ذي حق حقه). والله تعالى يقول«وأقيموا الوزن بالقسط، ولا تخسروا الميزان» هذا، والله من وراء القصد.
http://www.alriyadh.com/1977469]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]