المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بعثرة إخبارية وتداعيات مشوهة..!



المراسل الإخباري
10-28-2022, 04:56
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png حالة الدهشة التي يعيشها الفرد البسيط وهو يتابع الوقائع السياسية والأحداث تقوده إلى متاهات من الخواطر التي توقع به في حفر التوجس فلا يستطيع معرفة ما يحدث حقاً في العالم سياسياً.. ولا تمكّنه عقليته الطبيعية لوعي ما يجري.
الجريان السياسي الفائض في الأحداث المتعاقبة والمتكررة والغامضة ساهم بشكل كبير في صناعة غربة لدى المتلقي بالرغم من وجود منافذ ومصادر إعلامية واتصالية وتواصلية عديدة إلا أنه مازال يعيش في أمية عالية، وتضعف قدراته في تحليل ما يدور حوله.
تشوهات معتبرة في ممارسة السياسة في العالم، تتسع تداعياتها السلبية لتمتد في اتجاه ما يمكن ان يسمى بالتلبك السياسي، والتلون البراغماتي الذي يتفشى بشكل واسع ليشعل الشجون والأهواء ويحرق الظنون والنوايا.
حتى أن أدبيات العلوم والنظم السياسية المقارنة تشهد هزات معنوية جعلت وعي المتلقي والمتابع المهتم لا يجد حلولاً معقولة، وأطروحات مقبولة. هذه التقلبات المزاجية في الواقع السياسي والذي يغذى بالمضامين الإعلامية التي أغرقتنا في حالة اللاوعي، واللا فهم.
ولا شك أن التداعيات المعتبرة هي انعكاس ثقيل على مفهوم الأمن الذاتي لدى هذا الفرد المرتبك بسبب ربط حياته المعيشية وكثير من التفاصيل التي يتفاعل معها في حياته الطبيعية.
لتسأل أحدهم أين تجد غلّتك من الأخبار التي يمكن تشبع رغباتك المعرفية، ويرضي الذائقة الشخصية، لن تجد إجابة حقيقية وواقعية ليس بسبب سوء المصدر أحيانا أو كذبه أو عشوائيته بل قد تضيف أن الشك لدى المتلقي يسبق يقينه فيما يحدث.
تأمل ما يجري في العالم كمثال أزمة روسيا وأوكرانيا التي أثارت نقع المشكلات العالمية وصنعت شبكة من الإشكالات المتداخلة في بعضها البعض ولم يكن الأمر كافياً في المجال السياسي وموازين القوى بل تجاوز حده إلى إشغالات أخرى في مجالات مختلفة وسحب أطراف متعددة كدول وجهات ومنظمات، وتدفقت قضايا أخرى كما حدث في أوبك أو بيع الغاز الأمريكي أو الصين وتايوان، أو التجارب النووية لكوريا الشمالية أو لقاح الرئيس الأمريكي بجرعة محدثة والحديث عن القنبلة القذرة، أو التحركات الدولية أو دخول أطراف مهددة أو تنصيب رئيس وزراء بريطاني جديد أو شراء إيلون ماسك لتويتر.. وعدد من القضايا التي تداخلت في آن واحد
في هذه البعثرة الإخبارية لم يعد الشخص العادي يعي كيف يفهم ويربط ما بين الأحداث الجارية وهذه الإشغالات العامة لأن كثافة ما تقذفه وسائل الإعلام يفوق قدرات ذلك الشخص العادي فلا يتمكن من قبض محتوى حقيقي، أو مضمون واقعي يستطيع من خلاله تفسير وتعبير ما يحدث.
كما ساهم هذا الزخم الإخباري في عدم تمكن المتلقي من فرز وتصنيف ما يتلقاه مما جعل ذهنه متعطلاً لاصطياد حقيقة واحدة لأن كل ساعة تتبدل الروايات، وتتباين الأطروحات بين المصادر التي يتابعها مما أشعره بحالة من الضجر والفتور وتوجيهه نحو استيعاب فوضوي أحادي قد يقوده إلى تسطيح في عملية الفهم.




http://www.alriyadh.com/1979685]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]