المراسل الإخباري
10-25-2022, 04:19
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
جميل استخدام القطار لأسباب كثيرة ولكن أسوأ ما يمكن أن يحدث في رحلات القطار أن يجاورك من يعتقدون بأنهم فلتة زمانهم، وهذه النوعية من الناس في رأيي هم أحد أنواع الشخصيات النرجسية المتسلطة فهم يتصفون بمنح أنفسهم أهمية كبيرة ناتجة عن شعورهم بأهمية ذاتهم أمام من يعايشونهم ويتعاملون معهم فيستغلون غيرهم ويستفزونهم دون أدنى شعور بالذنب..
في بدايات الفنان محمد عبده قال عن نفسه في لقاء صحفي بأنه (فلتة) بمعنى أنه لا نظير له، وغالباً هي فلتة لسان لا أكثر من شاب كان يرى في وقته وبدايات نجاحه مميزاً لا يشبهه أحد، والحقيقه أنه بالنسبة لي هو كما وصف نفسه وما زال كذلك إذا استثنينا بعض مجاملاته في السنوات الأخيرة التي قدم فيها قصائد لا تتناسب مع مكانته الفنية ولا تقارن بإبداعه السابق، ويبدو لي أن محمد عبده ليس هو الوحيد الذي يعتبر نفسه فلتة زمانه فهناك عدد لا يستهان به من البشر يظنون أنهم كذلك في الحياة العامة وليس الفنية بوجه خاص.
أحد هؤلاء كنت مجبرة على الاستماع له أثناء مشاركته لي ولغيري في رحلة قطار من الدمام إلى الأحساء كان صوته عالياً جداً يجبرك أن تستمع لثقته المبالغ فيها التي جعلته ينوب عمن في المقطورة ويقول لآخر كان يجلس بالقرب منه ويستمع من هاتفه إلى لقاء مسجل مع شخصية ما وبأعلى درجة للصوت في جهازه كان الفلته يقول له: خذ راحتك واستمع لما تريد لا يهم ارتفاع الصوت لديك فهو لا يزعجني!! وماذا عن الآخرين من حوله؟! غالباً هو لم يهتم بغيره من الركاب وبالتأكيد لا يزعجه فهو حين يتكلم يطغى صوته على كل شيء عندما تحدث عن تربيته العظيمة لابنه وعن تعامله مع زملاء العمل وعن جرأته في كل مكان مع الناس في الشوارع والمطاعم وغيرها كان يتحدث وكأنه يصف نفسه طوال الوقت بأنه فلتة زمانه حتى أن بعض من يعرفونه في العمل أو من أصحابه يسألونه عن كيفية اكتسابه هذه الجرأة والطلاقة في اللسان هكذا وصف نفسه!
هل تعلمون بمن شعر من الركاب بآخر يشبهه تماماً في تلك الصفات فمن سوء الحظ في تلك الرحلة وجود طفل صغير ربما في السابعة من عمره ولكنه فلتة هو الآخر في ارتفاع صوته بالكلام والبكاء المستمر والصراخ على أمه وأخته الأكبر منه فلم يسكت طوال الرحلة وهو يتأفف منهما وينتقدهما ويصفهما بصفات غريبة ولم يهدأ إلا عندما انشغل قليلاً بشيء من الحلويات التي أزعجنا وهو يطلبها ثم وهو ينتظرها وكذلك عندما عاد قبل أن يكمل عملية الشراء لكي يوصل لأمه اعتراضه على تصرفات أخته بكل ما لديه من قوة إزعاجية! كان باختصار طفلاً وقحاً لم تفدني مع وجوده قريباً مني تلك السماعات التي وضعتها في أذني!
عندما قام الرجل الفلتة من مكانه مع جاره صاحب الفيديو لأداء الصلاة صرخ بالطفل بصوت يسمعه كل من في المقطورة قم معنا للصلاة لعل شياطينك تهدأ قليلاً! وكنت أقول في نفسي: احنا نلاقيها منك ولا منه خذه معك ولا تعودوا إلا عندما نصل ولكن هذا لم يحدث، واستمر الازعاج من النرجسيين حتى وصولنا وحمدت الله أني لن أكمل الرحله معهم إلى الرياض.
جميل استخدام القطار لأسباب كثيرة ولكن أسوأ ما يمكن أن يحدث في رحلات القطار أن يجاورك من يعتقدون بأنهم فلتة زمانهم، وهذه النوعية من الناس في رأيي هم أحد أنواع الشخصيات النرجسية المتسلطة فهم يتصفون بمنح أنفسهم أهمية كبيرة ناتجة عن شعورهم بأهمية ذاتهم أمام من يعايشونهم ويتعاملون معهم فيستغلون غيرهم ويستفزونهم دون أدنى شعور بالذنب لأنهم يرون بأنهم على صواب في كل ما يقولون ويفعلون!
فالشخصية النرجسية فيها شيء كثير من التسلط على الآخرين فيما لا يعجبهم وهم يريدون من الآخرين أن ينفذوا رغباتهم أياً كانت حتى كان ما فيها مع ما يتعارض مع ما يريده الآخر فلا يهمه ماذا يريد غيره فالأهم ماذا يريد هو. شخصيات متعبة ومزعجة وجودهم في حياة الآخرين سبب تعاسة لهم ونكد مستمر. ولكن عندما نصادف شخصيات من هذا النوع في مكان عام يصعب علينا توجيهه فنحن لا نعيش معه طوال اليوم وإنما هي أوقات محدودة أما من يعيشون معهم ويشاركونهم حياة مستمرة كأن يكون أحد أفراد الأسرة فهذا والله هو الشقاء بعينه لأن التعامل معهم يتطلب فترات زمنية طويلة للمعالجة وتقويم السلوك إذ ينصح المختصون بأن الطريقة المثلى للتعامل معهم هو بعدم الانصياع لأوامرهم والتمرد عليها والتحدث معهم مطولاً في هذا الشأن لكي تتضح لهم صورة أنفسهم وتأثيرهم المزعج على من حولهم لدرجة التدخل في أخص خصوصياتهم وخياراتهم في الحياة وهذا يتطلب جلسات محادثة طويلة وهادئة تمكن النرجس من فهم أسباب انفعاله أو تسلطه ومحاولاته لتوجيه من حوله بما يتناسب مع ما يريده ويرضى به هو دون غيره.
أما الغرباء كما هو حالي ومن شاركوني الرحلة فيستحسن أن يتمالكوا أنفسهم ويتجاهلوهم تماماً وهذا ما فعلناه أمام تصرفاتهم ولكني في الحقيقة كنت أقاوم رغبتي في الصراخ على الطفل لإسكاته لأنه كان أكثر إزعاجاً من ذلك الكبير ولا أدري إن كان أحد الركاب الصامتين تمنى أن يضرب ذلك الطفل حتى يعرف أن هناك من يشاركه المكان فهو ليس في بيته!
ورغم موقف الأم السلبي جداً إلا أني رثيت لحالها فكيف ستتعامل مع الطفل بهذه الأخلاق طوال الوقت؟! ولكنها فاجأتني في لحظة ما حين ضربته بقوة على كفه ولكن ضربتها لم تؤثر فيه ولا لثانية فقد بكى قليلًا كما فعل مع كل اعتراضاته السابقة واللاحقة ثم عاد للأسلوب نفسه وهذا دليل أكيد أن هذا النوع من الشخصيات يتطلب علاجه فترة تطول وتقصر وفقاً لصبر الآخرين في التدرج معه في التعامل الذي يعتمد على التجاهل أولاً ثم على عدم تنفيذ الطلبات، وهكذا حتى يكتشف النرجسي حقيقة نفسه وحقيقة الحياة لأنه متعَب إن استمر على ماهو عليه فهو يرى بأنه مظلوم وأنه على حق فكيف يرفضون له طلباً وهو أيضاً متعِب لغيره فأعانهم الله عليه.
http://www.alriyadh.com/1979063]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
جميل استخدام القطار لأسباب كثيرة ولكن أسوأ ما يمكن أن يحدث في رحلات القطار أن يجاورك من يعتقدون بأنهم فلتة زمانهم، وهذه النوعية من الناس في رأيي هم أحد أنواع الشخصيات النرجسية المتسلطة فهم يتصفون بمنح أنفسهم أهمية كبيرة ناتجة عن شعورهم بأهمية ذاتهم أمام من يعايشونهم ويتعاملون معهم فيستغلون غيرهم ويستفزونهم دون أدنى شعور بالذنب..
في بدايات الفنان محمد عبده قال عن نفسه في لقاء صحفي بأنه (فلتة) بمعنى أنه لا نظير له، وغالباً هي فلتة لسان لا أكثر من شاب كان يرى في وقته وبدايات نجاحه مميزاً لا يشبهه أحد، والحقيقه أنه بالنسبة لي هو كما وصف نفسه وما زال كذلك إذا استثنينا بعض مجاملاته في السنوات الأخيرة التي قدم فيها قصائد لا تتناسب مع مكانته الفنية ولا تقارن بإبداعه السابق، ويبدو لي أن محمد عبده ليس هو الوحيد الذي يعتبر نفسه فلتة زمانه فهناك عدد لا يستهان به من البشر يظنون أنهم كذلك في الحياة العامة وليس الفنية بوجه خاص.
أحد هؤلاء كنت مجبرة على الاستماع له أثناء مشاركته لي ولغيري في رحلة قطار من الدمام إلى الأحساء كان صوته عالياً جداً يجبرك أن تستمع لثقته المبالغ فيها التي جعلته ينوب عمن في المقطورة ويقول لآخر كان يجلس بالقرب منه ويستمع من هاتفه إلى لقاء مسجل مع شخصية ما وبأعلى درجة للصوت في جهازه كان الفلته يقول له: خذ راحتك واستمع لما تريد لا يهم ارتفاع الصوت لديك فهو لا يزعجني!! وماذا عن الآخرين من حوله؟! غالباً هو لم يهتم بغيره من الركاب وبالتأكيد لا يزعجه فهو حين يتكلم يطغى صوته على كل شيء عندما تحدث عن تربيته العظيمة لابنه وعن تعامله مع زملاء العمل وعن جرأته في كل مكان مع الناس في الشوارع والمطاعم وغيرها كان يتحدث وكأنه يصف نفسه طوال الوقت بأنه فلتة زمانه حتى أن بعض من يعرفونه في العمل أو من أصحابه يسألونه عن كيفية اكتسابه هذه الجرأة والطلاقة في اللسان هكذا وصف نفسه!
هل تعلمون بمن شعر من الركاب بآخر يشبهه تماماً في تلك الصفات فمن سوء الحظ في تلك الرحلة وجود طفل صغير ربما في السابعة من عمره ولكنه فلتة هو الآخر في ارتفاع صوته بالكلام والبكاء المستمر والصراخ على أمه وأخته الأكبر منه فلم يسكت طوال الرحلة وهو يتأفف منهما وينتقدهما ويصفهما بصفات غريبة ولم يهدأ إلا عندما انشغل قليلاً بشيء من الحلويات التي أزعجنا وهو يطلبها ثم وهو ينتظرها وكذلك عندما عاد قبل أن يكمل عملية الشراء لكي يوصل لأمه اعتراضه على تصرفات أخته بكل ما لديه من قوة إزعاجية! كان باختصار طفلاً وقحاً لم تفدني مع وجوده قريباً مني تلك السماعات التي وضعتها في أذني!
عندما قام الرجل الفلتة من مكانه مع جاره صاحب الفيديو لأداء الصلاة صرخ بالطفل بصوت يسمعه كل من في المقطورة قم معنا للصلاة لعل شياطينك تهدأ قليلاً! وكنت أقول في نفسي: احنا نلاقيها منك ولا منه خذه معك ولا تعودوا إلا عندما نصل ولكن هذا لم يحدث، واستمر الازعاج من النرجسيين حتى وصولنا وحمدت الله أني لن أكمل الرحله معهم إلى الرياض.
جميل استخدام القطار لأسباب كثيرة ولكن أسوأ ما يمكن أن يحدث في رحلات القطار أن يجاورك من يعتقدون بأنهم فلتة زمانهم، وهذه النوعية من الناس في رأيي هم أحد أنواع الشخصيات النرجسية المتسلطة فهم يتصفون بمنح أنفسهم أهمية كبيرة ناتجة عن شعورهم بأهمية ذاتهم أمام من يعايشونهم ويتعاملون معهم فيستغلون غيرهم ويستفزونهم دون أدنى شعور بالذنب لأنهم يرون بأنهم على صواب في كل ما يقولون ويفعلون!
فالشخصية النرجسية فيها شيء كثير من التسلط على الآخرين فيما لا يعجبهم وهم يريدون من الآخرين أن ينفذوا رغباتهم أياً كانت حتى كان ما فيها مع ما يتعارض مع ما يريده الآخر فلا يهمه ماذا يريد غيره فالأهم ماذا يريد هو. شخصيات متعبة ومزعجة وجودهم في حياة الآخرين سبب تعاسة لهم ونكد مستمر. ولكن عندما نصادف شخصيات من هذا النوع في مكان عام يصعب علينا توجيهه فنحن لا نعيش معه طوال اليوم وإنما هي أوقات محدودة أما من يعيشون معهم ويشاركونهم حياة مستمرة كأن يكون أحد أفراد الأسرة فهذا والله هو الشقاء بعينه لأن التعامل معهم يتطلب فترات زمنية طويلة للمعالجة وتقويم السلوك إذ ينصح المختصون بأن الطريقة المثلى للتعامل معهم هو بعدم الانصياع لأوامرهم والتمرد عليها والتحدث معهم مطولاً في هذا الشأن لكي تتضح لهم صورة أنفسهم وتأثيرهم المزعج على من حولهم لدرجة التدخل في أخص خصوصياتهم وخياراتهم في الحياة وهذا يتطلب جلسات محادثة طويلة وهادئة تمكن النرجس من فهم أسباب انفعاله أو تسلطه ومحاولاته لتوجيه من حوله بما يتناسب مع ما يريده ويرضى به هو دون غيره.
أما الغرباء كما هو حالي ومن شاركوني الرحلة فيستحسن أن يتمالكوا أنفسهم ويتجاهلوهم تماماً وهذا ما فعلناه أمام تصرفاتهم ولكني في الحقيقة كنت أقاوم رغبتي في الصراخ على الطفل لإسكاته لأنه كان أكثر إزعاجاً من ذلك الكبير ولا أدري إن كان أحد الركاب الصامتين تمنى أن يضرب ذلك الطفل حتى يعرف أن هناك من يشاركه المكان فهو ليس في بيته!
ورغم موقف الأم السلبي جداً إلا أني رثيت لحالها فكيف ستتعامل مع الطفل بهذه الأخلاق طوال الوقت؟! ولكنها فاجأتني في لحظة ما حين ضربته بقوة على كفه ولكن ضربتها لم تؤثر فيه ولا لثانية فقد بكى قليلًا كما فعل مع كل اعتراضاته السابقة واللاحقة ثم عاد للأسلوب نفسه وهذا دليل أكيد أن هذا النوع من الشخصيات يتطلب علاجه فترة تطول وتقصر وفقاً لصبر الآخرين في التدرج معه في التعامل الذي يعتمد على التجاهل أولاً ثم على عدم تنفيذ الطلبات، وهكذا حتى يكتشف النرجسي حقيقة نفسه وحقيقة الحياة لأنه متعَب إن استمر على ماهو عليه فهو يرى بأنه مظلوم وأنه على حق فكيف يرفضون له طلباً وهو أيضاً متعِب لغيره فأعانهم الله عليه.
http://www.alriyadh.com/1979063]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]