تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الشعر السعوديبوصفه قوة دفاعية



المراسل الإخباري
10-22-2022, 13:52
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png كنتُ في مقابلةٍ لتصوير مادة (فلمية) قبل أيام في عاصمتنا الحبيبة (الرياض)، وكان مما طُرح عليّ سؤال مهم حول موقف الأدب السعودي في الدفاع عن القضايا الوطنية، فكان هذا السؤال دافعاً لأنطلق من قيمة الشعر بوصفه وعياً علمياً، وحسّاً معرفيّاً يخدم أسس الدفاع عن الوطن، ويحمل ثوابته، وينقل رسالته، ويعزّز مكانته، ويقوي من حضوره محلياً، وإقليمياً، وعالمياً، فالثقافة مع تعدد فروعها ومجالاتها هي وجه آخر من وجوه التمثيل والتشريف، والدفاع.
ولئن كان لكل دولة في العالم أنظمة دفاع تحميها، وتذود عنها، وتشكّل خطوطاً من الحماية التي ترعاها بعد فضل الله، فإن الثقافة جزء مهم من منظومة الدفاع عن الوطن، وقد تكون الثقافة عنصراً دفاعياً مهماً ضمن أشكال الدفاع الناعم الذي يعطي القوة بشكل خفي، ويبثها للآخرين على نحوٍ غير جلي، وهذا أمر ملحوظ في الآداب العالمية منذ القديم، ولذلك وجدنا كثيراً من المرويات الأدبية القديمة تدافع عن حضارتها، وتنافح عن تاريخها، وتمجّد بطولاتها، وقد رأينا ذلك مثلاً في الأدب الإغريقي، وغيره، ورأيناه في الأدب العربي فيما بعد، بل إن حسان بن ثابت - رضي الله عنه - كان مدافعاً بشعره عن الإسلام، والرسول صلى الله عليه وسلم.
وإذا كان العربي - منذ القديم - لسان قبيلته الذي يدافع عنها، ويدوّن أمجادها، فإنه اليوم ينبغي أن يكون لسان وطنه، وصوته الأدبي الذي يشرّف بالدفاع عن قيمه، وممتلكاته، ومقدراته، وخيراته، ورموزه، فيغار عليها، ويذب عنها، هكذا يكون الدفاع الثقافي في منظومة الأدب الوطني، ولو عدنا إلى أدبنا السعودي – منذ يوم التأسيس إلى زمننا هذا - لألفيناه مليئاً بالنماذج الأدبية الشعرية التي كانت تعرّف به من جهة، أو تدافع عنه من جهة أخرى، ولو تأملنا شعر ابن عثيمين (1944م) الذي يعد رائد حركة الشعر التجديدي في الأدب السعودي لرأينا قصائده في الملك عبد العزيز مناصرةً لأمجاده، ومتغنيةً بها، ومدافعة عن آماله، وتحقيق غاياته.
والشاعر أحمد إبراهيم الغزاوي (1981م) أحد أعلام الشعر السعودي في اتجاهه التقليدي المحافظ، كان يلقب بـ (شاعر جلالة الملك)، وكان شاعراً مفاخراً ومدافعاً في آن، وقصائده في الملك عبدالعزيز – رحمه الله – ذائعة وكثيرة، وكذا قصائده في الملك سعود والملك فيصل – رحمهما الله – وقصائده في مناسبات الحج، وغيرها من القصائد الدفاعية ذات الانتماء الوطني.
ولو انتقلنا إلى الشاعر عبدالله بن خميس (2011م)، فإننا نجده شاعراً مدافعاً، بل لقد وُلدت شاعريته عندما مدح الملك عبدالعزيز - طيّب الله ثراه – في زيارته للطائف، وكان ابن خميس يومها في ريعان شبابه على رأس وفد طلابي من مدرسة (دار التوحيد)، وعندما اكتملت شاعريته رأيناه يجر شعره إلى ميدان عسكري، فيحضر حفل تخريج الضبّاط، ويبدع قصيدته (أنجبيهم من ثراكِ الطيّبِ..).
وكذا كان غازي القصيبي (2007م) الذي امتطى صهوة شعره، ودخل بشعره ميدان المعارك، فأبدع رائعته الخالدة (أجل نحن الحجاز ونحن نجدُ / هنا مجدُ لنا وهناك مجدُ)، وتكاد أن تكون هذه القصيدة كتيبة دفاع شعرية.
واليوم أضحت جملة من قصائد الأمير عبدالرحمن بن مساعد منصات دفاع قوية عن الوطن، وقيادته، وشعبه، ولعلها من أقرب الشواهد وأوضحها على أن الشعر لم يعد فنّاً وجمالاً فحسب، بل هو قوة دفاعية لا يستهان بها.




http://www.alriyadh.com/1978505]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]