تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : السعودية.. الدولة والسيادة



المراسل الإخباري
10-31-2022, 08:44
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png منذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، والمملكة دولة مستقلة ذات سيادة كاملة، وقد ذكرنا مرارا وتكرارا أن السعودية تنطلق في قراراتها وعلاقاتها من مصالحها الوطنية، ومصالح شعبها. والمتابع اليوم للساحة السياسية الدولية يجد حملة شعواء يشنها الحزب الديمقراطي على السعودية بعد قرار أوبك بلس بخفض إنتاجها من البترول، حيث يتم اتهام السعودية بالوقوف مع روسيا ضد الولايات المتحدة، وتتعالى الأصوات الديمقراطية بـإيقاف بيع الأسلحة لها وكأن هذه الصفقات مساعدات تقدم للسعودية.
وهنا أول مفهوم بحاجة إلى تصحيح، فالحقيقة أن السعودية لم تكن يوماً ما رهينة لبيع الأسلحة الأميركية، بل تدفع ثمنها ليعود للأميركيين كوظائف وفرص اقتصادية (win-win situation)، وثاني المفاهيم التي تحتاج إلى إيضاح هو أنه ليس من حق أميركا ولا غيرها فرض رؤيتها ورغباتها على العالم، فالعالم فسيح، وإذا لم تشتر السعودية السلاح من أميركا فبمقدورها شراءه من دول أخرى تتنافس لتقديم مثل هذه الخدمة، أما ثالث المفاهيم المغلوطة لدى الحزب الديمقراطي أن للسعودية كدولة وطنية مصالحها الخاصة وخططها التنموية والتحديثية الطموحة التي ربما تفوق خطط أميركا، ومثل هذه المشاريع العملاقة بحاجة إلى تمويل، وسيكون البترول السعودي هو المصدر الأكبر لهذا التمويل. وأخيرا، أوبك بلس ليست السعودية فقط، بل فيها العديد من الدول ومنها إيران فلماذا تتهم المملكة فقط!
كل هذه المفاهيم وغيرها كانت هي الأخرى محط نقاش بين العقلاء الأميركيين أنفسهم، فها هو جيسون غرينبلات مبعوث دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط سابقاً، يرفض في مقالته في CNN خطاب بعض أعضاء الكونغرس الذي ينظر للسعودية وكأنها "دولة تابعة"، لا تملك مصالح وطنية واستراتيجية خاصة، فالرياض حسب ما جاء في المقال لها الحق في التصرف بما يتناسب مع وضعها، وهو ذات الموقف الذي عبر عنه ديفيد رونديل رئيس البعثة الأميركية في السعودية سابقاً، ومايكل فويلز المستشار السياسي السابق للقيادة المركزية الأميركية، اللذان أكدا في مقالة نشرها موقع "نيوزويك" يوم الجمعة 21 أكتوبر (تشرين الأول) على المحافظة على العلاقة مع الرياض، مشيرين إلى أن الهجوم على السعودية ينم عن عدم فهم لمواقفها السياسية والاقتصادية، والظروف التي أدت إليها.
مثل هذه النظرة العقلانية لموقف الرياض هي التي يجب على الإعلام السعودي بشقيه الرسمي وغير الرسمي العناية بها وإبرازها وتقديمها للعالم، وبين وجهة نظر الديموقراطيين اللاعقلانية ونظرة الأميركيين العقلانية تبقى السعودية دولة ذات سيادة.. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والوطن المعطاء.




http://www.alriyadh.com/1980097]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]